اتحدث اليوم عن ظاهرة خطيرة ومرعبة.. اتحدث عن قضية حوادث الطرق التي تحصد ارواح العشرات من المواطنين يومياً والالاف سنوياً.. يكاد لا يمر يوم واحد إلا وتشهد الطرق المصرية العديد من الحوادث المروعة وتتدفق دماء الابرياء وتتناثر جثثهم فوق تلك الطرق. أعلم جيداً أن هذه ليست المرة الأولي ولن تكون الأخيرة التي اتحدث فيها عن حوادث الطرق لأنها ظاهرة خطيرة ومرعبة تستحق الدراسة والاهتمام حرصاً علي أرواح الأبرياء الذين يقتلون وتتناثر جثثهم فوق الطرق المختلفة. يوم الخميس الماضي شهد طريق الواحات البحرية حادثاً مروعاً حصد أروح 11 شخصاً بخلاف المصابين.. الحادث وقع بين سيارة نقل كانت في طريقها إلي مدينة السادس من أكتوبر وأخري أجرة كانت قادمة من الجيزة إلي الواحات البحرية وعلي متنها 15 شخصاً من أهالي الواحات تناثرت جثث 11 منهم فوق الطريق. طريق الواحات البحرية ياسادة: يشهد أسبوعياً العديد من الحوادث المروعة التي تحصد أرواح الكثير والكثير من الأبرياء ورغم ذلك لم يفكر أحد في إصلاح هذا الطريق السيئ وإنشاء طريق مزدوج حرصاً علي أرواح المواطنين الأبرياء.. ورغم الجهود التي بذلها أبناء الواحات البحرية من أجل ازدواج هذا الطريق إلا أن أحدا لم يلتفت إلي مطالبهم العادلة. ونظراً لتجاهل الحكومات السابقة للطلبات الكثيرة التي تقدم بها أبناء الواحات البحرية لازدواج الطريق فقد خرج المئات منهم عقب الحادث المروع الذي وقع يوم الخميس الماضي في وقفة احتجاجية علي نفس الطريق طالبوا فيها بسرعة انشاء طريق مزدوج حرصاً علي أرواح الضحايا التي تتناثر جثتهم يوماً بعد بآخر.. السؤال هل تستجيب حكومة عصام شرف هذه المرة وتبدأ فوراً في إصلاح هذا الطريق السيئ بعد أن تجاهلت الحكومات السابقة طلباتهم المشروعة والعادلة كما اتمني. ويمكن القول ان حادث طريق الواحات الذي حصد أرواح 11 شخصاً من المواطنين الابرياء بخلاف المصابين ما هو إلا حلقة جديدة من مسلسل حوادث الطرق.. فرغم تكرار تلك الحوادث التي تحصد أرواح العشرات من الابرياء يومياً إلا أن المشكلة قائمة.. ورغم الندوات والمؤتمرات والتصريحات الحكومية إلا أن الظاهرة مستمرة.. الطرق المصرية تحولت إلي مصيدة للقتلي بالعشرات من الابرياء أصبح من المألوف أن يشاهد المارة سيارات الإسعاف وهي تجوب الطرق ليل نهار إما لنقل قتلي أو جرحي أو الاسراع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. أصبح من المألوف أن نشاهد السيارات المهشمة علي الطرق قد اصطبغ الاسفلت باللون الاحمر وتناثرت جثث واشلاء الابرياء. التقارير الدولية تشير إلي أن مصر تعتبر الأولي عالمياً في حوادث الطرق والقطارات وهذا أمر خطير يحتاج إلي تحرك سريع لوقف نزيف الأسفلت الذي يتدفق علي الطرق المصرية و يؤدي إلي مصرع الكثير والكثير من المواطنين الابرياء علي تلك الطرق ناهيك عن الخسائر الاقتصادية الباهظة. أسباب كثيرة وراء زيادة نسبة حوادث الطرق في مصر منها عدم تفعيل قانون المرور حيال السائقين المتهورين خاصة الذين يتعاطون المنبهات أثناء سيرهم بالطرق السريعة علاوة علي انتشار المطبات الصناعية العشوائية وزيادة المنبهات الخطيرة بطول الطرق.. ورغم أن الدراسات والندوات والمؤتمرات أشارت إلي أن الأسباب السابقة وراء زيادة نسبة الحوادث إلا أن حكومتنا سواء السابقة أو الحالية وقفت عاجزة عن معالجة هذه العيوب والأخطاء لوقف نزيف الأسفلت الذي لا يتوقف يومياً علي الطرق المختلفة. ومن الأسباب المهمة الأخري وراء زادة نسبة حوادث الطرق هي عدم تغليظ عقوبة القتل الخطأ علي السائقين المتهورين الذين يتسببون في تلك الحوادث فليس من المعقول أن يعاقب سائق تسبب في مقتل العديد من الأشخاص بالحبس مع إيقاف التنفيذ أو غرامة قد لا تزيد عن 100 جنيه!! ويمكن القول إن السيارات النقل والمقطورات وراء غالبية الحوادث التي تشهدها الطرق المصرية السريعة وآخرها حادث طرق الواحات يوم الخميس الماضي.. الإحصاءات الأخيرة أكدت أن 30% من سائقي سيارات النقل يتعاطون المنبهات وأن أكثر من 800 ألف شاحنة يضطر معظم سائقيها للقيادة أكثر من 10 ساعات متواصلة مما يدفعهم لتعاطي المنبهات التي تؤدي إلي قلة التركيز وبالتالي فقد السيطرة. ونظراً لانتشار ظاهرة حوادث الطرق في مصر وارتفاع نسبة الوفيات نتيجة لتلك الحوادث فقد حذرت الولاياتالمتحدةالأمريكية والعديد من الدول الأوروبية رعاياها أكثر من مرة من خطورة الطرق المصرية وضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لتجنب الحوادث في الشارع المصري المحفوف بالمخاطر. ويمكن القول إن ارتفاع نسبة حوادث الطرق في مصر لها دور كبير في عدم إقبال السياح لزيارة مصر خاصة أن الطرق المصرية شهدت في السنوات الماضية العديد من الحوادث المروعة وحصدت الكثير والكثير من السياح الأجانب ولعلنا نذكر الحادث المروع الذي وقع علي طريق أبوسمبل أسوان منذ عدة أشهر وراح ضحيته 8 سائحين أمريكيين وأصيب 21 آخرون بإصابات خطيرة إثر تصادم بين أتوبيس سياحي وسيارة نقل كانت تقف علي جانب الطريق. ونهاية يمكن القول إن ظاهرة حوادث الطرق خطيرة ومرعبة.. قضية أكبر من أن ندفن رءوسنا في الرمال أو نتبع منهج جحا في الحياة "طالما أن المسألة لم تصل إلي بيته".. الأمر خطير ويحتاج إلي تحرك سريع وعاجل لإنقاذ الأبرياء من الموت فوق الطرق. [email protected]