الثوار: «لو عاد بنا الزمان لن نترك الميدان».. والإخوان تعترف بأخطائها الخمسة الأحزاب تعترف: عدم ترابطنا أفقدنا الثورة.. ومصابو الثورة يفقدون الأمل بعد براءة «مبارك»
"محدش يمشى من الميدان.. الثورة لسه مانتهتش" لافته رفعتها فتاة صغيرة بميدان التحرير تطالب الجميع بالتأني قبل قرار الانسحاب، في الوقت الذي أعلن فيه الجميع الرحيل ليتخبطوا أربع سنوات في براثن الثورة غير المكتملة الأركان، ويحاولوا العودة للميدان مجددًا إلا أن الطرق جميعها قد أغلقت في وجوههم ليجدوا أنفسهم يجنون حصاد أخطائهم التي ابتلعتها الثورة وكادت تصل لطي النسيان.. أربع سنوات لم يعترف خلالها فصائل وأضلاع الثورة بأخطائهم التي أضاعت أحلامهم المنشودة وقضت على أسطورة العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.. ممثلون للثورة فتحوا قلوبهم وعقولهم أيضًا ل"المصريون" ليروا تفاصيل جوهرية أعاقت إتمام الثورة المصرية بنجاح، لعلها تكون محاولة تجميع الأوراق وتصحيح المسار والأخطاء وعدم تكرراها في المستقبل.
القوى الثورية: ترك الميدان أكبر أخطائنا القوى الثورية دائمًا ما ترفع شعار الاعتراض ولكن على السياسات التي تتبعها السلطة على حد قولها، لتعترف تلك القوى بالعديد من الأخطاء التي وقعت بها منذ اندلاع ثورة ال25 من يناير، من بينها عدم قدرتهم على التوحد وإبراز شخصية واضحة للتعبير عنهم وعن الثورة التي انتفضوا من أجل تحقيق مطالبهم وهو ما كشفه رامي شعث، القيادي بجبهة طريق الثورة "ثوار"، قائلا: "إن هناك العديد من الأخطاء التي وقعت فيها جميع القوى السياسية الثورية والمدنية منها والإسلامية، والتي أدت إلى فوز الثورة المضادة منذ ثورة ال25 من يناير حتى هذه اللحظة والتي كانت قادرة على اجتذاب عدد كبير من القوى المجتمعية والمواطنين". وأضاف شعث في تصريحات خاصة ل"المصريون" أن من ضمن الأخطاء التي وقعت فيها القوى الثورية عدم التوحد تحت أهداف واحدة وضعفها في قدرتها على التعامل مع الجمهور المصري وكسب تعاطف الشعب على أرض الوقع، بالإضافة إلى عدم القدرة على تكوين بينيان للجبهات الثورية الشبابية وتوسيع رقعتها بما يسمح للتخاطب مع القوى الثورية الأخرى وهو الأمر الذي أصبح صعب حدوثه في هذه اللحظة والظروف التي تمر بها الدولة الآن. وأوضح القيادى بجبهة "ثوار" أن الإخوان والإسلاميين بشكل عام أضروا بثورة يناير بعد أن تحالفوا ضد الثورة مع المجلس العسكري والذي وصفها ب"الدولة القمعية" إبان أحداث محمد محمود وسلموا المجلس العسكري للسلطة على طبق من ذهب وهو ما تفعله القوى المدنية في الوقت الحالى حول تقسيم المنافع لتحقيق المصالح ليكون الخاسر الأكبر هو القوى الثورية والشباب. وفي ذات السياق، قال محمد فؤاد، المتحدث باسم حركة شباب 6 إبريل، إن من بين الأخطاء أيضًا التي وقع بها الثوار منذ 2011 حتى الآن هي ترك الميدان بعد تنحى مبارك دون تحقيق المطالب الثورية التي خرج الشباب لها وهو ما أدى إلى تقاعس المجلس العسكرى عن تلبية تلك المطالب، وأضاف أن التفرقة التي حدثت بين الثوار بعضهم البعض أدى إلى عدم توحيد المطالب مرة أخرى وأدى إلى ضعف الثوار أمام تلك السلطة المستبدة. وأضاف فؤاد أن مسألة خداع المواطنين بمحاكمة قتلة الثوار المتمثلة في الرئيس الأسبق مبارك والمفسدين بمحاكمات عادية وليست محاكمات ثورية أدت إلى ضياع حقوق القتلى والشعب المصري بل ضياع الثورة معها، بالإضافة إلى عدم تطهير مؤسسات الدولة من أتباع الحزب الوطني ويأتي ثقة بعض الثوار والقوى الثورية في المجلس العسكري من أهم هذه الأسباب؛ حيث إننا كان علينا عدم الوثوق في مؤسسة تابعة للنظام في تنفيذ مطالب ضد النظام نفسه. ويرى محمد نبيل، عضو المكتب السياسي لحركة شباب 6 إبريل، أن من ضمن الأخطاء انجراف الحركة في الصراعات السياسية التي عقبت الثورة والتي بدأت منذ استفتاء المجلس العسكرى في مارس 2011 تحت رعاية المجلس العسكري برئاسة المشير حسين طنطاوي، بالإضافة إلى تأجيل قضية الحد من الصلاحيات الرئاسية إلى ما بعد الانتخابات كجزء من عملية صياغة الدستور. وأضاف نبيل أن الاستسلام لإبراز الدولة في توصيف مطالب الشعب والقوى الثورية حينها على أنها مطالب فئوية لا يجب النظر إليها كما عملت الدولة على تخويف هذه الفئات من الشعب من تضامن حركة شباب 6 إبريل وشباب الثورة معًا في الخطاب؛ حيث إن الحركة أخطأت في عدم المحاولة على التغلب على هذه العقبة وكان لابد علينا أن نوضح دور الدولة الرئيسي في خداع الشعب المصري وتصوير الثوار على أنهم خونة ويريدون الوقيعة بمصر.
