قال خبراء عسكريون إن الرئيس عبدالفتاح السيسي قد يلجأ لتسليح قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا؛ بعد رفض مجلس الأمن الدولي طلبه بتسليح "الجيش الليبي"، ورفض الدول الكبرى للحلول العسكرية في البلد المجاور. وقال اللواء محمد غباشى، الخبير العسكري ل "المصريون"، إن "تسليح الجيش الليبي كي يتمكن من فرض سيطرته على الأراضي الليبية وتطهيرها، مما يشكل درع أمان لمصر"، مؤكدًا أن "الجيش الليبي هو الوحيد الذي يمتلك الحق الشرعي في تطهير الأراضي من الميليشيات الإرهابية على اختلاف أنواعها". وأضاف "ميليشيات "فجر لبيبا" تشكل تهديدًا على الأمن القومي المصري. وأرجع سبب رفض مجلس الأمن تسليح "الجيش الليبي" إلى خوفه من "إعمال السلاح في القوى المناوئة لجيش حفتر، خاصة أن ليبيا مقسمة بين الجيش الوطني الذي يقوده خليفة حفتر، وحكومة ومجلس نواب تتخذ من شرق ليبيا والبيضاء معاقل لها". وقال اللواء الدكتور زكريا حسين، أستاذ العلوم الاستراتيجية: "نحن أمام أخطر تنظيم متطرف في الشرق الأوسط ويجب مواجهة داعش الذي يسيطر على أكبر رقعة في ليبيا وبات مثل الطاعون الذي ينتشر في المنطقة". ورأى أن "تسليح الجيش الليبي يسهل قدرته في مواجهة العناصر الإرهابية ويخفف من مساعدة مصر لليبيا، التي تمثلت في الضربة الجوية التي وجهها الجيش المصري لعناصر داعش". وأوضح الخبير العسكري، أن "ليبيا هي المنوطة بالدفاع عن نفسها لكنها تحتاج إلى مساعدات عسكرية دولية، نظرًا لاتساع رقعة الإرهاب داخل أراضيها". وتعاني ليبيا صراعا على السلطة بين تيار يسيطر على مدن شرق ليبيا خاصة بنغازي وطبرق يضم مجلس النواب وحكومة عبدالله الثني ورئاسة أركان الجيش ويتبنى عملية عسكرية يقودها اللواء خليفة حفتر منذ مايو الماضي ضد مناوئيه. وتيار يسيطر على الوسط خاصة طرابلس العاصمة يضم البرلمان السابق وحكومة عمر الحاسي ورئاسة لأركان الجيش ويقود عمليتين عسكريتين هما "فجر ليبيا" و"الشروق" ضد مناوئيه. ولكلا التيارين موالون في مدن الغرب الليبي تخوض صراعات عسكرية، تزيد من معاناة ليبيا التي شهدت مؤخرا ظهورا لمجموعات مسلحة أعلنت ولائها لتنظيم "داعش" وارتكبت العديد من المجازر على الأراضي الليبية.