تسارعت وتيرة الحملة الدبلوماسية الفلسطينية والإسرائيلية اليوم الثلاثاء، قبل 72 ساعة من تقديم الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلب حصول فلسطين على عضوية الأممالمتحدة وإلقاء خطابه المرتقب بشدة أمام الجمعية العامة. وتسعى كل الأطراف للحصول على الأصوات في مجلس الأمن الدولي الذي يجب أن يوافق على الطلب الفلسطيني. وتجدر الإشارة إلى أن إصدار مجلس الأمن لأي قرار يتطلب موافقة تسعة من أعضائه الخمسة عشر إضافة إلى عدم اعتراض الدول الخمس دائمة العضوية. وتتمتع الولاياتالمتحدة بحق النقض (الفيتو) وتعهدت باستخدامه إذا دعت الضرورة إلى ذلك. وصرح وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي بأن الفلسطينيين نجحوا حتى الآن في الحصول على تأييد ست أو سبع دول على الأقل في مجلس الأمن. ومن المتوقع أن يوافق على الطلب الفلسطيني كل من الصين وروسيا ولبنان وجنوب أفريقيا والبرازيل والهند. وأوضح المالكي لإذاعة صوت فلسطين أن الفلسطينيين يحاولون إقناع الجابون ونيجيريا والبوسنة والهرسك بالتصويت لصالح قبول عضوية فلسطين في الأممالمتحدة، مشيرا إلى أن الجابون يبدو أنها حسمت رأيها وقررت تأييد الفلسطينيين فيما لا تزال البوسنة ونيجيريا مترددتين. ومع اقتراب يوم الجمعة حيث من المقرر أن يقدم عباس طلب العضوية، يواصل الدبلوماسيون الفلسطينيون بذل جهود مضنية لحشد تأييد تسعة أعضاء ما يمثل الأغلبية المطلوبة للموافقة على الطلب الفلسطيني ، وهو ما يجعل الولاياتالمتحدة مضطرة لاستخدام الفيتو. وفي الوقت نفسه تبذل الولاياتالمتحدة جهودا محمومة لحشد أقلية معرقلة من سبعة أعضاء حتى لا تضطر هي لاستخدام الفيتو وتظهر أنها هى التي عرقلت من جانبها محاولة الفلسطينيين ويعتقد فقط حتى الآن أن ألمانيا وكولومبيا، اللتين تتلقيان الكثير من الدعم المالي من الولاياتالمتحدة لمكافحة المتمردين وتجار المخدرات، سوف تنحازان إلى جانب أمريكا وإسرائيل. ويظل أمر فرنسا وبريطانيا غير واضح. وقال مسئولون إسرائيليون إن البرتغال، التي لم تحسم موقفها، سابقا ولكن بدا اليوم الثلاثاء أنها تميل إلى التصويت لصالح الفلسطينيين. في غضون ذلك، دعا رئس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو قبيل مغادرته المقررة إلى جلسة الجمعية العامة في وقت مبكر من غد الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى لقائه في نيويورك. وأوضح بيان صادر عن مكتب نيتانياهو :"أدعو رئيس السلطة الفلسطينية إلى الدخول في مفاوضات مباشرة في نيويورك ، على أن تستمر بعد ذلك في القدس ورام الله". وفي سياق متصل، كشف استطلاع للرأي أجراه "المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية "أن 83% يؤيدون التوجه لمجلس الأمن للحصول على اعتراف بدولة فلسطين، في حين يرى 74% أنه لا فائدة من العودة للمفاوضات بدون مرجعية مقبولة أو تجميد للاستيطان وأنه بالتالي من الضروري الذهاب للأمم المتحدة مثلما قرر الرئيس عباس. استطلع المركز آراء 1200 فلسطيني في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية وقطاع غزة وهناك هامش خطأ 3%.