أجمعت القوى الثورية على أن فكرة الرحيل من ميدان التحرير بعد تنحي الرئيس المخلوع حسني مبارك في 11فبراير 2011 كانت فكرة خاطئة، وأنه كان لابد من الاستمرار في الاعتصام حتى يتم انتخاب مجلس رئاسي لقيادة الثورة تشارك فيه كل القوى المعتصمة بالميدان حتى انتهاء المرحلة الانتقالية. فبعد مرور أربع سنوات على الثورة الشعبية التي أطاحت بمبارك، وأجبرته على التنحي مع باقي رموز نظامه، وخضوعه للمحاكمة تم الإفراج عنه، وبات رجاله يتأهبون للعودة إلى صدارة المشهد السياسي، ما جعل الكثيرين يصفون ما حدث ب "الثورة المضادة". ويتزامن اليوم مع الذكرى الرابعة لتنحي مبارك في ظل استعداد نواب برلمان الحزب "الوطني" لمجلس الشعب المقبل بعدة محافظات بجمهورية مصر، كان آخرها ترشح أحمد عز، أمين التنظيم السابق بالحزب الوطني، بتقديم أوراق ترشحه للبرلمان بخلاف باقي أعضاء الحزب الغير معروفين إعلاميا الذين يتصدرون قوائم التحالفات الانتخابية الحالية. وقال زيزو عبده، القيادي بجبهة "طريق الثورة"، وحركة "6إبريل: "لو عاد الزمن مرة أخرى لاستمررنا في الاعتصام في الميدان بعد تنحى مبارك عن السلطة ولم نكن لنتركه إلا بعد تعيين مجلس رئاسي يقوم على شؤون البلاد حتى يتم تحقيق جميع مطالب الثورة". واعترض عبده على لفظ تنحي، قائلاً: "مبارك تخلى عن السلطة للمجلس العسكري ولم يتنح ويترك الأمر للشعب لتحديد قائده الجديد"، مشيرًا إلى أن سبب ترك الميدان بالرغم من الأعداد المهولة التي ظلت معتصمة 18يومًا هو احتفالية الشعب بأحلامه التي وصلت عنان السماء بتخلي مبارك عن الحكم والذي رأوا فيه الخلاص من نظام استمر 30عامًا. وأضاف أن "القيادات الثورية ذات الخبرة السياسية كان من المفترض أن تبادر بأخذ التنحي على أنه ثورة جديدة، وأنها فرصة ذهبية ولكن للأسف أضاعت القيادات والقوى الثورية تلك الفرصة". واعتبر القيادي بجبهة "طريق الثورة"، أن "قرار التخلي كان لصالح شبكة معينة لم تتضح وقتها وتلك الشبكة مستمرة في حكم البلاد حتى وإن تم استبعاد بعض منها إلا أنها مازالت موجودة تحكم البلاد". وقال حازم خاطر، الناشط بحركة "حازمون"، التابعة للشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل، مؤسس حزب "الراية": "الخطأ الذي وقع فيه الثوار هو ترك الميدان بمجرد سماع خطاب التنحي". وأضاف: "حينما كنا في الميدان وقت المغرب وخرج عمر سليمان (نائب الرئيس آنذاك) وأعلن قرار تخلي مبارك عن منصب رئيس الجمهورية فرح الشعب بذلك وترك الميدان ورحل ولم يدرك خطورة ذلك إلا بعد العودة للمنزل". وتابع: "الشباب تعامل مع الثورة بنقاء ولم يكن يعلم أن المكائد تكاد له من كل أجهزة الدولة، بل من أجهزة دول أخرى أيضًا". وقال الدكتور عمرو عادل، القيادي بحزب "الوسط"، إن تنحي "مبارك كان أحد خطوات الثورة المضادة حتى تعيد ترتيب الأوراق من يحكم مصر بهدف استمرار الحفاظ على الطبقة الحاكمة". وأضاف "التنحي كان بمثابة المسرحية.. صحيح كان التوتر جزء من المشهد بالنسبة للعسكر لكن هدفهم النهائي هو سحق الثورة والثوار".