قال وزير الدّاخلية التونسية محمد النّاجم الغرسلي إن "التهريب يغذي مجموعة من الأنشطة التي ينتفع بها الإرهاب ومن بينها ترويج عملات مزيفة والجريمة المنظمة وغيرها كما يتعايش مع هذه الظاهرة وبالتّالي فإنه أصبح يشكل خطرا على الأمن الوطني". وأضاف الغَرسلي خلال كلمة له اليوم الثلاثاء في ثكنة الحرس الوطني بتونس حول قوات الأمن الداخلي ورهانات مجابهة الإرهاب والتهريب أن "معالجة هذا الملف تستوجب تركيز منظومة استعلاماتية مع تطوير العمل الإرشادي وتسخير كل الإمكانيات التكنولوجية الحديثة لذلك وتفعيل منظومة المخبرين". كما لفت إلى أن "الإرهاب أصبح ظاهرة عابرة القارات وأن التقاطع القائم بين الإرهاب والتهريب في تونس باعتبار الشريط الحدودي الممتد مع كل من ليبيا والجزائر خلق ثقلا كبيرا في مقاومة هذه الظّاهرة." وأشار في السياق نفسه إلى أن "40 % من التجارة التونسية تنشط في مجال التجارة الموازية". كما وصف الغرسلي ظاهرة التّهريب بالإرهاب الاقتصادي الذي أثر سلبا في الاقتصاد التونسي، بحد قوله. وتابع أن "عالم الجريمة وبما فيها الإرهاب يتطور بشكل يومي ويواكب التطورات في مجال الأسلحة بشكل متواصل لذلك يجب تقديم تصورات جديدة وحلول تتماشى مع تطور هذه الجرائم، فكثيرا ما يُدعم الإرهاب من قوى خفية لديها قيمة تكنولوجية وقوة كبيرة". وقال "أتوجه إلى كافّة التونسيين بدواع وطنية إلى التعاون مع المؤسستين الأمنية والعسكرية في كل ما يتعلق بالمجال الاستخباراتي والاستعلاماتي، وأن لا علاقة لذلك لما يروج من مفاهيم الخيانة وعلى الجميع الانخراط مع الدّولة في هذا المجال للتخلص من هذه الظّاهرة الخطيرة". وتواجه تونس هجمات وأعمال عنف منذ مايو/ أيار 2011 ارتفعت وتيرتها عامي 2013 و2014، وتركزت في المناطق الغربية المحاذية للحدود الجزائرية، وخاصة في جبل الشعانبي بمحافظة القصرين