شهدت اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة لدول مصر والسودان وإثيوبيا بأديس أبابا، اليوم الأربعاء، محاولات لاحتواء تباينات بين هذه الدول بشأن ملف سد النهضة، حسب مصادر مطلعة. وحسب المصادر المشاركة في الاجتماع، التي تحدثت لوكالة "الأناضول" مفضلة عدم الكشف عن هويتها، تواصلت اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة في جلسات مغلقة، اليوم، استمرت 6 ساعات. وقالت المصادر إن الاجتماعات انقسمت إلى لجنتين سياسية ومائية، حيث عقد وزيرا خارجية إثيوبيا، تيدروس أدحانوم، ومصر، سامح شكري، جلسة مغلقة، فيما عقد وزير الري المصري، حسام الدين مغازي، والسوداني، معتز موسى، لقاءً مماثلا. وأجرت لجنة الخبراء الوطنيين من الدول الثلاث، وهي تضم 4 خبراء من كل دولة، اجتماعات منفصلة لبحث الملفات الخاصة بسد النهضة والترشيحات لاختيار مكتب استشاري يتولى انجاز دراسة حوله، وفق المصادر ذاتها. ولفتت المصادر إلى وجود توتر غير مسبوق، حيث منعت وزارة الخارجية الاثيوبية تواجد الصحفيين في مكان انعقاد الاجتماعات، وطلب من الصحفيين عدم الاقتراب من مكان الاجتماع. المصادر أوضحت ل"الأناضول" أن "إحدى الدول الثلاثة اشترطت عدم تغطية الاجتماعات من وسائل الإعلام حتى وسائل الإعلام الدولة المضيفة التي امتنعت من تقديم أي دعوة لوسائل الإعلام المحلية والأجنبية". ووفق المصادر ذاتها، هناك تباينات واضحة يسعى وزيرا خارجية مصر واثيوبيا ووزراء الري إلى احتوائها، وأضافت أن جولات الصباح وحتى هذه اللحظة تشير الى تعثر الاجتماعات الجارية، ما عكس حجم الخلافات والتباينات بين الدول الثلاثة. وأفادت المصادر بأن اجتماعات لجنة الخبراء يومي الأربعاء والخميس الماضيين، شهدت تباينات، حيث طالب الجانب المصري باعتماد إعلان ملابو كمرجعية للمفاوضات، ورفض الجانب الإثيوبي، وقال إنه اتفاق سياسي لا يعنينهم في شيء، متمسكين بمناقشة ملف سد النهضة والمكتب الاستشاري، فيما لم يقدم السودانيون أي رأي في الموضوع. وتابعت المصادر أن وزارء الخارجية والمياه استعدوا في محاولة لانهاء هذا التباين، وبالفعل اجتمعوا اليوم. وفي وقت سابق اليوم، انطلقت اجتماعات اللجنة الثلاثية الخاصة بسد "النهضة" بشكل مفاجئ على مستوى الوزراء، بأحد فنادق العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حسب مراسل الأناضول. وأفاد مراسل وكالة الأناضول بأن الجلسة الافتتاحية لاجتماعات اللجنة الثلاثية تحولت إلى جلسة مغلقة دون تقديم الدعوة لوسائل الإعلام لتغطية وقائعها، وسط إجراءات تعتيم شديدة على الاجتماع. يذكر أن هذا الاجتماع مفاجئ لم يعلن عنه في وقت سابق، ولذلك لم يتمكن وزير خارجية السودان وكذلك وزير الري الإثيوبي من المشاركة، بحسب مصادر قريبة من الاجتماع. وفي 22 سبتمبر الماضي، أوصت لجنة خبراء وطنيين من مصر والسودان وإثيوبيا، بإجراء دراستين إضافيتين حول سد النهضة؛ الأولى: حول مدى تأثر الحصة المائية المتدفقة لمصر والسودان بإنشاء السد، والثانية: تتناول التأثيرات البيئة والاقتصادية والاجتماعية المتوقعة على مصر والسودان جراء إنشاء هذا السد. وتتخوف مصر من تأثير السد على حصتها السنوية من المياه التي تبلغ 55.5 مليار متر مكعب، بينما يؤكد الجانب الإثيوبي أن سد النهضة سيمثل نفعا لها خاصة في مجال توليد الطاقة، كما أنه لن يمثل ضررا على السودان ومصر. وتتكون لجنة الخبراء الوطنيين من 6 أعضاء محليين (اثنين من كل من مصر والسودان وإثيوبيا)، و4 خبراء دوليين في مجالات هندسة السدود وتخطيط الموارد المائية، والأعمال الهيدرولوجية، والبيئة، والتأثيرات الاجتماعية والاقتصادية للسدود.