دعا الإسلاميون مجددا الإدارة الأمريكية إلى الإفراج عن الدكتور عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي ل "الجماعة الإسلامية" المعتقل بالسجون الأمريكية منذ 18 عاما، خلال مؤتمر صحفيا لنصرة العالم الأسير تحت عنوان "لا لقتل المدنيين... لا لاضطهاد المسلمين والعلماء"، أمام السفارة الأمريكية حيث مقر اعتصام أسرة الشيخ، تزامنا مع مرور عشر سنوات على أحداث الحادي عشر من سبتمبر. جاء ذلك في الوقت الذي رفعت فيه أسرة الشيخ دعوى قضائية ضد الخارجية المصرية، لعدم تنفيذها قرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة الصادر بتاريخ 15/8/2011م بمخاطبة الجانب الأمريكي للبدء في إجراءات تسلم الشيخ الضرير من الولاياتالمتحدة لقضاء باقي محكوميته في مصر. وأكد الدكتور صفوت عبد الغني عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، أن "أقل ما نقدمه لعالم مناضل مجاهد وهب نفسه مدافعا عنا يوم أن كنا نعذب في السجون أن نقف معه في محنته فما نقدمه بمثابة قليل من قليل إزاء ما قدمه هو لنا، فهو شيخ الثورة ومن أشعل فتيلها وحمل شعلتها قبل أن يفكر أحد فيها قادها وأشعلها بكلماته يبصر الشعب يوم كان لا يبصر بظلم واستبداد النظام الهالك". ودعا الولاياتالمتحدة إلى مراجعة نفسها وأن تستمع إلى صوت العالم الإسلامي، وقال متوجها للمسئولين الأمريكيين: "لا تكونوا مثل مبارك العنيد الذي لم يسمع صوت شعبه فسقط وداسه الشعب بأرجله بعد أن أغلق كل أبواب العقل ومارس الاستبداد فسقط، كذلك أمريكا أن لم تراجع نفسها فسوف تتجرع نفس الكأس". وأكد خالد الشريف مدير مكتب موقع "الإسلام اليوم" بالقاهرة، أنه بعد مرور عشر سنوات كان يجب على الولاياتالمتحدة أن تعيد سياستها المعوجة التي أدت إلى وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر، والتي ارتكبت نظرا للسياسة الجائرة اتجاه العالم العربي والإسلامي. وأشار إلى أنها إن كانت حريصة على إزاتة أسباب كراهيتها وتحسين صورتها فعليها أن تفرج عن الدكتور عمر عبد الرحمن كما يجب عليها أن تعلم أن الشعوب العربية ملكت حريتها ولن تسكت عن ظلم أصاب أحد شيوخ الأزهر. ودعا الشريف حكماء أمريكا أن يتحركوا قبل وقوع هجمات سبتمبر جديدة وحتى لا يظهر بن لادن آخر، في إشارة إلى أسامة بن لادن زعيم "القاعدة"، مؤكدا أن ما فعله الدكتور عمر هو أنه سافر فقط لنشر الدعوة والرحمة وحمل الخير للناس، ودعا منظمات حقوق الإنسان التي صمتت كثيرا عن قضيت أن تنشر أبعادها وحقيقتها في العالم. بدوره، قال الشيخ عزت السلاموني عضو "الجماعة الإسلامية": "إذا أردنا أن نسلك الطريق الصحيح بحرية الدكتور عمر التي هي حرية الأمة حيث أن بقائه أسير في أمريكا هو رمز لبقاء الأمة والوطن أسير للأمريكان بعد أن باع الطغاة كرامته وأسلموا رقبته في يد عدوه فعلينا أن نواجه السياسات الصهيوصليبية التي قامت على احتلال وقتل وإبادة الشعب من أجل مصلحة شخصية". واعتبر أن العصابات الأمريكية لا يجدي معها الخطابات أو الكلام، وإنما السبيل الوحيد لتحرير الأمة هو إحياء فريضة المقاومة والجهاد وهذا واجب بإجماع العلماء وتكون المقاومة سياسية واقتصادية وثقافية وعسكرية"، وطالب المسلمين أن لا يتعاملوا بالدولار قائلا: "من أراد الحرية فليقاطع الدولار وان لا يرتفع في مصر". وحذر أمريكا من مغبة استمرار اعتقال الشيخ عمر