أول أخطاء الإخوان.. "اتفاقنا مع المجلس العسكري" كان التخلي عن ميدان التحرير بمثابة الخطأ الأبرز الذي اعترفت به جماعة الإخوان خاصة بعد عدم قدرتها على دخوله مرة أخرى، على الرغم من المليونيات التي دائمًا ما تدعو لها لرغبتها في عودة الرئيس المعزول محمد مرسي، بالإضافة إلى التواطؤ مع المجلس العسكري للفوز بالسلطة، وهو ما أكده أحد الكوادر الشابة بجماعة الإخوان المسلمين محمد كمال، قائلًا: "إن الأخطاء الذي وقعنا فيها كشباب شارك في الثورة تعد سببًا في ظهور الاختلافات التي أظهرت أسوأ ما في المشاركين فيها. وأكد كمال، في تصريحات خاصة ل«المصريون» أن أول الأخطاء التي قام بها الشباب في الثورة هو التخلي عن الميدان، الأمر الذي غاب عن أذهاننا جمعيًا وعدم إدراك كل الثوار بأن التخلي عن الميدان سيكون يومًا ما الخطأ الأكبر لدينا، بالإضافة إلى عدم محاكمة قتلة الشهداء "ثوريًا" والذي شكل صدعًا في جدار الثورة. وأوضح أن الخطأ الذي نعاني منه حتى الآن هو الاختلاف وأن كل فصيل أعلن مصلحته، مؤكدًا أن الاختلاف ظل حتى مجيء المجلس العسكري وتولي مهام المرحلة الانتقالية. وأردف أن تواطؤ الإخوان مع المجلس العسكري، شكل خطأً في مسار الإخوان حيث وصف كمال بأن المجلس قام باستدراج الإخوان، وبالتالي تعامل الشباب مع الإخوان بتحدٍ وانقلب الوضع لدى بعض الفصائل لمحاربة الإخوان ووضعت المطالب جانبًا. وتابع أن الجميع لم يروج للمصلحة العامة التي قامت الثورة من أجلها، وأصبح كل القائمين على الثورة كلاً في مساره، موضحًا أن شباب الثورة اهتموا بمطالبهم التي كانت أهمها عيش وحرية وعدالة اجتماعية والقصاص للشهداء، وعلى الجانب الآخر قام قيادات وشباب الإخوان بإعلاء المصلحة الخاصة لهم كالبحث عن السلطة والتواطؤ مع المجلس العسكري. وأضاف أحد كوادر الإخوان الشابة أن عدم وجود قائد للثورة لا يعتبر خطأ بل أن الأفضلية أن تكون الثورة بلا قائد، قائلًا: "لأن الثورة تصنعها الأسباب، تمامًا كما قامت عليها ثورة يناير قامت بسبب الغلاء والفقر والجهل وأسباب كثيرة، أي قامت على توحد صفوف ضد كل ما سلف ذكره"، موضحًا أن الثورة فعل عشوائي تهديمي، لا أحد يقوم بالهدم وحيدًا منفردًا –على حد وصفه.
