أعلنت الحكومة السودانية، اليوم الاثنين، عن استئناف المفاوضات مع متمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا في غضون الأسبوعين المقبلين. وقال وزير الإعلام السوداني أحمد بلال، في تصريحات صحفية اليوم، إن "الحكومة موافقة على مقترح دفع به رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الافريقي ثابو مبيكي باستئناف المفاوضات بأديس أبابا، لإنهاء الصراع بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق (المتاخمتين لدولة الجنوب)". وعزا بلال فشل جولات المفاوضات السابقة ل"تعنت وعدم رغبة الحركة الشعبية في إنهاء الحرب"، وهو ما لم يتسن الحصول على تعقيب من الحركة بشأنه. ووصل مبيكي إلى الخرطوم في ينايرالماضي، في زيارة رسمية، لبحث ملفي التفاوض بين الخرطوم ومتمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال، والحوار الذي دعا له الرئيس السوداني البشير في يناير الماضي، وقاطعته معظم أحزاب المعارضة. ووسط تعثر عملية الحوار، وسع الاتحاد الأفريقي الشهر الماضي تفويض الوسيط، ثابو مبيكي رئيس جنوب أفريقيا السابق ليشمل المساعدة في إنجاح عملية الحوار الوطني بجانب وساطته بين الخرطوم وجوبا، والخرطوم ومتمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال. ومنذ يونيو 2011، تقاتل «الحركة الشعبية – قطاع الشمال»، الحكومة السودانية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وتتشكّل الحركة من مقاتلين انحازوا إلى الجنوب في حربه ضد الشمال، والتي طويت باتفاق سلام أبرم في 2005، ومهد لانفصال الجنوب عبر استفتاء شعبي أجري في 2011. وانخرط المتمردون والحكومة في يوليو 2012 في مفاوضات غير مباشرة برعاية الوسيط الأفريقي ثامبو مبيكي، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2046، الذي ألزمهما بالتفاوض لتسوية خلافاتهما بعد انهيار الاتفاق الإطاري. وفي هذا القرار، الصادر في مايو 2012، فوّض مجلس الأمن الاتحاد الأفريقي برعاية المفاوضات، على أن يقدم الوسيط الأفريقي تقارير دورية بشأنها إلى المجلس. وفي ظل الصراع بين حكومة الخرطوم والحركة استضافت العاصمة أديس أبابا تسع جولات من التفاوض بين الجانبين، كان آخرها في ديسمبر الماضي، لم تفلح جميعها في وقف النزاع المسلح. وكانت الجولة الثامنة من المفاوضات بين الجانبين جرى تعليقها أواخر نوفمبر الماضي، قبل أن يتم استئنافها في 5 من الشهر الماضي، لتتعثر مرة أخرى بعدها ب 3 أيام.