عمرو زكي مطلوب للاحتراف في بولتون أو ليفربول، لكنه لن يستطيع لأن مسئولي نادي انبي يرفضون الاستغناء عنه بسبب الاحتياج اليه في الدوري المحلي! نفس الأمر مع ابو تريكة ووائل جمعة والحضري ومتعب الذين وصلت اليهم عروض أيضا! الخلاصة أن لاعبينا سواء هؤلاء أو غيرهم مكتوب عليهم ألا يخرجوا من مصر وألا يطوروا قدراتهم بحجج ارتباطات أنديتهم بمسابقات محلية وعربية وقارية! والمصيبة أنهم اخبروا عمرو زكي بأن سامح فهمي وزير البترول يجهز له مفاجأة كبيرة للعب في اسبانيا ومع ناد كبير، وعلينا ان نتخيل هذا النادي! إذا كان الوزير يملك هذه العلاقات التي ربما تحمل مفاجأة انتقال عمرو زكي الى ريال مدريد، فلماذا لا نستفيد منها في ارسال كتيبة محترفين إلى اوروبا! طبعا الكلام كله نخع وهجص لا يهدف سوى للاحتفاظ بعمرو زكي الذي ربما لا تتجاوز محطته النهائية ميت عقبة أو الجزيرة! لا يخفى أن هذا اللاعب الذي اثبت تفوقا كبيرا في البطولة الأفريقية وأحرز هدفا قاتلا صعد بنا للدور النهائي، وصنع أهداف وضربات جزاء مؤثرة، يريد الاحتراف ويبكي من أجله، وطلب تدخل الوزير لاقناع مسئولي نادي النفط مع أن الوزير نفسه هو المسئول الأول في هذا النادي! ليست لدي معلومات بأن الوزير يؤدي عملا اضافيا بعد الظهر في السمسرة لبيع اللاعبين، لكنه ربما يفعل ذلك لأجل عيون القاطرة البشرية زكي. الشئ المؤكد أنه ليست لديه علاقات من أي نوع مع أندية صغيرة أو كبيرة في أوروبا، لكنه فعلا سيقدم مفاجأة حقيقية بخصوص احتراف عمرو زكي بعد انتهاء الموسم، والأيام بيننا! لا يجب ترك الأمر سداحا مداحا للأندية التي لن تنظر سوى إلى مصالحها، فماذا يهمهما في احتراف لاعب أواثنين اذا كانت تستطيع أن تعوض نصيبها من فلوس الاحتراف بالحصول على البطولات! اطلاق الاحتراف بشروط واجراءات غير معقدة يجب أن يكون هدفا قوميا لتطوير الكرة المصرية، لأننا بهذا الأسلوب لن نراوح مكاننا. انني اقترح أن ننظر الى تجارب الكاميرون وغانا ونيجيريا في هذا الشأن ونستفيد منها، خاصة أن الاحتراف أصبح عملا اقتصاديا بالدرجة الأولى يعود بالخير على الاقتصاد الوطني. لقد أصبح تصدير اللاعبين عملا مربحا للاقتصاديات الوطنية خصوصا عند الدول الخصبة بمواهبها الكروية الفطرية، ومصر تملك مثل هذه الخصوبة، لكنها تحتاج لتسميدها واروائها، ومن الصعب أن يتم ذلك في ظل القوانين الكروية المعمول بها حاليا. حسام غالي المنتقل حديثا الى توتنهام تحدث عن الفارق بينه عندما كان لاعبا في الاهلي وبينه الآن. لقد اكتشف بعد احترافه أنه لم يكن يعرف شيئا ذا قيمة عن كرة القدم! وحسب كلامه في حوار صحفي نشر له مؤخرا في صحيفة خليجية، كان يعتقد وهو خارج من أبواب النادي الأهلي في رحلته الاحترافية الى هولندا التي بدأت قبل ثلاث سنوات، أنه يعرف كل شئ عن كرة القدم، وعندما بدأ الاحتراف الحقيقي اكتشف امورا أخرى لم تكن على باله! فالاحتراف هو أسلوب حياة، لابد أن يلتزم به اللاعب المحترف خارج الملعب ولا يقتصر على اللعب والتدريب فقط. اسلوب يذهب معك الى بيتك والى فراشك وحتى طعامك وشرابك وحياتك الخاصة. لا أظن أن المحترف محليا يفي بهذه الواجبات أو أن ناديه يفرض عليه ذلك رغم أنه حق للنادي الذي دفع له الملايين! اللاعب المحترف عندنا يسهر الى ما يشاء، ويفعل في حياته الخاصة ما يريد، واحيانا يفاجأ النادي مثلا أنه مصاب فيكتشف أنه لعب مع جيرانه ليلا مباراة في الكرة الشراب! لتلك الأسباب، العمر الاحترافي للاعبينا قصير، ينتهي في سن تعتبر بداية النضج الكروي في اوروبا. لقد خسرنا مبكرا مواهب كبيرة مثل وليد صلاح الدين وحازم امام، فنظامنا الكروي قاتل للمواهب الفطرية ولا يعمل على تطويرها، ومسابقاتنا المحلية ضعيفة واهنة هزيلة ينعدم فيها التنافس الجاد! وما دمنا نتعامل بالفذلكة والحذلقة التي تجعل من الوزير خبيرا كرويا فذا وسمسارا يتفاوض مع أندية اوروبية كبيرة، فلا نتوقع أن نتقدم من مواقعنا التي نقبع فيها، بل انتظروا مزيدا من التراجع في حالنا المايل! [email protected]