عودة بركات ووائل جمعة إلى تشكيل الأهلي اعاد له بعض قوته التي كان عليها، ولن تكتمل تلك القوة الضاربة تماما إلا بمتعب وأسامة حسني. الأهلي رغم الأسماء الكبيرة المتخم بها فانه تأثر بشدة لغياب هؤلاء النجوم، فلولا بركات مثلا ما أحرز هدفه الوحيد أمس أمام حرس الحدود، فماذا لو غاب أيضا كبيرهم الذي علمهم السحر أبو تريكة! اشراك محمد عبد الله بعد طول غياب معناه أن جوزيه مقتنع بانتقادات الصحفيين له أو أن هناك من تدخل أخيرا ليصحح من أخطائه، لكن عبدالله لم يكن على حالته في الاسماعيلي فهو لاعب مهاري من الطراز الأول، ومن الطبيعي أن يظهر بتلك الحالة بسبب الصدأ الذي اعتلاه من جراء التخزين الطويل! من المهم ألا يستغل جوزيه حالة عبدالله أمس ليحاول تبرير وجهة نظره في عدم الاستعانة به طوال الفترة الماضية، فهو لم ينسجم بعد مع زملائه، ويحتاج إلى مزيد من الفرص ليعود لتألقه ويبزغ نجمه من جديد. اسلام الشاطر ظهر أمس في أسوأ حالاته، وتفرغ للخشونة مع اللاعب المهاري محمد نجاح الذي مر به كما يريد وظل يرقصه واحدة ونص على طريقة فيفي عبده ودينا، ويبدو أن الشاطر ظن نفسه بطل فيديو كليب لخالدتي الذكر متأثرا بكليب العنف الذي صوره الأهلي للمباراة السابقة مع انبي! لذلك من الضروري أن يظهر عبد الله في الصورة ليكون مستفزا لامكانيات الشاطر وليعيده إلى سابق أيامه الخوالي عندما كان يقطع الكرة من مرمى الدراويش إلى المرمى الآخر دون أن يستطيع أحد ايقافه! جوزيه مدرب محترف ولا نشك في امكانياته رغم غضبنا الشديد من غروره وطول لسانه، وهو أول من يعرف أن دكة البدلاء العامرة بلاعبين على نفس مستوى الأساسيين، تشعل الملعب حركة وتشعر كل متكاسل أو خامل مهما علت نجوميته أنه قابل للسقوط فورا من سابع سماء دون أن يتأثر فريقه! حقا الأهلي فاز أمس واقترب من تحقيق بطولة الدوري للعام الثاني على التوالي، لكنه يجب أن يفكر من الآن في الموسم القادم، لأن المباريات السابقة بدون بركات وجمعة اشعرتنا بأنه قابل للهزيمة بسهولة شديدة وأن الفرق الأخرى طمعت فيه وفي كرم مدافعيه وسخائهم بتمريراتهم الخاطئة لولا أن عرينهم يحرس الحارس رقم واحد في أفريقيا! الأهلي يملك حاليا فريقا قويا لكنه في أواخر عمره الافتراضي، وهنا فالأمر لا يحتاج إلى عمرة وإنما إلى تجديد واحلال، فأحسن لاعب في مصر الساحر أبو تريكة على وشك أن يترك الفريق بانتهاء هذا الموسم منتقلا الى روسيا أو ألمانيا، ورغم تلويح جوزيه بالاستقالة إذا وافق الأهلي على انتقال كبير سحرة مصر، فإن الأخير مصمم على الاحتراف الأوروبي، وهو فعلا يستحق أن يمنح هذه الفرصة، ففي ظني أنه الامتع والأجمل أداء ولعبا في مصر خلال العشرين سنة الأخيرة وسميفونية متحركة رسمتها طبيعة الأرض الولادة، فما بالك لو سلمت لأصابع موسيقار أوروبي نابغة! بركات هو ساحر آخر.. حقا هو غير راغب في الاحتراف، كما أنه لم يتلق عروضا أوروبية، لكنه أصبح لاعبا ثلاثينيا، أي في الثلاثين من