انطلقت في إسطنبول اليوم الجمعة اجتماعات الدورة ال 19 للهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، بحضور أغلب أعضاء الائتلاف، لمناقشة مواضيع مختلفة منها التطورات الجارية على الساحة، فضلا عن أمور ومواضيع تنظيمية. وألقى رئيس الائتلاف خالد خوجا كلمة في افتتاح الجلسات، رحب فيها بالأعضاء، ودعاهم إلى "الاستفادة من المتغيرات الجاية في العالم من أجل الدفع بالثورة السورية إلى حال أفضل وتحقيق تطلعات الشعب في ثورته". وأوضح خوجا أنه يجب أن "يضع الائتلاف خارطة طريق جديدة وفق المتغيرات، واضعة بالحسبان الاتفاقات والوثائق السابقة للائتلاف، ومنها وثيقة العهد السياسي ورؤية الائتلاف، وفق خطة عمل واضعة بالحسبان التغيرات، ووضع الآليات اللازمة لذلك". ومضى قائلا "بقدر ما الوقت الحالي حرج وخطير، بقدر ما تشكل فرصة للتغيير وإعادة الحسابات، والإصلاح الداخلي، وتوحيد الجهود، فمهما كان التغير كبيرا في المواقف الدولية، وقلّت لصالح الاتئلاف، فإن ذلك يجب أن يعكس بقوة إلى وحدة وإرادة المعارضة ودقة حساباته". وأردف خوجا أن "استمرار سياسة النظام يحتم عليهم تحمل ثقل الأمانة، والعمل للوصول بالثورة إلى مستوى التفكير بعقل الدولة من أجل مصلحة الشعب، والارتقاء بالصورة لأن تكون بديلة عن النظام، الذي يضلل الإعلام بأنه البديل للاستقرار، ومن دونه تعم الفوضى". من ناحيته، قدم وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة اللواء سليم إدريس، تقرير الوضع الميداني، حيث أكد أنهم "في هيئة الأركان يعملون وفق ظروف صعبة جدا، ورغم ذلك بدأوا بترتيب الأوراق والتواصل مع القوى الفاعلة، وما يجري على الأرض دليل على ضرورة توحيد الصفوف وبذل الجهود، وتوفير الموارد للمواطنين بغرض وضع حد للمأساة". وكشف أن "الاشتباكات لا تزال متواصلة في دمشق وريفها، والنظام صعد فيها، وحسب معلوماتهم فقد قتل في 4 أيام من هجمات النظام ما بين 350-400 شخصا، إضافة إلى سقوط عدد كبير من الجرحى، وتواصل سقوط البراميل المتفجرة على داريا". أما على الجبهة الجنوبية، أوضح إدريس أن "الاشتباكات مستمرة، وبحسب المعلومات الواردة فإن النظام أسند القيادة إلى المقاتلين الإيرانيين ومقاتلي حزب الله اللبناني، وهذا يدل على وضعه الصعب في كافة الجبهات، ويدل على غزو إيرانلسوريا، بعد أن شعر النظام باقتراب الثوار من العاصمة دمشق، وأن أغلب الأسرى وقتلى النظام هم مقاتلون أجانب"، على حد تعبيره. كما تناول إدريس الوضع في حمص، حيث "طرق الإمداد مقطوعة إلى حي الوعر، وتواجد للمعارضة في الريف الشمالي، فيما غاب شبح الإطباق على حلب، ولكن لم يقل خطرها بسبب حشود النظام المستمرة، وغالبية من يجلبهم هم من جنسيات غير سورية، دليلا على عجزهم". وفيما يتعلق بمناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية داعش، فكشف أن "هناك احتمالات لانتقال مقاتلين للتنظيم من تل أبيض إلى الرقة والحشد لعين العرب (كوباني)، إذ استعاد التنظيم بعض القرى مؤخرا التابعة للمدينة". وبعد ذلك استعرض رئيس هيئة أركان الجيش الحر، عبد الكريم الأحمد، تطورات العمليات العسكرية والوضع الميداني معتمدا على الخرائط، فيما استعرضت نشاطات وزارة الدفاع، عقب خروج الصحفيين من الجلسة الافتتاحية". وكان خوجا قد طالب دول العالم بأن تهب إلى نجدة مدينة دوما، التي سقط فيها أكثر من 350 قتيلا، كما أنجدت عين العرب (كوباني)، مبينا أن أهل الغوطة في ريف دمشق، وحي الوعر بحمص، يطالبون بوقف القصف وفتح ممرات إنسانية. وقد اقترب الصراع في سوريا من دخول عامه الخامس، حيث خلّف نحو 200 ألف قتيل، بحسب إحصائيات الأممالمتحدة، وأكثر من 300 ألف قتيل، بحسب مصادر المعارضة السورية، فضلًا عن أكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها. ومنذ منتصف مارس/آذار (2011)؛ تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عامًا من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات؛ ما دفع سوريا إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين القوات النظام والمعارضة، لا تزال مستمرة حتى اليوم.