أثارت التصريحات المنسوبة إلى عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي، موجة من الانتقادات والتساؤلات حول مدلولها وتوقيتها، كما أثارت لغطًا كبيرًا وشكوكًا في أن تكون خطًا سياسيًا جديدًا تتبناه المنظومة الخليجية تجاه مصر. الزياني نفى،مساء الخميس، ما تداولته وسائل الإعلام منتصريحات نُسبت إليه حول العلاقات "الخليجية المصرية"، قائلًا: "دول المجلس تؤكد وقوفها التام مع مصر في محاربة الإرهاب وحماية مواطنيها في الداخل والخارج". وأضاف عبد اللطيف بن راشد الزياني، في بيان نُشر على موقع المجلس، أنه "يؤيد كافة ما تتخذه مصر من إجراءات عسكرية ضد الجماعات الإرهابية في ليبيا، وأن ذلك حق أصيل من حقوق الدول في الحفاظ على أمنها واستقلالها وسلامة مواطنيها". وكان موقع مجلس التعاون الخليجي، قد نشر تصريحات للزياني صباح الخميس، رفض فيها اتهام مندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية لقطر ب"دعم الإرهاب"، واصفا ذلك ب"الاتهامات الباطلة"، معتبرًا أن اتهامات القاهرة تتجاهل ما وصفها ب"الجهود المخلصة، التي تبذلها دولة قطر، مع شقيقاتها دول مجلس التعاون والدول العربية، لمكافحة الارهاب والتطرف، على جميع المستويات، ودعم العمل العربي المشترك"، على حد قوله. ما بين تصريحات الزياني "حديث الصباح والمساء"، عاد المهندس البحريني والضابط المتقاعد، ليجدد التأكيد على "دعم ومؤازرة مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي في كافة المجالات، باعتبار أن أمن واستقرار مصر من أمن و استقرار دول الخليج". اللافت في الأمر أن تصريحات الزياني أعقبت تصريحاتمندوب مصر الدائم لدى الجامعة العربية، والتي قال فيها إن تحفظ قطر على الضربات الجوية التي قامت بها مصر مؤخرًا في ليبيا "خلال جلسة جامعة الدول العربية الأربعاء الماضي"، "يؤكد مرة أخرى خروج قطر عن الإجماع العربي، وأنه بات واضحًا أن الدوحة كشفت عن موقفها الداعم للإرهاب". لم تنتظر قطر طويلًا، وقررت استدعاء سفيرها لدى مصر للتشاور، ردا على ما وصفته ب"اتهامات" دعم الإرهاب، حيث وصف مسؤول الشؤون العربية في الخارجية القطرية، السفير سعد بن علي المهندي، موقف مندوب مصر بأنه "يخلط بين ضرورة مكافحة الإرهاب وقتل وحرق المدنيين بطريقة همجية"، داعياً إلى "عدم الزج باسم قطر في أي فشل تقوم به الحكومة المصرية"، على حد قوله. التصريح "الصباحي" للزياني اعتبره المراقبون مؤشرًا على احتمال تحول في السياسات الخليجية تجاه مصر، ورفع يدها عن الدعم المستمر الذي تقدمه العواصم الخليجية الكبرى للقاهرة منذ الإطاحة بحكم الإخوان، وأنها لا تساعد على ترسيخ التضامن العربي، إلا أن التصريح "المسائي" للزياني نفسه، بدد تلك الشكوك، ولكنه لم ينه تمامًا بعض القلق الذي انتاب الكثيرين. وكانت مصر وجهت ضربة جوية لأهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في داخل ليبيا، يوم الإثنين الماضي، بعد يوم من بث مقطع فيديو يظهر مقاتلي "داعش"الإرهابيين، وهم يذبحون 21 مصريًا في درنة الليبية. يذكر أن العلاقات القطرية المصرية تدهوت في أعقاب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، ونتج عن مواقف الدوحة، توتر في علاقاتها مع الرياض وأبوظبي والمنامة، ورغم محاولات السعودية إعادة المياه إلى مجاريها بين القاهرةوالدوحة إلا أن التوتر كان ولا يزال سيد الموقف في العلاقات بين مصر وقطر، بخلاف علاقات الأخيرة مع جاراتها الخليجيات. وعلى رغم إعلان دول مجلس التعاون الخليجي في اجتماع عقد في السعودية أواخر العام الماضي، انتهاء الخلاف الخليجي مع قطر وعودة السفراء إلى الدوحة، وفق شروط محددة بينها دعم مصر ووقف الحملات الإعلامية ضدها وضد رئيسها، إلا أن خرق المبادرة لا يزال مستمرًا، "صباحًا ومساء".