تظهر علينا بعض وسائل الإعلام المتحاملة على ليبيا وشعبها دون أذنى مبرر سوى أنها مأجورة وتسعى إلى أذكاء نار الفتنة ليس إلا !! أليس من الآجدى أن تعمل هذه الوسائل إلى تهدئة الخواطر ووضع الأمور في نصابها والحدث في حجمه وتنظر إلى التشويش الحاصل فى هذه الأيام ضمن رؤيا متوازنة فاحصة وتلتمس بواطن الخطر من تصعيد الموقف لإعادة حبل التواصل بين الشعبين الممتد عبر العصور هل يسعى من يؤجج نار الفتنة إلى القطيعة بين الصلات الإجتماعية والعلاقات المتينة بين أبناء الأمة ،، ؟ ما هذا الحقد والسم الزعاف الذى ينثره هؤلاء الحاقدون على أمتهم وشعوبها !! لقد وصل بهم ذلك إلى وصف دولة مجاورة تنتمي إلى أمة عربيه إسلامية بالزبالة ويطالب بعضهم بتدمير ليبيا بدون هوادة ورحمة أو إنسانية بل ظهر علينا إعلامي يطالب بقصف محطات الكهرباء والمياه ليشفي في نظره غليل المصريين !! فهل كانت محطات الكهرباء والمياه هي الموّلدة للإرهاب ؟ هل وصل بالبعض إلى بيع ذمتهم إلى درجة أن يجندوا أنفسهم لبعض الآفاقين من الذين سرقوا ثروة الشعب الليبي وينفقونها من أجل الانتقام الشخصي؟! هل كانت ليبيا يوما غير ساحة مفتوحة لارتزاق ملايين المصريين على مدى العقود الماضية رغم محاولات القذافي زرع الفتنة مع مصر ومقاطعتها طيلة عقدي السبعينيات والثمانينيات من أجل تنفيذ خطط الصهيونية في الوقيعة بين البلدين . نحن الليبيون في مجملنا ضد الإرهاب المتأسلم والعلماني في ذات الوقت ، نحن شعب مسالم نسعى من أجل الرخاء لشعبنا وأمتنا ولكن ماذا نقول للذين يضعوننا في سلة واحدة من أجل نوايا مبيتة خبيثة تخدم أغراض العدو المشترك وأهدافه ، وكنا ننظر إلى مصر على أنها زعيمة الأمة ودائما نقول إن استقرار مصر وتطورها هو الأساس الذي يُعيد للأمة حضارتها ومجدها ، ولكن تبقي معاول هذه الأدوات الرخيصة فاعلة ومؤثرة في مسار العلاقات . لا نستطيع أن نبني علاقات متميزة بين شعبين متجاورين بتأمر البعض .وإنما نبني هذه العلاقات بالأصوات الداعية إلى نبذ الفرقة والنظرة الموضوعية لمجريات الأحداث ،، الحروب لا توّلد إلا المزيد من العداوات ولن نصل بها إلى أي حل يحقق أمال الآمة ، مهما بلغت القوة عند هذا أو ذاك ،، والعدو المشترك هو المستفيد الأول والأخير من هذه الأبواق الرخيصة التي تنعق في كل صباح ومساء ومن ظن أنه بتأجيج نفوس وغرائز البسطاء والغلابة سوف يكسب شعبية وقبول ، فهو واهم ولن يجلب على الأمة إلا الويل والدمار وسوف يكون وقودا للنار التي يسعى لتأجيجها وعلى الشعبين أن يفتشا عن مصدر تمويلهم ليعرف خطورة الأهداف والغايات المرسومة لهم ،، نحن في حاجه ماسة إلى بناء الصرح الاقتصادي الذي ينهض بالأمة ولن يتم ذلك بأي حال في ظل التحريض على القتل والدمار .. ما ذنب الشعبين فيما يجري إنهما الضحية في كل مرة .. نحن نمد أيدينا لإخواننا في مصر ليس خوفا أو طمعا ولكننا نظر إلى مستقبلنا بعين الأمل والطموح لتتحول مناطقنا إلى حركة اقتصادية وعمرانية شاملة تخدم أمتنا وتنهضها من كبوتها .. والله من وراء القصد