قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، الحقوقية الدولية، إن القوات الكردية العراقية تحتجز آلاف العرب في "مناطق أمنية" شمالي العراق، كانت قد استعادتها من تنظيم "داعش". وأوضحت المنظمة، في تقرير أصدرته يوم الخميس، واطلعت عليه "الأناضول"، أن "القوات الكردية منعت لعدة أشهر، العرب الذين شردهم القتال، من العودة إلى ديارهم في أجزاء من محافظتي نينوى وأربيل (شمال)، في حين سمحت للأكراد بالعودة إلى تلك المناطق، والنزول في منازل العرب الذين لاذوا بالفرار. ووفقا لشهود عيان التقتهم المنظمة في العراق، قامت قوات حكومة إقليم شمال العراق بتدمير العشرات من منازل العرب في تلك المناطق، التي يبدو أن حكومة الإقليم تسعى لضمها إلى أراضي الحكم الذاتي التابعة لها. وقال سكان عرب في إحدى المناطق المطوقة، حسب التقرير، إن قوات حكومة إقليم شمال العراق اعتقلت 70 رجلا عربيا محليا لفترات طويلة دون أن توجه إليهم أي اتهامات. وذكرت المنظمة أنها وثقت أعمالا تمييزية واضحة في مناطق شيخان وتلكيف وبلدة الزمر، وكلها تابعة لمحافظة نينوى، وقضاء مخمور التابع لمحافظة أربيل، وذلك خلال زيارة زيارة لهذه المناطق، في ديسمبر/كانون الاول ويناير/كانون الثاني الماضيين. كما وثّقت المنظمة على نطاق واسع "جرائم ضد الإنسانية يرتكبها تنظيم داعش في سورياوالعراق، بالإضافة الي توثيق انتهاكات أخرى ترتكبها القوات السورية والعراقية والميليشيات المتحالفة معهما". ودعا التقرير مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إلى تمديد ولاية التحقيق لمكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، بحق الانتهاكات التي ترتكبها داعش، وتوسيع نطاقها ليشمل الانتهاكات الخطيرة الواقعة من قبل جميع الأطراف، بما في ذلك الجيش العراقي والميليشيات الشيعية الحليفة له، وكذلك كل ما يُرتكب على يد قوات الجيش والأمن الكردية. وفي يونيو الماضي سيطر "داعش" على مساحات واسعة في شمالي وغربي العراق قبل أن يضمها إلى أراض استولى عليها في شمال وشرق سوريا، تحت لواء "دولة الخلافة" التي أعلن عن قيامها في الشهر نفسه. فيما تخوض قوات البيشمركة الكردية إلى جانب القوات العراقية وميليشيات وعشائر موالية لها، معارك ضد "داعش" مدعومة جوًا من تحالف دولي تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية، بغية وقف تمدد التنظيم واستعادة المناطق التي سيطر عليها خلال الأشهر الماضية.