هؤلاء اعتلوا منصة "التحرير" وهذه أخطاؤهم فى الوقت الذي كان يقبع فيه عدد من القوى السياسية دون أن يحركوا ساكنًا كان هؤلاء على منصة التحرير يهتفون وسط جموع الشعب المصري لإسقاط النظام ولكن لكل منا أخطاءه وهؤلاء قد اعترفوا بأخطائهم التي مرت منذ قيام ثورة ال 25 من يناير حتى الآن والمتمثلة في ما قاله جورج إسحاق، القيادي بحركة كفاية وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، واصفًا أن من الأسباب التي وقع بها الثوار هو الانقسام بعد الثورة مباشرة، حيث لعب المجلس العسكرى على الثوار والحركات الثورية ونظم مؤتمرًا شبابيًا بعد الثورة مباشرة، حيث تكون المؤتمر من 1200 تجمع شبابي وأصبح جميعهم قيادات مما أدى إلى الانقسام بينهم. وأضاف إسحاق في تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن عدم وجود قائد واحد للتحدث باسم الثورة وعدم وجود رؤى واضحة أدت إلى ما نحن فيه الآن، بالإضافة إلى ترك الميدان يوم 11 فبراير والانصياع إلى المجلس العسكرى في تحقيق مطالب الثورة، مما أدى إلى التحالف بين المجلس العسكرى والإخوان والمح إلى أن ترك الإخوان أيضًا من الأخطاء التي وقع بها الثوار. وأضاف أيضًا أن عدم وجود محاكمات ثورية وعاجلة أدت إلى خروج رموز الفساد وهو ما يوضع تحت بند الانصياع للمجلس العسكرى؛ حيث إنه كان يجب عمل محاكمات ثورية يحكم فيها الثوار والمشاركون بها على رموز الفساد بأنفسهم وليس تفويض أحد لأخذ حقوقهم، وقال إن الثورة مازالت مستمرة وموجودة ولن تهزم والتحول قادم قادم لا محالة. وفي السياق ذاته، رأى شادي الغزالي حرب، وهو أحد مؤسسي تيار الشراكة الوطنية وأحد المشاركين في الأيام الأولى لثورة ال 25 من يناير أن الوثوق في المجلس العسكري والإخوان على حد سواء كان من أكبر الأخطاء التي ارتكبها الثوار والقوى الثورية بعد الثورة. حيث قال في تصريحات خاصة ل"المصريون"، إنه كان لابد من عدم الوثوق في المجلس العسكرى، وذلك لأنه لم ولن يكن يحارب الفساد والمفسدين أبدًا وبدا ذلك منذ رفض المجلس العسكرى إقرار قانون العدالة الانتقالية، مما أدى إلى عدم رجوع الحقوق ومحاسبة المخطئين بعد الثورة، وأضاف أن الإخوان كانوا يتبعون نفس أسلوب مبارك في الحكم لأنهم كانوا يستخدمون الثورة والثوار لتحقيق هدفهم الوحيد وهو الوصول للسلطة ليس أكثر والمح إلى أن أكبر خطأ هو الانصياع للاستفتاء على الدستور يوم 19 مارس ووصفه باليوم المشئوم.
الأحزاب تعترف: همومنا أنستنا "الثورة" "الصراع على الانتخابات، وتفتيت القوى المدنية لتيارات وأحزاب وائتلافات" كانت الخطأ الأكبر الذي وقعت فيه القوى المدنية السياسية.. فعقب انتهاء ثورة 25 يناير عام 2011 وقعت الأحزاب المدنية في العديد من الأخطاء من أهمها عدم توحد صفوفهم حتى الآن لاستكمال مبادئ وأهداف ثورة يناير من "عيش حرية عدالة اجتماعية"، فحتى الآن الأحزاب لم تتوحد حتى هذه اللحظة لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة على الرغم من أن هناك أحزابًا عديدة لم تقدم للناخبين ما يتمنونه من داخل قبة البرلمان. وهو ما أكده عبدالمنعم إمام، مؤسس حزب العدل، أن الخطأ الأكبر الذي وقعنا فيه عقب ثورة يناير، هو أننا عقب التنحي مباشرة لم نقف صفًا واحدًا لنستكمل الثورة بذات الحماس والقوة التي كانت لدينا يوم 25 يناير، بل ما فعلناه للأسف هو أننا هللنا ورقصنا وأشعلنا النيران الاحتفالية في الشوارع والميادين، واعتبرنا أن الثورة قد انتهت بالانتصار، ثم انقسمنا إلى فرق وائتلافات وتيارات واتجاهات وأحزاب فضعفت صفوف الثوار. وأضاف إمام في تصريحات خاصة ل"المصريون" أنه ما كان يجب أن تتم إجراء عملية