الخرباوي: لم نتناول الصلح بين الجماعة والسلطة.. الهلباوي: غير مسموح لي بالتحدث.. والزعفراني: الرئاسة عقدت اجتماعات سرية في السابق فتح لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي مع ثلاثة من أبرز القيادات المنشقة عن "الإخوان المسلمين" يوم الأربعاء الماضي، هم: ثروت الخرباوي ومختار نوح وكمال الهلباوي، باب التكهنات واسعًا حول الترتيب لمصالحة محتملة بين الجماعة والسلطة الحالية، خاصة وأنه الأول من نوعه بعد مرور أكثر من عامين على عزل الجيش للرئيس محمد مرسى المنتمى إلى الجماعة. وقال مراقبون، إن اللقاء يعطي على إشارة لإعادة دمج "الإخوان" في الحياة السياسية، خاصة في ظل "إقرارات التوبة" التي أعلن اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، أن 3150عضوًا بالجماعة محبوسين على ذمة قضايا تحريض على أعمال عنف والمشاركة في التظاهرات وقعوا عليها. وقال ثروت الخرباوي، أحد المشاركين في اللقاء، إن الاجتماع مع السيسي استمر 3ساعات كاملة "ناقشنا خلالها موضوعات غاية في الأهمية"، نافيًا أن يكون تناول مسألة الصلح بين الجماعة والسلطة الحالية. إذ نقل عن السيسي قوله خلال اللقاء، إن "الإخوان اختاروا طريق الدم وسيواجهون بالقانون وبالفكر أيضًا من خلال الدور الوسطى للأزهر الشريف وإنه يرحب بمن يتوب من شباب الجماعة للعودة إلى حضن الوطن". وأضاف أنه شعر خلال اللقاء بأن "مصر تسير في الطريق الصحيح، وأن السيسي يريد أن يقدم مشروعًا حضاريًا للأمة، وأن يساعده في هذا المشروع كل المخلصين من أبناء الوطن"، موضحًا، أن "تجديد الخطاب الديني أحد مفردات هذا المشروع ونريد أن نعمل سويًا للخروج بهذا الوطن إلى بر الأمان". ورفض كمال الهلباوي، الكشف عن أي تفاصيل خاصة باللقاء، قائلاً: "غير مسموح لي التصريح بتفاصيل اللقاء". ولدى سؤاله عن استمارات التوبة والتي وقع عليها عدد من أعضاء الإخوان، وصف الهلباوي، هذه الخطوة بأنها "جيدة ومرحب بها من قبل السيسي وأنه من الرائع توبة عناصر الإخوان سواء عن العنف اللفظي أو العنف الجسدي"، مشددًا على "ضرورة فتح المجال أمام الإخوان للتوبة وإعطاء التسهيلات اللازمة". وكشف الدكتور خالد الزعفراني الخبير في شئون الحركات الإسلامية، أن لقاء الرئاسة بإسلاميين لم يكن الأول من نوعه، إذ أن رئاسة الجمهورية أجرت عدة لقاءات في وقت سابق مع عدد من الشخصيات الإسلامية حضرها شخصيًا مع مساعدي السيسي "كانت غير معلنة، وتأتي بناء على طلب من الشخصيات الإسلامية". وأضاف، أنه طلب من مساعدي الرئيس أثناء اجتماعه معهم الإفراج عن المعتقلين وهو ما أعلن عنه السيسي في أحد حواراته بأنه سيفرج عن المعتقلين المظلومين في وقت قريب وكان يقصد بهم شباب الجماعة. ورأى أن "النظام يسعى إلى التهدئة مع شباب الإخوان من خلال الإفراج عنهم، تمهيدًا للتصالح معهم"، موضحًا أن القيادة السياسية تريد أن تستدرج الشباب بعيدًا عن قيادات الإخوان. وعن دعوات التوبة داخل السجون، وصفها الزعفراني، بأنها "شيء طيب وجيد"، وقال إنه "يوجد عدد كبير من شباب الإخوان داخل السجون و خارجها قد تراجعوا عن العنف وقرروا التوبة". وقال عمرو عمارة، منسق تحالف الإخوان المنشقين ل"المصريون"، إن "الحركة بدأت المراجعات الفكرية مع شباب الجماعة داخل وخارج السجون منذ 21سبتمبر الماضي بالتنسيق مع وزارة الداخلية"، موضحًا أن "300 شاب من داخل السجون وقعوا على هذه الاستمارة بعد مناقشات طويلة بين الوفد المشكل لهذه المهمة من الائتلاف". وأضاف "استمارة التوبة تضمنت عددًا من الأسئلة من بينها موقفهم من اعتصام رابعة العدوية وهل كان يوجد به سلاح وتم توثيق هذه الاستمارات بالأسماء والشعبة التي ينتمي إليها هؤلاء الشباب داخل الجماعة". وقال عمارة، إن "الشخصيات التي التقت السيسي لا يمثلون إلا أنفسهم وليس لهم صلة بإقرارات التوبة"، متهمًا إياهم بأنهم "سرقوا جهد الشباب على مدار الشهور الماضية من إعداد إقرارات التوبة لشباب الجماعة داخل وخارج السجون، لينسبوه لأنفسهم أمام الرئيس". وأضاف أن "الحركة ستتخذ عدة إجراءات مع الحركات المنشقة لإعلان الموقف النهائي تجاه مؤسسة الرئاسة التي تريد إقصاء شباب الإخوان المنشقين من المشهد السياسي". وأشار إلى أن "هناك حالة غضب عارمة لدى الشباب من المتاجرة بهم، وعدم التنسيق معهم خلال اللقاء مع السيسي"، واصفًا تصريح الخرباوي بأن لدية 180إقرارًا للتوبة من قبل منتمين للإخوان بأنه "كذب وليس له أساس من الصحة". ورأى عمارة، أنه "تم استغلال عمل الشباب ليكونوا آلة لضرب الإخوان". وعبر عن استيائه قائلاً "حرام كده الشباب ها تموت من تلك الحوارات التعبانة وسياسية الدولة الغلط".