اتهم الشيخ الصادق الغرياني مفتي ليبيا، مصر والإمارات بشن ضربات عسكرية على بعض المدن الليبية، في تكرار لاتهامات سبق وأن أشارت إليها وسائل إعلام وأكدتها وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون". واتهم الغرياني في تصريحات إلى قناة محلية، عبر الهاتف، من وصفهم ب "حكومة وبرلمان طبرق"، باستعداء دول لعالم على الشعب الليبي الصغير العدد. وأضاف: "سواء اعترفت مصر أو نفت، فلم يعد خافيا على أحد أن نوع القصف فكثافته تغيرت في الآونة الأخيرة بصورة لا تتناسب مع إمكانيات الطائرات الليبية القليلة والمتواضعة". وقال: "لا شك أن هذا عمل طائش ستندم عليه الحكومتان المصرية والإماراتية"، وحث أنصاره على الخروج بشكل مستمر في مظاهرات. وجاءت تصريحات المفتي في وقت يستعد فيه مجلس النواب المنعقد بطبرق لإقالته وإحالته للتحقيق بتهمة "الإساءة إلى مصالح الشعب الليبي واتخاذ مواقف سياسية من شأنها الإضرار بسلامة البلاد ووحدة أراضيها". واستنكرت الحكومة الليبية المؤقتة المنبثقة من برلمان طبرق اليوم، تصريحات مفتي الديار الليبية، وقالت إن تصريحاته بها كثير من المغالطات التي لا تليق بوظيفته كمفت للديار الليبية. وأشارت إلى أن تلك التصريحات خروج واضح عن الشرعية التي منحها الشعب للبرلمان والحكومة المنبثقة منه. وأدانت الحكومة أيضا تلك التصريحات التي وصفت قوات الجيش الليبي المنبثقة تحت رئاسة الأركان بممارسة الأعمال الإرهابية، معربة عن أسفها من تلك التصريحات. وحملت الحكومة الليبية في ختام بيانها مجلس النواب تداعيات بقاء المفتي في منصبه مطالبة المجلس بضرورة اتخاذ الإجراء المناسب حياله. تعاني ليبيا صراعًا مسلحًا دمويًا في أكثر من مدينة، لاسيما في بنغازي شرقي ليبيا، بين كتائب مسلحة تتقاتل لبسط السيطرة، إلى جانب أزمة سياسية بين تيار محسوب على الليبراليين وآخر محسوب على الإسلام السياسي زادت حدته مؤخرًا، ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منه مؤسساته: الأول: البرلمان الجديد المنعقد في مدينة طبرق (شرق) وحكومة عبد الله الثني، ورئيس أركان الجيش عبد الرزاق الناظوري. أما الجناح الثاني للسلطة، والذي لا يعترف به المجتمع الدولي، فيضم، المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته) ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي، ورئيس أركان الجيش جاد الله العبيدي.