الانتخابات البرلمانية قبل الاستفتاء على الدستور في مارس 2011 في الثورة التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسنى مبارك وقامت بحل الحزب الحاكم والبرلمان وتعليق العمل بدستور البلاد فالانتخابات البرلمانية عكست أصواتها، فلو كانت تجمعت وتوحدت القوى المدنية ما كانت وصلت جماعة الإخوان إلى مقاعد البرلمان في أعقاب الثورة، فالقوى المدنية تتفكك جميعًا وهو ما أدى إلى ضعفها. وعن براءة الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك في الذكرى الرابعة قال إمام إنه أمر طبيعي ومتوقع، لأنه لم يحاسب على ما كان يجب أن يحاسب عليه من الفساد السياسي على مدار الثلاثين عامًا فترة توليه الحكم. من جانبه، قال هشام حبارير، القيادى بحزب الكرامة، إن الأحزاب تعانى من شقين، أولهما أن جميع الأحزاب المصرية منعزلة عن الشارع المصري وتعمل في إطار نخبوي تمامًا بعيدًا عن المواطنين ومعاناتهم. وأكد حبارير في تصريحات خاصة ل"المصريون" أن الأحزاب السياسية فضلت المصلحة الشخصية على المصالح العامة ومطالب الشعب المصري خلال ثورة ال 25 من يناير، مشيرًا إلى أنه على الأحزاب جميعها أن تعطي مهلة محددة لتوفيق أوضاعها مرة أخرى، وأن يتم دمج الأحزاب مع بعضها بحيث لا يقل عدد أعضاء الحزب عن 60 ألف عضو وذلك للتفرغ لمطالب المواطنين وأن تقوم الأحزاب بدورها الأساسي.
مصابو وأهالي الشهداء: عدم محاكمة "مبارك" ثوريًا سبب ضياع حقوقنا
"ضحكوا علينا وقالوا الفلوس هترجع والحق هيرجع ومفيش حاجة رجعت" هكذا لخص مصابو وأهالي شهداء الثورة فكان لهم هما الآخرون بعض الأخطاء والتي اعترفوا بها بعد أربعة أعوام من انقضاء ثورة ال 25 من يناير، قال إيهاب الغباشي، رئيس رابطة اتحاد مصابي الثورة، إن أكبر خطأ وقع فيه الثوار في وقت ثورة يناير 2011 هي عدم محاكمة مبارك ثوريًا، مشيرًا إلى أن مبارك بعد أربع سنوات من الثورة خارج السجن ولم يحاكم بأي من التهم. وأكد «الغباشي»، في تصريحات خاصة ل«المصريون»، أن الأخطاء التي وقع فيها الثوار في تلك الفترة كانت كثيرة ولكن يظل الأبرز هو عدم الاهتمام بالمحاكمات الثورية في عودة الأموال المنهوبة من المصريين وهربت للخارج، قائلًا: "ضحكوا علينا وقالوا الفلوس هترجع والحق هيرجع ومفيش حاجة رجعت". وأوضح «الغباشي» أن القصاص الناجز كان سيفيد كثيرًا، وإذا كان القصاص تم في وقته لفرق الأمر كثيرًا لدينا، مؤكدًا أنه حتى الآن لم يأتى حق أيًا من الشهداء والمصابين رغم مرور أربع سنوات على الثورة. وتابع قائلًا: "مفيش حد في البلد دي خد حقه ولا أي حد ولا مصابين ولا شهداء وحتى الوعود التي أخذت آنذاك بعودة أموال مصر المنهوبة لم تعد". فيما قال على الجنيدي، والد الشهيد إسلام الجنيدي والمتحدث باسم أسر شهداء السويس، إن محاكمة مبارك ثوريًا الخطأ يكمن في صاحب القرار آنذاك، مشيرًا إلى أن المجلس العسكري كان وجب عليه محاكمته أو حتى النظام الذي تلاه، في عهد الرئيس المعزول مرسي، الذي أيضًا لم يحاكمه بل بالعكس كثرت القضايا حتى يجد الكثير مبارك حرًا. وأضاف الجنيدي أن أسر الشهداء كانت أول مَن قامت بتعليق مطالبها واعتصاماتها حتى لا يتم انخراط الأمر والبعد عن راكبي الثورة و الشغب والمخربين، مؤكدًا أن الثوار لم يخطأوا بل أن الآن أصبح هناك قانون تظاهر وكل ثوار 25 يناير تتم محاكمتهم في السجون، مشيرًا إلى أحمد دومة وعدد من الثوار. وأكد أن الثورة لم تخطئ بل أسقطت الأقنعة عن وجوه كثيرة حتى يومنا هذا، وأن الجميع أخطأ في حق الثورة حتى الإعلاميين في يومنا هذا، مهاجمًا عددًا من الإعلاميين بأنهم كانوا يتبعون نظام مبارك وأصبحوا الآن يظهرون وطنيتهم.