عمره، وهي سن اليأس للاعبين المصريين فيما عدا حسام حسن بالطبع الذي لم يصل بعد لسن اليأس وربما يصله بعد كأس العالم 2010! اضافة إلى ذلك فان بركات بشر قابل لأن يصاب ويبتعد كما حصل بعد كأس الأمم الأفريقية، وهذا لابد أن يوضع أيضا في الحسبان إذا تأخر بلوغه لسن اليأس الذي يهدد أيضا عماد النحاس والحضري والشاطر! خزين الأهلي يضم مجموعة من اللاعبين الأكفاء يبحثون عن الفرصة، وبه مجموعة من الناشئين الذين يحتاجون إلى الصبر عليهم عدة مباريات، ولذلك على الجهاز الفني للأهلي أن يستفيد من أخطائه السابقة بدعوى ثبات التشكيل مع أنه لم يكن ثباتا وإنما تجميد على رأي الكابتن محسن صالح! إذا حصل على النقاط الستة من مباراتيه المؤجلتين القادمتين وهذا متاح له بشدة بحكم الظروف الصعبة التي يمر بها المنافسان، الاسماعيلي واسمنت السويس، فانه يكون قد حصل على الدوري العام، ومن هنا يستطيع طوال المباريات المتبقية من الدور الثاني منح الفرصة للوجوه الجديدة حتى يتفادى ما وقع فيه بعد الفريق الذهبي الذي خطف الدوري ثماني سنوات متتالية، ثم بعدها سقط الأهلي في بئر عميقة ولم يتم انتشاله إلا بقوات متعددة الجنسيات هي التي تدافع عنه حاليا! بالمناسبة واصل التحكيم المصري أداءه الضعيف، وارتداء نظارة العميان، فقد أفسد الحكم متابعة جميلة لأبو تريكة انفرد على اثرها بعد ان قلشت له الكرة من مدافع الحرس واحتسبها فاولا عليه! زكريا ناصف ضيف القناة الفضائية المصرية ظل قبل بداية المباراة يلوم جوزيه لأنه لا يشرك أحمد فتحي الذي وصفه بأنه لاعب مهاري كبير ومتفاهم مع اسلام الشاطر، وظل يردد اسم أحمد فتحي دون أن ينتبه مقدم البرنامج لهذا الخطأ الذي يقصد به محمد عبد الله بالطبع لأن فتحي لم ينتقل بعد إلى الأهلي! بالنسبة للحرس فهو يملك مجموعة مهارية من اللاعبين، لكن يبدو أن داء الغرور قد تسلل إليهم، فكل لاعب يحتفظ بالكرة ويريد أن يقتحم بها السيقان المتلاصقة كأنه ايتو، الذي يخترق كالسهم ويلدغ كالنحلة! ولا ندري لماذا لم يوجههم طولان إلى ضرورة اللعب الجماعي السريع ولماذا لم يلعب منذ بداية اللقاء ببسيوني الذي يعرف أقصر طريق إلى المرمى؟! عموما الفرق غير الجماهيرية مثل الحرس مهما ضمت من النجوم واللاعبين الأكفاء فانها لن تكون قادرة على الفوز على فريق كبير مثل الاهلي لأنه يلعب على أرضه أيضا، وان كان ظاهريا يلعب في استاد المكس! من المهم مقاومة فرق الشركات والمؤسسات التي قضت على الأندية الجماهيرية ولم يعد متبقيا منها في الدوري سوى الاسماعيلي والمصري والاتحاد وان كان أصابها الضعف والضمور الشديد. وشكرا للكابتن محسن صالح الذي ضم صوته إلى صوتنا معلنا خطورة هذا الذي نراه على ساحتنا الكروية، نعم هذه الفرق تقدم أداء محترما يقدره كل الجمهور الكروي المصري حسب قول طه بصري، لكن الكرة متعتها الجمهور العريض الذي ينتمي للنادي ويهلل له، لا ذلك الذي يقدره ويحترم اداءه، وفي قلبه حبيب واحد! [email protected]