قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، إن "ما ترتكبُه الجماعات المتطرفة مِن سَرقةٍ للأموالِ، وقتلٍ وترويعٍ للآمنينَ باسم الإسلام هو أشدُّ أنواع الكذب وأقبحُها على الإطلاق؛ لأنه كَذِبٌ على الله وعلى رسوله وعلى علماء المسلمين". وأضاف في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالجامع الأزهر، أن "ما فعله تنظيمُ "داعش" الإرهابيّ من حرقٍ لرجلٍ مسلمٍ، ونسبة ذلك للشَّريعة الإسلاميَّةِ، ولرسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَليهِ وسَلَّم- وصحابته، أو لعلماء المسلمين هو أبشعُ أنواع الكذب والافتراء". ودلل بما أَخْرَجَع الإمامُ البخاريُّ – رحمه الله – في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّهُ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَليهِ وسَلَّم فِي بَعْثٍ، وَقَالَ لَنَا : إِنْ لَقِيتُمْ فُلَانًا وَفُلَانًا -لِرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ سَمَّاهُمَا- فَحَرِّقُوهُمَا بِالنَّارِ، قَالَ: ثُمَّ أَتَيْنَاهُ نُوَدِّعُهُ حِينَ أَرَدْنَا الْخُرُوجَ، فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحَرِّقُوا فُلَانًا وَفُلَانًا بِالنَّارِ، وَإِنَّ النَّارَ لَا يُعَذِّبُ بِهَا إِلَّا اللَّهُ، فَإِنْ أَخَذْتُمُوهُمَا فَاقْتُلُوهُمَ"؛ فهذا الحديثُ قد نسخَ جوازَ الحرقِ حتَّى للمعادينَ من غير المسلمين، فكيف بحرقِ رجلٍ مسلم، قد عصم اللهُ دمَهُ، ثم ينسبون ذلك لشرع الله - عَزَّ وجَلَّ؟! ووصف شومان داعش بأنها "الجماعة معادية لدين الله –تعالى- وكلّ مَنْ ساندها ودَعمَها وأيَّدَها وتعاطَفَ معها هو شريكٌ في جريمتِهم، وحُكم هؤلاء في الإسلام بيَّنه اللهُ - عَزَّ وجَلَّ – في قوله: "إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ"". وتابع "إنْ لمْ نتمكَّنْ من القبض عليهم يجب على الجيوش المسلمة أنْ تتحركَ لاستئصالهم وتخليص الناس من شرورهم، ولو أدَّى ذلك لقتلِهم جميعًا، ولن يتمَّ القضاء على خطرِ الإرهاب إلا على يد جيوش العرب، وليس على يدِ الذين صنعوا الإرهاب ليُدمِّروا به أوطاننا ثم يدعون محاربته الآن". إلى ذلك، استنكر وكيل الأزهر "الصَّمتَ الغربيَّ إزاء جريمةِ قتلِ ثلاثةٍ من المسلمين على يد يهوديٍّ متطرفٍ في أمريكا"، قائلًا: إنَّ الغربَ يقيمُ الدنيا ولا يُقعدُها إذا قُتِلَ شخصٌ واحدٌ منهم، ويسارع على الفور لوصف الإسلام بالإرهاب والتطرف، وفي الوقت ذاته لا يُحرِّكُ ساكنًا إذا قُتِلَ أي عدد من المسلمين، ويعتبرون قتلَ المسلمين حادثًا عرضيًّا، كما اعتبروا قتل ثلاثة من المسلمين مجرد خلاف على موقف سيَّارات". وأضاف "يجبُ على الغرب إذا كان صادقًا في محاربة الإرهاب أنْ يُدينَ الإرهاب أيًّا كان مصدره، كما يفعل الأزهر الشريف الذي أدان كل حوادث القتل لغير المسلمين، ولكنه لنْ يقفَ صامتًا إزاءَ قتل المسلمين أيضًا". ومِن المقرَّرِ أنْ يقومَ الرِّواقُ الأزهريُّ بترجمةِ الخطبة إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية بعد انتهائها بوقتٍ قصيرٍ، ليتاح لغير الناطقين بالعربية الاطلاع عليها . شاهد الصور..