حسب ما نشرته بعض الصحف على لسان أبو تريكة فانه تلقى عدة عروض جدية للاحتراف الخارجي أكثرها من روسيا، وانه عازم على الضغط على ادارة الاهلي لتعطيه الاستغناء حتى لا تضيع الفرصة الأخيرة له في اللعب لناد عالمي وتأمين مستقبله بعائد مالي ضخم. حسام البدري رفض تفريط الاهلي في أي لاعب مؤكدا أنه لم يصل لأي منهم – حتى أبو تريكة نفسه - عرض جدي! أنا مضطر لأن أصدق أبو تريكة فهو ليس في حاجة ليزعم أن عروضا خارجية جادة وصلته. نجم مدلل من الأهلي وجماهيره، الهداف الأول، والمهاري الأول، والعريس الدائم في كل انتصارات ناديه! ليس في حاجة ليقول للأهلي "أنا هنا" لأنه ملء السمع والبصر، وبالتالي فأنا مغتبط بشدة باصراره على التمسك بفرصته في الخروج إلى العالمية، ففعلا لو افلتت منه هذه الفرصة، فلن ينال غيرها! انه حاليا في عز فورمته ولياقته وقوة أدائه، وهذا الحال لا يدوم كثيرا، وماضي الاهلي مع النجوم يقول انه لا يرحم من يشعر أنه في سبيله الى الافول والذبول! قطعا ابو تريكة ليس أفضل من طاهر أبو زيد ولن يبلغ شهرته وأهدافه للأهلي ومصر وانجازاته لكليهما، وموهبته الفطرية ومهاراته لا تطال ما كان عند وليد صلاح الدين، وعطاؤه لم يصل بعد وربما لا يصل أبدا إلى حجم عطاء حسام حسن الذي منح وطنه بطولتين أفريقيتين وساهم في الثالثة عندما كان ناشئا في السابعة عشر ربيعا!.. وصعد بمصر الى نهائيات كأس العالم للمرة الثانية في تاريخها وكان صانع ضربة الجزاء التي تعادلت بها مصر مع هولندا عندما كان منتخبها مخيفا يضم أفضل لاعبي العالم! لا أذهب بعيدا.. لعله شاهد عيان على سيد عبدالحفيظ الذي دفعوه الى الذبول رغم انه في الثامنة والعشرين من عمره، ويمتلك مهارات عالية، ثم أجبروه على الاعتزال مبكرا، رافضين أن يكمل مسيرته في ناد آخر داخل مصر! يا أخ ابو تريكة.. أنت محترف والأهلي ناد احترافي، يعني من حقك أن يكون اسمك ومستقبلك وتطوير وضعك همك الأول والأخير، فلا مكان هنا للانتماء ولا للمشاعر العاطفية، خاصة أن لاعب الكرة يتأثر بمضي العمر، فاذا ما تخطى الثلاثين أصبح غير مرغوب فيه، ويتحول رويدا رويدا بالنسبة لناديه الذي يلعب له، إلى مجرد حصان حكومة طاعن في السن سيستحق يوما رصاصة الرحمة! ومن حق الأهلي ان يبحث عن مصلحته وأن يتخلى عن الأدوات التي لم تعد قادرة في مساعدته للحفاظ على القمة ، وبالتالي فلن نقول عنه إنه يأخذ النجوم لحما ويرميهم عظما، لأنه لن يسمح لنفسه أن يكون بيتا للمسنين في سبيل العواطف ورد الجميل! لذلك أحيي فيك اصرارك على الاحتراف الخارجي واتمناه لك كما اتمناه لكل نجم مصري يأتيه عرض خارجي، لأن ذلك يصب في مصلحة الكرة المصرية والمنتخب. اتمنى ان يأتي اليوم الذي يكون فيه كل لاعبي المنتخب محترفين في أكبر الأندية الاوروبية ويلعبون في بطولاتها! الأهلي يرفض الاستغناء عن ابو تريكة رغم أنه تلقى عرضا بثلاثة ملايين يورو، ويرفض الاستغناء عن محمد شوقي لأنه يحتاجهما في بطولاته! إذا كان رقم الثلاثة ملايين حقيقيا، فعدم الاستغناء عنه ليس حصافة، ورفض الاهلي لاحتراف لاعبيه المطلوبين في الأندية الأوروبية من أجل بطولات محلية في مصر أو حتى من أجل بطولة الأندية الافريقية، هي نظرة لا تتجاوز موضع القدمين، فاذا كان الاهلي قادرا على الشراء، فلماذا لا يتحول الى مؤسسة استثمارية قادرة على التسويق أيضا؟! أين قدرات الأخ القيعي – أطال الله عمره – وأين الفكر الاحترافي للجنة الكرة التي أحسنت عندما منعت مانويل جوزيه من التفاوض بنفسه وعلى كيفه، مع لاعبين في أندية أخرى بدون استشارتها، وبدأت تنظر في اصراره الغريب على ابقاء فلافيو رغم أنه لم يترك بصمة مع كثرة الفرص التي اتيحت له، وهناك من يقول ان ابنه هو السمسار الذي احضر تلك الصفقة البائرة! ان الفريق الحالي للأهلي استطاع الحصول على بطولة الدوري موسمين متتالين وعلى بطولة افريقيا، لكنه فريق ثلاثيني في معظمه خاصة المؤثرين فيه من شاكلة بركات والشاطر والنحاس والحضري ووائل جمعة، وبالتالي فان العقلية الاستثمارية كانت تقتضي الاستثمار فيهم قبل أن تنتهي صلاحيتهم! وبهذه الطريقة يستفيد الأهلي ماليا، خاصة أنه قد يأتي يوم تذهب فيه امدادات رجال الأعمال!.. ويتوقف دعم الحكومة عبر تليفزيونها الرسمي. لا يوجد ما هو دائم أو مستحيل الحدوث، وإلا ما كنا نتفرج على صدام حسين في قفص الاتهام! الاحتراف الخارجي يجب أن يكون مفتوحا أمام جميع لاعبينا، ويجب على الاتحاد الكروي ان يفعل في تاريخه حسنة واحدة، فيقر نظاما يلغي أي قيود على الاحتراف الخارجي، خاصة أنه لا أمل في دوري محلي يرفع من شان المنتخب! إذا اردنا ان نلحق بالكاميرون ونيجيريا وغانا وتونس والمغرب وكوت ديفوار بل حتى بتوجو وانجولا، فليس امامنا من سبيل سوى تصدير مواهبنا الكروية الى الخارج ليتم صقلها وتعويدها على الأجواء العالمية! حاول يا أبو تريكة وحاول.. فهتافات الجماهير المحلية والتغني باسمك في باب الحديد والعتبة وفي المقاهي والأزقة لا يجب أن يكون هو طموحك الأخير! [email protected]