شجب "حزب الله" اللبناني، اليوم الأربعاء، "الجريمة الوحشية"، بحق الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، واصفا مسلحي تنظيم "داعش" ب"السفاحين"، ودعا "الكثير من دول المنطقة والعالم إلى إعادة النظر بدعم الجماعات الإرهابية". وفي بيان حصلت "الأناضول" على نسخة منه، قال الحزب: "يدين حزب الله الجريمة الوحشية النكراء التي ارتكبتها عصابة داعش الإرهابية بحق الطيار الأردني". وكان تنظيم "داعش" أعلن في شريط فيديو تناقلته مواقع جهادية على الإنترنت أمس، أنه أحرق الكساسبة حيا. ورأى حزب الله في بيانه أن "الطريقة الدنيئة التي استخدمتها عصابة (داعش) لا يستعملها إلا عتاة القتلة السفاحين"، متقدما "من ذويه خاصة ومن الشعب الأردني عامة بأحر العزاء". لكنه رأى في الوقت عينه أنه "بات ضرورياً أن تقوم الكثير من الدول في المنطقة والعالم (لم يحددها) بإعادة النظر في السياسات التي تعتمدها والتي تتمثل في دعم الجماعات الإرهابية في سورياوالعراق". وأكد أن "دعم هذه الجماعات بالمال والسلاح وبالتأييد السياسي والمعنوي، وتغطية جرائمها، هو ما أدى إلى استفحال خطرها"، مطالبا ب"اتخاذ موقف موحد وواضح وصريح في محاربة هذه الجماعات سياسيا وثقافيا وعمليا". ولفت إلى أن هذه الجماعات "ترتكب المجازر، وتعمد بكل الفظائع التي تتعمّد تنفيذها إلى تشويه صورة الإسلام والمسلمين وإبعادهم عن الدين من خلال اعتماد فتاوى غريبة ومستنكرة". وأظهر تسجيل مصور منسوب لتنظيم "داعش"، مساء يوم أمس الثلاثاء، قتل الطيار الأردني، معاذ الكساسبة (27 عاما)، حرقا، على يد عناصر بالتنظيم. ونشرت حسابات لأشخاص يبدو أنهم تابعون ل"داعش" على موقع التدوينات القصيرة (تويتر) بيانا مدعوما بصور وتسجيل مصور تظهر الكساسبة محوطا بالعشرات من أعضاء "داعش" مدججين بالسلاح، قبل أن يُدخلوه في قفص حديدي، ويشعلوا فيه النار. وانتهت الخميس الماضي مهلة حددها "داعش" موعداً نهائياً لإتمام صفقة تبادل المعتقلة العراقية لدى الأردن ساجدة الريشاوي مقابل إطلاق سراح الرهينة الياباني لديه كينجي غوتو، والحفاظ على حياة الكساسبة، قبل أن يقدم التنظيم السبت الماضي على ذبح غوتو، بحسب تسجيل مصور. وكانت عمّان أعلنت موافقتها على إطلاق سراح الريشاوي مقابل الكساسبة، إلا أنه طالب "داعش" بأي إثبات على أن الطيار "بخير"، وهو ما لم يحدث. وأعلن "داعش" في 24 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أسر الكساسبة بعد إسقاط طائرته الحربية التابعة للتحالف الغربي - العربي، بقيادة الولاياتالمتحدة. ويسيطر "داعش" على مساحات واسعة في شمالي وغربي العراق قبل أن يضمها إلى أراض استولى عليها في شمال شرق سوريا، تحت لواء "الخلافة"، فيما تخوض قوات كردية عراقية إلى جانب قوات من الأمن العراقي، مدعومين جوًا من تحالف دولي تقوده الولاياتالمتحدة، وتشغل الأردن عضويته، عمليات عسكرية لوقف تقدم التنظيم.