استنكرت رئاسة أركان الجيش الليبي المنبثقة عن مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق، شرقي البلاد، اليوم السبت، تصريحات لسفير بريطانيا لدى الأممالمتحدة مايكل غرانيت، أمام مجلس الأمن الدولي، حول ليبيا. وكان مايكل ليال غرانت سفير بريطانيا لدى الأممالمتحدة، قد قال خلال كلمة له أمام مجلس الأمن الدولي، قبل ساعات: "نحن نريد حكومة وحدة وطنية يكون لها اتفاق باستخدام الأسلحة الموجودة والأسلحة التي سوف تحصل عليها الحكومة في مواجهة تهديد داعش". وأضاف: "هذه برأينا أفضل طريقة لمواجهة داعش، وعندما يكون هناك تحالف واسع وحكومة وحدة وطنية واسعة فعندها يمكن أن نساعد هذه الحكومة لمحاربة داعش، وفي الوقت الراهن من يحارب داعش فقط هم مليشيات مصراتة (تجمع لكتائب إسلامية، غربي ليبيا)". وعن ذلك، قالت رئاسة الأركان، في بيان لها اليوم، حصلت الأناضول على نسخه منه، إن "المتتبع للشأن الليبي وخاصة للساحة الأمنية وسير العمليات العسكرية يدرك تماما حقيقة ما يجري في ليبيا بين الجيش الليبي والجماعات الإرهابية والمليشيات المتحالفة معها"، ذاكرة أن من بين تلك المليشيات "درع مصراتة". وأكدت رئاسة الأركان أن "هذا (الوضع الأمني الليبي) لا يعرفه أو ينكره ممثل بريطانيا في الأممالمتحدة مايكل غرانت"، متهمة إياه ب"ممارسة سياسة الخداع أمام الأممالمتحدة بقلب الحقائق وتغذية الرأي العام داخل الأممالمتحدة بمعلومات مغلوطة مجافية للحقيقة تمامًا"، على حد قول البيان. ورفضت رئاسة الأركان خلال بيانها هذه المحاولات التي وصفتها ب"المشبوهة والتي تحاول بعض الدول الغربية من خلالها حجب حقيقة المعركة لصالح الإرهابيين بكل أطيافهم ودعم الفئة الباغية". وخلال البيان نفسه، رحبت رئاسة الأركان ب"أي لجنة دولية للتحقق من تصريحات المبعوث البريطاني لدى الأممالمتحدة ومعرفة الحقيقة على أرض الواقع". وفي نفس السياق، استنكر مندوب ليبيا الدائم لدى الأممالمتحدة إبراهيم الدباشي تصريحات سفير بريطانيا لدى الأممالمتحدة مايكل غرانت. وخلال تصريحات صحفية له، اليوم، قال الدباشي إن "مايكل غرانت لا يؤيد بهذا التصريح مصراتة بل يؤيد الإرهاب"، مشيراً إلى أن السفير البريطاني لدى مجلس الأمن "يحاول مسح جميع المعطيات الحقيقية والمعروفة للوضع داخل ليبيا". واعتبر المندوب الليبي أن هذا التصريح وموقف بريطانيا من تسليح الجيش "يضر بمصداقية موقفها من القضية الليبية"، مطالبا في الوقت ذاته الحكومة البريطانية ب"التوضيح ما إذا كان تصريح غرانت يعبر عن موقفها الرسمي". كما طالب حكومة بلاده بأن "يكون لها موقف واضح بالخصوص إذا كانت تلك التصريحات تعبر عن موقف حكومة بريطانيا". وتعاني ليبيا أزمة سياسية بين تيار محسوب على الليبراليين وآخر محسوب على الإسلاميين زادت حدته مؤخراً ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منهما مؤسساته الأول: البرلمان المنعقد في مدينة طبرق (شرق)، والذي تم حله مؤخرا من قبل المحكمة الدستورية العليا، وحكومة عبد الله الثني المنبثقة عنه. أما الجناح الثاني للسلطة، فيضم، المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته مؤخرا)، ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي، ورئيس أركان الجيش جاد الله العبيدي (الذي أقاله مجلس النواب).