بصراحة اعترف بأن ظني خاب في الدكتور عبد المنعم عمارة، وانه خذلني واعتقد أنه خذل أيضا جماهير الاسماعيلية، ويبدو أن كل امكانياته تنحصر في مباريات الشطرنج التي يلعبها مع أصدقائه منذ كان محافظا لهذه المحافظة الساحرة الجميلة! وأظن - وبعض الظن اثم - أن الاسماعيلية ستفقد سحرها وجاذبيتها المتمثلة في فريقها الكروي، الذي اعطتنا ملامحه أمس أنه راحل الى دوري المظاليم ليحرم الاسماعيلاوية وكل المصريين وربما العرب من وجود فريق يقدم كرة برازيلية تأخذ العقول والقلوب! توسمنا أن عمارة سيقدم لنا فريقا جديدا قويا يملك لاعبوه روح الانتصار، خاصة أن الدوري توقف مدة طويلة، مررنا خلالها بفترة الانتقالات الشتوية، لكن ما رأيناه بالأمس أمام طلائع الجيش هو أسوأ مما كنا نراه في مباريات الدور الأول التي كان فيها الاسماعيلي ملطشة لكل من هب ودب! لم نر جديدا في فريق أصبح كل أفراده مع آخر مباراة في الدور الأول مثل الدجاج المصاب بانفلونزا الطيور، وكانت الوقاية تلتزم اعدامه مع جميع الطيور المخالطة لها، لكن مثلما كان كل هم كبار مسئولي وزارة الزراعة نصحنا بألا نترك أكل الدجاج أو البيض حتى لو كانت مصابة لأن درجة الحرارة العالية تقتل الفيروس على حد ابداعاتهم، طبعا كل ذلك من أجل انقاذ مزارع الدجاج ولتذهب صحة ملايين المصريين للجحيم! فعل عبد المنعم عمارة مع الاسماعيلي شيئا شبيها، فقد وقف كالأسد الهصور ضد صفقة خالد بيبو بدعوى أن الجمهور عايز كده، مع أنه لو كان اداريا ناصحا لعمل بقاعدة بضاعتنا ردت إلينا، فبيبو نجم كبير، ورفضه بحجة الجمهور خيبة كبيرة لا تقل وطأة عن كارثة الدجاج الاسماعيلاوي المصاب الذي كان يلاعب أمس فريق الجيش! لقد تمخضت كل أمال الاسماعيلاية في عمارة عن دجاجة مهاجرة مريضة حصل عليها في فترة الانتقالات الشتوية من بلدية المحلة، أقاموا بها الدنيا ولم يقعدوها رغم أن روبرت اكوروي الذي يحاربونه بكل ما أوتوا من قوة برقبته!. لا استطيع تذكر اسم هذا اللاعب لأنه لم يترك اثرا، ولم يلفت نظرا، ويبدو أن بوكير هو الآخر من فصيلة الديك الرومي المريض بانفلونزا الطيور، فالرجل لا يزال فاشلا منذ وطأت قدماه أرض المحروسة والدليل أنه خسر بطولتين كانتا قاب قوسين أو أدنى من الاسماعيلي، ثم طرده مرتضى منصور من الزمالك شر طردة، وأعاده الدكتور عمارة للاسماعيلية، منتظرا منه أن يجعل من الفسيخ شربات، لكن كيف يعطي من لا يملك، وماذا ننتظر من رجل لم يقدم للكرة المصرية سوى جملة تكتيكية واحدة وهي لعب الضربة الركنية على القائم القريب! ومع أنها كانت طوال مباراة أمس لعبة مكشوفة، لا قيمة لها، لم نره يتدخل مرة واحدة ليطلب من اللاعبين نسيانها، والاتيان بغيرها، كأنهم طوال الفترة السابقة لم يتدربوا سوى على هذه اللعبة! لم يشعرني لاعب اسماعيلاوي واحد أمس أنه يعرف كرة القدم، ولم يشعرني بوكير أو القماش أنهما يعرفان ألف باء التدريب، والنتيجة أنني لم أشعر ومثلي كل الناس أن هناك جديدا في الاسماعيلي، والسبب أن عبد المنعم عمارة أخذ مقعده منظرة وحبا في العودة للأضواء! وسأكشف لكم سرا، هو أن خالد بيبو لم يسع للعودة للاسماعيلي، وانما الذي طلب ذلك هو عمارة، وقام بتوسيط لاعب اسماعيلاوي سابق ومذيع تليفزيوني لاقناع بيبو بالعودة! وجرت بعض المكالمات الهاتفية بين بيبو وعمارة على مسمع من ذلك المذيع، لكن بيبو فاجأه بأن فلانا يتفاوض معه، وأنهما اقتربا من التوصل الى اتفاق، وكان هذا الفلان هو عضو في مجلس ادارة الاسماعيلي المعين بقيادة عمارة! هنا شعر المحافظ السابق كأن اهانة لحقت به، مع أن الموضوع عادي جدا، فمن يملك المال هو الذي تفاوض، وهذا الأمر يجري في كل الأندية المحترمة، ومن ثم رفض عمارة عودة بيبو وارجع ذلك الى عدم قناعة بوكير به، وهو الأمر الذي نفاه بشدة، ونفاه خالد بيبو أيضا، وأخيرا تحجج بالجمهور الرافض لصفقة بيبو، وهذا أيضا كلام لا قيمة له، فلا يوجد جمهور يفرض على الادارة أو على الجهاز الفني اسماء معينة يتم التعاقد معها، ولو كانت هذه الحجة صحيحة فلا أقل من أن يحمل عمارة وصحبه عصيهم ويرحلوا بغير رجعة! أخيرا سأجد من يقول إنني قلت غزلا في عمارة عندما تولى الاسماعيلي، وأنني شبهته بالحكيم الذي سينقذ هذا النادي الكبير ويقيله من عثرته! نعم أنا قلت ذلك.. لأنني أعرف أنه يحب الاسماعيلي واعتقدت أنه سيعمل كل جهده ليقدم لنا فريقا جديدا.. لكني اكتشفت انني وقعت في خطأ كبير، وأن التصريحات الرنانة خدعتني مثلما خدعت تصريحات حكومتنا كل مصر ومنظمة الصحة العالمية قبل أيام بأن مصر خالية من انفلونزا الطيور! [email protected]