نظم محتجون من النازحين العرب من محافظتي ديالى (شرق) وصلاح الدين (شمال) العراقيتين في محافظة اربيل بإقليم شمال العراق وقفة احتجاجية للمطالبة بوقف استهداف المدنيين في محافظتهم من قبل المليشيات الشيعية وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، كما دعوا إلى تدخل أمريكي لإنهاء معاناة المدنيين في محافظاتهم. وتأتي الوقفة بعد اتهامات أطلقها شيوخ عشائر للمليشيات التي شاركت في تحرير المناطق الخاضعة لسيطرة "داعش" في محافظة ديالى المختلطة مذهبيا وعرقيا، بأنها قتلت نحو 70 مدنيا من السنة خلال عملية تحرير تلك المناطق. ويتهم السنة المليشيات الشيعية باستهدافهم خلال عمليات التحرير التي تنطلق في المدن التي تخضع لسيطرة "داعش" من دون التفريق بين المدني أو المسلح، كما تتهم تنظيم الدولة باستهدافهم أيضا. وقال تراث العزاوي أحد منظمي الوقفة للأناضول إن "العشرات من نازحي محافظتي ديالى وصلاح الدين (من مدينة سامراء تحديدا) نظموا وقفة احتجاجية في محافظة أربيل بأقاليم شمال العراق للمطالبة بوقف جرائم المليشيات ضد المدنيين وكذلك بالنسبة لتنظيم داعش". وأضاف العزاوي أن "الوقفة جرت قرب القنصلية الأمريكية في أربيل وتضمنت المطالبة بتدخل أمريكي لإنهاء استهداف المدنيين". وكتب محتجون على لافتات رفعوها "أطفال ديالى يطالبون المجتمع الدولي بالتدخل لايقاف انتهاكات حقوق الانسان" و"ما تقوم به المليشيات من مجازر بحق أهل السنة في ديالى إنما تمثل جرائم إبادة جماعية". وقال حافظ عزيز أحد منظمي الوقفة في بيان ألقاه خلالها إن "المواطنين يطالبون بتدخل الحكومة الأمريكية، والضغط على الحكومة العراقية لإيقاف الجرائم التي ترتكب بحق السنة". وأضاف أن "المواطنين يطالبون أيضا بتدخل الاممالمتحدة بإرسال لجان لرصد المجازر والانتهاكات ومحاسبة ومطاردة قادة ومنتسبي المليشيات (الشيعية)". وأشار عزيز إلى أن "المواطنين من أبناء ديالى ومدن سامراء وحزام بغداد يطالبون بإدراج المليشيات الطائفية ضمن قائمة الإرهاب من قبل المجتمع الدولي والحكومة الامريكية". وقال إن "المطالبات تشمل إيقاف عمليات التغير الديمغرافي في ديالى وسامراء وحزام بغداد مع إيقاف التدخل الايراني الذي بات واضحا للعيان". وطالب عزيز، الذي كان يشغل منصب معاون محافظ ديالى السابق عمر الحميري ، الحكومة الامريكية باستقبال وفد من المناطق المذكورة لطرح معاناتهم وكيفية الخروج من الأزمة. من جهته، قال محمد طه الحمدون المتحدث باسم "الحراك الشعبي" (سني) إن "الإرهاب الذي تمارسه الميليشيات في ديالى يطبق بآليات ومعدات الحكومة العراقية، فلا بد من إيقاف مد هذه الاعمال لأن الإرهاب سوف يولد إرهابا مضادا، وسينشئ حاضنة تخدم استمرار بقاء داعش في تلك المناطق". وأضاف الحمدون أنه "لا بد من محاسبة القائمين بتلك الجرائم في ديالى فقد دمروا أكثر من 40 مسجدا وقتلوا أكثر من 70 مدنيا في مناطق شمالي ديالى". واعتبر أن "المسؤولية بالدرجة الأولى تقع على العبادي والحكومة العراقية"، وقال إنه "لابد أن يكون للسياسيين السنة كلمتهم ويحددوا موقفه بشكل واضح من ما يجري في مناطقهم". وبحسب منظمي الوقفة، فإن المطالب قد رفعت للقنصلية الامريكية في أربيل، عاصمة اقليم شمال العراق. وعلى مدى الأشهر الماضية كان المدنيين أكثر العناصر المستهدفين من قبل الجماعات المتطرفة والمليشيات، في محافظتي ديالى وصلاح الدين. وتضم ديالى خليطا سنيا شيعيا منقسم بين عرب وكرد وتركمان بينما تضم صلاح الدين أغلبية سنية عربية وبعدها شيعة عرب وكرد وتركمان كما يضم حزام بغداد العاصمة سكان من العرب السنة. وكانت وسائل إعلام مختلفة نشرت، في الأسبوع الماضي، نقلاً عن سياسيين وزعماء عشائر سنة، اتهاماتهم للقوات العراقية ومقاتلي الحشد الشعبي بقتل 70 مدنياً من السنة اثناء فرارهم من بروانة، وذلك أثناء استعادة تلك القوات السيطرة على البلدة وبلدات أخرى بمحافظة ديالى من قبضة "داعش". وتواجه الميليشيات الشيعية وعلى رأسها "الحشد الشعبي"، اتهامات من القوى السياسية السنُية بارتكاب جرائم قتل وخطف وإحراق مساجد وغيرها في المناطق التي تدخلها بعد طرد مقاتلي "داعش" منها، إلا أن تلك الميليشيات تنفي التهم المنسوبة إليها، مشيرة إلى أن هناك جهات تسعى الى تشويه سمعتها. وفي 10 يونيو/حزيران 2014، سيطر تنظيم "داعش" على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى (شمال)، قبل أن يوسع سيطرته على مساحات واسعة في شمال وغرب وشرق العراق، وكذلك شمال وشرق سوريا، وأعلن في نفس الشهر، قيام ما أسماها "دولة الخلافة". وتعمل القوات العراقية وميليشيات موالية لها وقوات البيشمركة الكردية(جيش إقليم شمال العراق) على استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها "داعش"، وذلك بدعم جوي من التحالف الدولي، بقيادة الولاياتالمتحدة، الذي يشن غارات جوية على مواقع التنظيم منذ أكثر من 4 أشهر.