استقبل الآلاف من البورونديين مدير الإذاعة الافريقية العامة في بوروندي بوب روغوريكا، لدى الإفراج عنه مؤقتا ، في وقت سابق من اليوم الخميس، احتفالا ب "انتصار حرية التعبير"، وفقا لمراسل الأناضول. واعتقل الصحفي البوروندي منذ 20 يناير/ كانون الثاني الماضي بتهم "التواطؤ في القتل وعدم التضامن وانتهاك سرية التحقيقات"، في قضية مقتل ثلاث راهبات إيطاليات. واعتقل روغوريكا في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي بأمر صادر عن المحكمة العليا في بوجمبورا، من أجل "التوضيح" بشأن التهم المنسوبة إليه وهي "التواطؤ في القتل" و"عدم التضامن" و"انتهاك لسرية التحقيقات"، وذلك في علاقة بقضية مقتل الراهبات الإيطاليات الثلاث، في سبتمبر/ أيلول الماضي في بوجمبورا، حيث نسب للصحفي بثّ تقرير يتضمّن شهادات تثبت تورّط ضباط مخابرات بورونديين في القضية. وتعدّ "الإذاعة الأفريقية العامة" التي يديرها "روغوريكا" المحطّة الأكثر استماعا في البلاد، ومن وسائل الإعلام السمعية المحسوبة على المعارضة البوروندية. وكان عدد من البورونديين قضوا الليلة الماضية في محيط سجن "مورامفيا"، على بعد 50 كم شرقي العاصمة بوجمبورا، حيث يقبع الصحفي خلف القضبان، في انتظار الإفراج عنه من الغد (اليوم الخميس)، عقب القرار الصادر، أمس الأربعاء، عن محكمة الاستئناف. وبحسب محضر جلسة محكمة العاصمة بوجمبورا أمس ، يتعيّن على روغوريكا دفع كفالة قيمتها 15 مليون فرنك بوروندي (10 آلاف دولار)، وعدم مغادرة البلاد قبل صدور الحكم النهائي بشأنه (لم تحدد موعدا لذلك)، خاصة وأنّ عليه المثول أمام القضاء يوم الاثنين الأول من كل شهر. وتجمّعت الجماهير على طول الطريق الرئيس "عدد 1"، والتي كان من المنتظر أن يسلكها مدير الإذاعة الافريقية العامة لدى خروجه من السجن. وكان في استقباله الآلاف من الرجال والنساء وطلبة الجامعات، بينهم من كان مترجّلا، ومنهم من كان على متن الدراجات النارية والسيارات، وفي الأيادي، تراءت فروع كان من الواضح أنّهم اقتطفوها من الأشجار المصطفة على جانبي الطريق، فيما اختار آخرون التلويح باستعمال أكياس خضراء اللون. وردّد الحشد الغفير مقاطع من أغاني لفنانين أمثال "تيكن جاه فاكولي" و"ألفا بلوندي"، إلى جانب شعارات مساندة لحرّية التعبير، فيما رفع آخرون أصواتهم مطالبين بضرورة الكشف عن ملابسات مقتل الراهبات الإيطاليات الثلاث. وطوال الساعات الثلاث التي استغرقتها رحلة الصحفي باتّجاه بوجمبورا، تعطّلت حركة المرور في الطريق الوطنية عدد1، ما جعل مهمّة الشرطة في تنظيمها عسيرة للغاية. وفي تصريح للصحافة فور إطلاق سراحه، قال روغوريكا: "لا مكان للفاسدين في هذا البلد، وأولئك الذين قاموا بسجني منحوني شحنة إضافية من القوّة.. سنواصل عملنا وسنجري التحقيقات إلى حين إماطة اللثام، عن ملابسات مقتل الراهبات الإيطاليات الثلاث في أبرشية غيدو ماريا كونفورتي بالعاصمة بوجمبورا". وأشاد روغوريكا بالدعم الذي لقيه من الشعب البوروندي، قائلا إن "الشعب البوروندي يثق اليوم أكثر من أيّ وقت مضى في الإعلام وفي المجتمع المدني، كما أنّ المواطنين تعلّموا قول كلمة لا للظلم والاضطهاد". وكانت الحكومة البوروندية أكّدت، في السابع من سبتمبر/ أيلول الماضي، في بيان رسمي، مقتل 3 راهبات إيطاليات يتبعن أبرشية "غيدو ماريا كونفورتي" بالعاصمة بوجمبورا. وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، أدانت وزارة الخارجية الإيطالية مقتل الراهبات، معلنة أنها في انتظار فتح تحقيق من قبل السلطات البوروندية لتحديد ملابسات الجريمة. وبعدها، ألقت الشرطة البوروندية، القبض على من قالت في حينه أنه "قاتل" الراهبات الإيطاليات الثلاث، وكان في حوزته هاتف محمول تعود ملكيته لإحدى الراهبات، إضافة إلى مفتاح إحدى غرف الدير الذي وقعت فيه الجريمة. وعن دوافع ارتكابه لهذه الجريمة، أوضح المتحدث باسم الشرطة البوروندية أن السبب يكمن في "الكراهية" التي يكنها المشتبه به ل "البيض" (ذوي البشرة البيضاء).