عبد الرحمن، قائلا: "إن لم تفرجوا عن الدكتور عمر سوف تدفعون الثمن غاليا كما دفعتموه من قبل فسياستكم هي المسئولة عن 11 سبتمبر وإن كنتم قتلتم أسامة بن لادن بذريعة أنه قتل ثلاثة آلاف في برج التجارة فأنكم قتلتم ثلاثة ملايين في العراق.. ويا أهل مصر انصروا الدكتور عمر والله يمنعكم من أمريكا وأمريكا لم تمنعكم من الله". بدوره، أعرب الناشط السياسي هاني عزيز عن تصامنه مع الشيخ المعتقل بالسجون الأمريكية، قائلا: "إننا اليوم نتضامن مع أسرة الدكتور عمر من أجل الإفراج عن الشيخ من أجل حالته الصحية فإنها تجعل من الإفراج عنه سببا قويا، ويكفيه ما حدث له كما نعترض عن استمرار سجنه ناهيك عن سوء المعاملة التي يتعرض لها". وذكّر الشيخ محمد صلاح عضو الاتحاد العالمي لعلماء الأزهر بالخطب التي كان يلقيها الشيخ عمر عبد الرحمن إبان محاكمته في قضية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، قائلا إن "الدكتور عمر عبد الرحمن بالرغم من كونه في قاعة المحكمة إلا أنه لم يداهن ولم يعط الدنية في دينه وكان يصول ويجول في ساحة المحكمة يدافع عن الإسلام ويرد الشبهة عنه". وقال إن "على أمريكا أن تعلم أن عهد الذل قد مضى وعليها أن تستدر عطفنا نحن كمسلمين لنجعل لها موطن قدم في بلادنا". وانتقد صمت علماء الأزهر إزاء قضية احتجاز أحد علماء الأزهر، وهو ما أرجعه إلى من خشيتهم من أن يسحب البساط من تحت أرجلهم بعد أن فضح النظام وكشف سوأته في وقت لزم الجميع فيه الصم". وقال الشيخ هشام العشري أحد مرافقي الدكتور عمر عبد الرحمن بالولاياتالمتحدة، إن أمريكا رحبت في بداية الأمر بوجود الدكتور عمر على أراضيها لأنه كان يدعم الجهاد الأفغاني ثم ما لبثت أن تنكرت له وصنعت له الحيل من أجل الإيقاع به على يد أفاق عماد سالم ولم تبين لها أنها قد وقعت في ورطة، عرضت على مصر أن تتسلمه لكن النظام المصري رفض فكادت للشيخ ونكلت به. إلى ذلك، رفعت أسرة الشيخ عبد الرحمن دعوى قضائية ضد وزارة الخارجية لعدم تنفيذها قرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة الصادر بتاريخ 15/8/2011م بمخاطبة الجانب الأمريكي للبدء في إجراءات تسلم الشيخ الضرير من الولاياتالمتحدة لقضاء باقي محكوميته في مصر. وأعلن محمد النجل الأكبر للشيخ عمر، أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة سلم الأسرة صورة من الملف الخاص بالشيخ عبد الرحمن وأكد موافقته على عودة الشيخ المعتقل بالولاياتالمتحدة منذ 18 عاما إلى مصر. لكنه اتهم الخارجية المصري بأنها تعاملت مع الأمر بشئ من الاستهانة، بعد أن ادعت مرارا عدم تسلمها الملف من المجلس العسكري، وطالبت بضرورة إحضار صورة منه أو رقمه، على الرغم من تأكيد امسئولين بالمجلس بنقلهم الملف، بعد تلقيهم تأكيدات بعدم مخاطبة أي جهة مصرية لإعادة الشيخ لمصر. وأكد أن الأسرة كلفت المحامي عادل معوض متابعة الموقف وتسريع إجراءات الدعوى، باعتبار أن الوقت ليس في صالح الشيخ عمر عبد الرحمن، مع تصعيد الضغوط عليه داخل محبسه وتراجع وضعه الصحي خلال الفترة الماضية. وأوضح أن هناك تنسيقا تاما بين أسرة الشيخ و"الجماعة الإسلامية" فيما يتعلق بالدعوى القضائية، باعتبار أن موقف وزارة الخارجية غير مبرر، إلا إذا كانت هناك فلول للنظام السابق سعت وتسعى لاستمرار مأساة الشيخ، باعتباره أول من من سعى لإسقاط نظام حسني مبارك .