دبلوماسي مصري رفيع: اتصالات خليجية مكثفة مع القاهرة وراء احتواء الأزمة الأخيرة

قال مسئول دبلوماسي مصري رفيع، إن هناك اتصالات دبلوماسية مكثفة جرت بين القاهرة ودول مجلس التعاون الخليجي، خلال الساعات الماضية، لاحتواء الأزمة الأخيرة.
وأوضح المسئول، مساء يوم الخميس، لوكالة الأناضول، طالبا عدم نشر اسمه، أن "الاتصالات الدبلوماسية المكثفة بين القاهرة ومجلس التعاون الخليجي، أدت إلى تغير موقف "مجلس التعاون الخليجي" من العملية العسكرية المصرية ضد الجماعات المسلحة بليبيا، من التحفظ إلى التأييد".
وأضاف أن "الاتصالات الخليجية أكدت على عمق العلاقات الإستراتيجية والسياسية مع مصر، وأن دول الخليج مؤيدة لكافة القرارات التى تتخذها القيادة السياسية في مصر والتي من شأنها محاربة الإرهاب والتطرف، وصد أي ضرر يهدد الأمن المصري الداخلي".
وفي الوقت نفسه، قال المسئول إن هناك "وساطة خليجية بين مصر وقطر لإتمام بنود المصالحة لإعادة العلاقات تدريجياً بين القاهرة والدوحة".
ومضى بالقول: "قطر لم تقدم أي دعم حقيقي لمصر في حربها ضد الجماعات المتطرفة في الداخل أو الخارج، ومصر لن تكتفي ببيانات الإدانة التي تصدرها الدوحة عقب وقوع عمليات إرهابية ضد مصر، فعلى قطر المزيد لتقدمه لمحاربة الجماعات والتنظيمات الإرهابية التى تهدد العالم أجمع وليس الشرق الأوسط فحسب".
ورفض المسئول الإفصاح عما يمكن لقطر فعله لمحاربة الجماعات والتنظيمات الإرهابية.
وبعد ساعات من كلمة وجهها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمواطنيه، مساء الأحد الماضي، في أعقاب قيام تنظيم "داعش" في ليبيا بذبح 21 مصريا مسيحيا، ألمح السيسي أن بلاده سيكون لها رد فعل تجاه الحادث، والذي أسفر عن ضربة جوية وجهتها القوات المصرية لما قالت إنها "مواقع لتمركز قوات التنظيم في ليبيا".
من جانبه، قال عبد الخالق عبد الله، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات، مدير وحدة الدراسات بدار الخليج، للأناضول، إن "ما جرى من رد خليجي قطري على التصريحات الأخيرة لمصر تتهم فيها قطر، سيتم احتواؤه، ولن يتطور إلى ما هو أكثر من هذا".
وفي تصريحات خاصة عبر الهاتف، أضاف عبد الله المقرب من دوائر صنع القرار بالإمارات أن "العلاقات الخليجية المصرية من القوة والمكانة بحيث إنها تستطيع تجاوز هذا التراشق الدبلوماسي الخليجي المصري الذي يمكن أن يفيد البعض، ويمكن أن يدفع البعض لاستغلاله"، دون أن يوضح من يعنيهم.
وتوقع عبد الخالق أن يحدث تحرك سعودي في الأيام القليلة القادمة، بقوله: "التوتر الدبلوماسي الخليجي المصري الأخير سيكون بمثابة دافع لتنشيط الدور السعودي لتحقيق المصالحة الخليجية القطرية من جهة والمصرية القطرية من جهة أخرى".
وأعلنت قطر، مساء الأربعاء، استدعاء سفيرها لدى مصر سيف بن مقدم البوعينين للتشاور، على خلفية تصريح مندوب مصر لدى جامعة الدول العربية، والذي اتهم فيه الدوحة بدعم "الإرهاب" بعد تحفظها على عبارة "التفهم الكامل" لمجلس الجامعة، لتوجيه مصر ضربة عسكرية ضد مواقع قالت إنها لتنظيم "داعش" بليبيا.
وخلال الساعات الأخيرة الماضية، ظهرت بوادر انفراجة في التوتر الأخير، حيث أعلن عبد اللطيف بن راشد الزياني، أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في بيان له مساء الخميس، أن "دول مجلس التعاون تؤيد كافة ما تتخذه مصر من إجراءات عسكرية ضد الجماعات الإرهابية في ليبيا، بعد العمل البربري الذي قام به تنظيم داعش الإرهابي بذبح 21 مصرياً في الأراضي الليبية"، يوم الأحد الماضي.
ونفى الزياني ما تداولته وسائل الإعلام من تصريحات نسبت إليه حول العلاقات الخليجية – المصرية، دون أن يوضح ما إذا كان يشير بهذا النفي إلى بيان صادر عنه في وقت سابق، الخميس، رفض فيه الاتهامات التي وجهتها مصر لقطر بدعم "الإرهاب"، أم يشير لتصريحات أخرى.
ورغم هذا النفي، إلا أنه سبقه بيان آخر، نشر صباح يوم الخميس، على الموقع الرسمي للأمانة العامة لدول مجلس التعاون، وما زال منشورا، رفض فيه أمين عام مجلس التعاون الخليجي، الاتهامات التي وجهتها مصر لقطر بدعم "الإرهاب" ووصفها بأنها "اتهامات باطلة تجافي الحقيقة".
وأوضح أن هذه الاتهامات "تتجاهل الجهود المخلصة التي تبذلها دولة قطر مع شقيقتها دول مجلس التعاون والدول العربية لمكافحة الإرهاب والتطرف على جميع المستويات، ودعم العمل العربي المشترك في كافة المحافل العربية والدولية، وكل ما من شأنه الحفاظ على مصالح الأمة".
وأضاف الزياني، في البيان نفسه، أن "مثل هذه التصريحات لا تساعد على ترسيخ التضامن العربي في الوقت الذي تتعرض فيه أوطاننا العربية لتحديات كبيرة تهدد أمنها واستقرارها".
وخلال الفترة الأخيرة، توترت العلاقات بين مصر وقطر مجددا، بعد تقدم محدود جرى في العلاقات بين البلدين في ديسمبر الماضي، برعاية العاهل السعودي الراحل الملك عبدا لله بن عبدالعزيز.