انطلقت، صباح اليوم الأربعاء، في مدينة مقلي عاصمة إقليم تجراي، شمالي إثيوبيا، احتفالات الذكرى الأربعين لتأسيس حزب "الجبهة الشعبية لتحرير تجراي" أكبر أحزاب الائتلاف الحاكم. وبحسب مراسل الأناضول فقد حضر الاحتفالات الرئيس الإثيوبي ملاتو تشومي، ورئيس الوزراء الإثيوبي، هيلي ماريام ديسالين؛ وحاكم إقليم تجراي ولدو آباي؛ وعدد من المسؤولين والوزراء في الحكومات الفيدرالية للأقاليم الأثيوبية التسعة. كما شارك في مراسم الاحتفال كل من رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي دلاميني زوما؛ الرئيس السوداني عمر البشير؛ والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود؛ والرئيس الرواندي بول كاجامي؛ ورئيس الوزراء الأوغندي روهاكانا روجوندا، ورئيس الوزراء الجيبوتي كامل عبدالقادر محمد؛ وفقا للمراسل . وفي كلمته خلال الاحتفال، قال رئيس الوزراء الأثيوبي هيلي ماريام ديسالين "إننا نحتفل اليوم بذكرى 18 فبراير/شباط باعتباره اليوم الذي أسس لإطلاق الحريات والعدالة والمساواة بين الشعوب والقوميات الإثيوبية في كافة الحقوق والواجبات". وأشاد ديسالين بالتضحيات التي قدمتها الشعوب الأثيوبية، وقال "إننا اليوم نعيش السلام والتنمية والإزدهار بفضل تلك التضحيات". من جانبه، قال الرئيس السوداني عمر البشير في كلمته، إن "الشعوب الإثيوبية وقومياتها خلال العقدين الماضيين استطاعت أن تصبح نموذجا يستوجب الإشادة والإعجاب لنجاحها في تحقيق تلك أهداف الثورة على أرض الواقع، الأمر الذي جعل من إثيوبيا مركزا جاذبا للباحثين في مجالات السلم والأمن وإدارة التنوع والحكم الرشيد والتنمية والاستثمار . وأرجع البشير "السبب في تبوء هذه المكانة المرموقة على المستوى الإقليمي والدولي إلى وضوح الرؤية وإخلاص القيادة ووحدتها". أما رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي دلاميني زوما فقد قالت إن "إثيوبيا هي قبلة الشعوب الأفريقية لكونها توجد دائما في مكان الريادة في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية". وأضافت زوما إن "إثيوبيا اليوم هي رائدة النهضة الأفريقية وصاحبة المبادرة لوحدة الشعوب الافريقية"، مشيرة إلى أن التنوع الثقافي الإثني للشعوب الأفريقية مكسب كبير يجب الاستفادة منه. وأعلن الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في كلمته عن "بدء مرحلة جديدة في العلاقات بين الصومال وإثيوبيا يكون الأساس فيها تبادل المصالح المشتركة على أسس سليمة للنهوض بالشعبين في كافة المجالات التنموية". وأشار الرئيس الصومالي إلى الخدمات البنية التحتية القائمة في سبيل الربط بين الصومال وإثيوبيا سواء عن طريق مد الطرق؛ السكك الحديدية؛ والكهرباء وصولا إلى التكامل بين البلدين في كافة المجالات السياسية والتنموية. أما كلمة الرئيس الرواندي بول كاجامي فقد تطرق فيها إلى الشخصية الأفريقية التي يرى فيها البعض بأنها شخصية اتكالية بعيدا عن الاعتماد على الذات مع أن ذلك يمكننا أكثر من غيرنا. واعتبر كجامي أن الصوت الإثيوبي هو صوت معبر عن كافة أفريقيا في المحافل الدولية، مشيرا إلى إسهام قوات الدفاع الإثيوبية في حفظ السلام واستتباب الأمن والاستقرار على المستوى القاري والدولي. وقال رئيس الوزراء الأوغندي روهاكانا روجوندا إن إثيوبيا تمر بمرحلة الاعتماد على الذات في النهوض باقتصادها والتأسيس للديمقراطية والحكم الرشيد في البلاد. وأضاف أن علاقات بلاده وإثيوبيا في تطور مستمر، مشيرا إلى أن الحزبين الحاكمين في كل من أوغندا وإثيوبيا أصبحا يتجهان نحو الانتقال إلى التكامل. واعتبر أن الاحتفال بالذكرى ال40 لتأسيس للجبهة الشعبية لتحرير تجراي، هو مشهد من مشاهد الانتقال وتعزيز التنمية للشعوب الإثيوبية. من جهته، قال رئيس الوزراء الجيبوتي كامل عبد القادر محمد إن بلاده تعمل على تعزيز علاقتها مع إثيوبيا في مختلف المجالات. وأضاف أن مشاركته اليوم للجبهة الشعبية لتحرير تجراي في ذكراها ال 40 تأتي في إطار تضامن الشعوب وتلاحمها بالاستفادة من أواصر العلاقات المتجذرة والجوار. وأشار إلى مشروع سكة الحديد الذي سيربط ميناء تاجورة الجيبوتي، بمدينة مقلي عاصمة إقليم تجراي، معتبرا أن هذا المشروع سيساهم في الدمج والتقارب بين الشعبين أكثر. وفي كلمته خلال الاحتفال، قال حاكم إقليم تجراي، ولدو آباي؛ إن "هذا اليوم الذي نحتفل به هو أساس التنمية والتقدم والإزدهار الذي نعيشه"، معربا عن تطلعه لمزيد والمزيد للأجيال القادمة من الرفاه والتقدم والإزدهار" . وأقيم الاحتفال في ملعب مدينة مقلي، وهو أكبر ملعب في المدينة، وحضره عشرات الآلاف، بحسب مراسل الأناضول. وحزب "الجبهة الشعبية لتحرير شعب تجراي" تم تأسيسه في 1975، وهو أكبر الأحزاب المكونة للائتلاف الحاكم في إثيوبيا، الذي يضم: "الجبهة الشعبية لتحرير تجراي"، و"الحركة الديمقراطية لقومية أمهر"، و"الجبهة الديمقراطية لقومية أورومو"، و"الجبهة الديمقراطية لشعب جنوب إثيوبيا". يذكر أن إقليم تجراي يتمتع بحكم شبه ذاتي، ويتبع الكونفيدرالية الإثيوبية المكونة من 9 أقاليم، والتي بدأت الحكم الفيدرالي عام 1991م بعد سقوط نظام منغستو هليلي ماريام.