يتعرض الإنسان في حياته إلى اتخاذ قرارات معينة ثم يكتشف خطأها بعد مدة فيندم على ذلك، وحين تسأله: لماذا لم ترجع عن قرارك الخاطئ وقتها بعد أن نبهك وحذرك الناصحون؟ قال: أخذتني العزة ألا أرجع في قراري حتى لا يقال عني أنني متردد!! وكم من أصحاب التجارب عاشوا مثل ذلك المشهد وأصبحوا اليوم لا يترددون في إلغاء قرارهم بعد أن ذاقوا مرارة الخطأ وآثاره؛ بل إن الأخطر في هذه الأيام أن تصدر قرارات مصيرية بدون مشورة في مرحلة دقيقة من تاريخ البلاد وتفتح الأبواب أمام الصراعات وتهتز صورة مصر المضيئة بعد ثورة 25 يناير2011. إنه لا يعيب المجلس العسكري ولا يقدح فيه أن يرجع فيما أصدره من قرارات أو يعدل ماجاء في بعض البيانات، وهنا يأتي دور كافة القوى السياسية لتقدم حلولاً بديلة لكل ما يشكو منه المجلس الأعلى كي يسلِّم السلطة في موعدها طبقاً لما تم إعلانه وفاءً بما عليه من التزام أمام الله وهو ما يجعل الأمة كلها صفاً واحداً في مواجهة التحديات. أيها السادة القادة: إن مصر ملك لأبنائها جميعاً، ومستقبل مصر مرتهن بوحدة الكلمة والموقف لا بقرارات فوقية تقطع أواصر التواصل بين الحكام والمحكومين، فعود حميد إلى القول السديد ....والله المستعان