قال الدكتور نادر فرجاني، رئيس فريق تحرير تقرير التنمية العربي الصادر من برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى السعودية لم تثمر عن النتائج المرجوة، فيما وصفه ب "الحصاد المخيّب". وزار السيسي، يوم الأحد، السعودية في زيارة قصيرة استغرقت عدة ساعات، هي الأولى له منذ تولي الملك سلمان بن عبد العزيز الحكم أواخر يناير الماضي. وفي تدوينة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، عاب فرجاني على من أسماهم ب "مجاذيب السيسي"، لكونهم "ركزوا على الاستقبال الاحتفالي الشكلي له في الرياض وفاتهم أنه قد يكون أهم منه كثيرًا بمعايير الفاعلية، ذلك الاجتماع المغلق الذي اقتصر على العاهل السعودي (الملك سلمان بن عبدالعزيز) وضيفه التركي (الرئيس رجب طيب أر دوغان) بدون الوفدين الرسميين واستغرق أكثر من نصف ساعة". إذ اعتبر أن "مثل هذه اللقاءات المغلقة تركز عادة على تفاهمات استراتيجية خطط مستقبلية، وتؤسس لتعاون ثنائي مشترك في قضايا حساسة مثل كيفية التصدي للصعود السياسي والعسكري الإيراني في المنطقة، والاتفاق النووي الأمريكي الإيراني المنتظر، وتمدد "الدولة الإسلامية" (داعش)، والدعم الإيراني لجماعة "أنصار الله" الحوثية في اليمن". ورأى فرجاني أن "الأهم من كل ذلك أن مثل هذه اللقاءات تنطوي على مصارحات وعتاب بين المشاركين فيها، والتزامات بمواقف تظل سرية وبعيدة عن أعين وآذان الوفود الرسمية لمنع تسريبها". وأضاف فرجاني إلى ذلك "المغادرة السيسي السريعة للرياض وعدم صدور موقف سعودي قوي داعم لمصر، ولمشروع القوات العربية المشتركة الذي اقترحه للتدخل في البؤر العربية الساخنة وخاصة ليبيا، وعدم إدلائه بأي تصريحات تؤكد التزام العاهل السعودي الجديد بقوة بدعم مصر في حروبها الداخلية وأزمتها المالية". وأشار إلى أنه "يتعين الانتباه، في النهاية، إلى عقد اتفاق أمريكي تركي على تدريب المعارضة السورية "المعتدلة" في تركيا يبدأ هذا الأسبوع في موازاة اتفاق مماثل مع الرياض على تدريب 5000 عنصر سوري معارض في قواعد عسكرية سعودية".