أدانت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسيكو)، تدمير مسلحي تنظيم "داعش" محتويات متحف الموصل في محافظة نينوي، شمالي العراق، مطالبة بإنزال أقصى العقوبات على المتاجرين بالآثار. وقال بيان للمنظمة، إن "عبد العزيز التويجري المدير العام لمنظمة إيسيسكو يدين الهجوم الإرهابي لمسلحين تابعين لتنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام على متحف مدينة الموصل بجمهورية العراق، ما أدى إلى تدمير قطع أثرية قديمة تمثل التراث والحضارة العراقية التي تعود لآلاف السنين، واقتحام مكتبة الموصل وإحراق عدد كبير من الكتب والمخطوطات النادرة". وأكد التويجري على أن "المعالم والقطع الأثرية القديمة والكتب والمخطوطات هي إرث حضاري إنساني يجب المحافظة عليه وتعريف الأجيال المتعاقبة بأهميته وقيمته". وطالب ب "إنزال أقصى العقوبات على الأفراد والجهات التي تتاجر بطرق غير شرعية بالتحف والقطع الأثرية والمخطوطات المسلوبة"، مشددا على أهمية "حشد الدعم الدولي لحماية التراث والتنوع الثقافي في العراقوسوريا". ودعا مدير المنظمة الأممالمتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالتراث والحضارة الإنسانية إلى تكثيف الجهود في هذا المجال. وأمس الخميس، بثّ تنظيم "داعش" تسجيلاً مصوراً يظهر قيامه بتحطيم محتويات متحف الموصل، وظهر في التسجيل متحدث من التنظيم وهو يقف أمام تمثال أثري كبير في متحف نينوى الأثري وأشار بيده إلى التمثال قائلاً إن "هذه أصنام وأوثان لأقوام في القرون السابقة كانت تُعبد من دون الله". وبعد انتهاء عنصر "داعش" من حديثه، ظهر عناصر آخرون من التنظيم، حيث قاموا بدفع ورمي تماثيل أثرية عديدة، وتدمير أخرى بالمطارق وبالمناشير وأجهزة الحفر الكهربائية. ويعتبر علماء ومتخصصون بالآثار متحف الموصل من أهم متاحف العالم حيث يحوي آلاف القطع الأثرية، وسرق العديد منها بعد الاحتلال الأمريكي للعراق 2003، وما صاحبه من فوضى أمنية وعمليات سرقة لعدد من متاحف العراق. ويوم السبت الماضي، أفادت مصادر إعلامية أن تنظيم "داعش" أقدم على حرق مكتبة الموصل، التي تضم آلاف الكتب والوثائق والمخطوطات، بينها مؤلفات نادرة. ويسيطر تنظيم "داعش" على مدينة الموصل ومساحات واسعة شمالي وغربي وشرقي العراق وأخرى في جارتها سوريا، منذ يونيو الماضي، ويعمل عادة على هدم الأضرحة والمزارات والآثار في المناطق التي يسيطر عليها بحجة أنها "أوثان ويعبد فيها غير الله".