قضت محكمة بوروندية، اليوم الأربعاء، بالإفراج المؤقّت والمشروط عن مدير الإذاعة الأفريقية العامة في بوروندي "بوب روغوريكا"، الموقوف منذ يناير الماضي بتهم "التواطؤ في القتل وعدم التضامن وانتهاك سرية التحقيقات"، في قضية مقتل ثلاث راهبات إيطاليات. وبحسب محضر الجلسة الصادر عن محكمة العاصمة بوجمبورا، يتعيّن على "روغوريكا" دفع مبلغ بقيمة 15 مليون فرنك بوروندي (10 آلاف دولار)، وعدم مغادرة البلاد قبل صدور الحكم النهائي بشأنه (لم تحدد موعدا لذلك)، خصوصا وأنّ عليه المثول أمام القضاء يوم الاثنين الأول من كل شهر. وسيبقى روغوريكا في السجن حتى يدفع الضمان المالي، الذي قال عنه فابيان سيغاتوا، أحد محامي هنيئة الدفاع عن روغوريكا، إنّه "لا يثير القلق طالما أنّ موكّلي سيستعيد المبلغ المدفوع بمجرّد صدور الحكم ببراءته". من جهته، قال رئيس "الاتحاد البوروندي للصحفيين" (مستقل) ألكسندر نيوجيكو، في تعليق له على الحكم الصادر في قضية الصحفي الموقوف "العدالة البوروندية لمّعت صورتها عبر إطلاق سراح زميلنا بوب روغوريكا، وإن كان ذلك بكفالة مالية". وفي تصريح للأناضول، قال مدير الإذاعة الافريقية العامة في بوروندي بالنيابة، آلان نتاماجينديرو، "نشكر جميع من ساندنا بدء بزملائنا والمجتمع الدولي، ممّن لم يتردّدوا في المطالبة بالإفراج عن بوب روغوريكا، نهنئ أيضا القضاة الذين تحلّوا بالشجاعة لتطبيق القانون واحترام الحرّيات". وتعدّ "الإذاعة الأفريقية العامة" المحطّة الأكثر استماعا في البلاد، ومن وسائل الإعلام السمعية المحسوبة على المعارضة البوروندية. واعتقل "روغوريكا" في 20 يناير الماضي بأمر صادر عن المحكمة العليا في بوجمبورا، من أجل "التوضيح" بشأن التهم المنسوبة إليه وهي "التواطؤ في القتل" و"عدم التضامن" و"انتهاك لسرية التحقيقات"، وذلك في علاقة بقضية مقتل الراهبات الإيطاليات الثلاث، في سبتمبر/ أيلول الماضي في بوجمبورا، حيث نسب للصحفي بثّ تقرير يتضمّن شهادات تثبت تورّط ضباط مخابرات بورونديين في القضية. كانت الحكومة البوروندية أكّدت، في السابع من سبتمبر/ أيلول الماضي، في بيان رسمي، مقتل 3 راهبات إيطاليات يتبعن أبرشية "غيدو ماريا كونفورتي" بالعاصمة بوجمبورا. وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، أدانت وزارة الخارجية الإيطالية مقتل الراهبات، معلنة أنها في انتظار فتح تحقيق من قبل السلطات البوروندية لتحديد ملابسات الجريمة. وبعدها، ألقت الشرطة البوروندية، القبض على من قالت في حينه أنه "قاتل" الراهبات الإيطاليات الثلاث، وكان في حوزته هاتف محمول تعود ملكيته لإحدى الراهبات، إضافة إلى مفتاح إحدى غرف الدير الذي وقعت فيه الجريمة. وعن دوافع ارتكابه لهذه الجريمة، أوضح المتحدث باسم الشرطة البوروندية أن السبب يكمن في "الكراهية" التي يكنها المشتبه به ل "البيض" (ذوي البشرة البيضاء).