قال موقع "المونيتور"، الأمريكي، إن الهجمات الإرهابية الأخيرة في سيناء كشفت مدى التعثر والصعوبات التي يواجهها الجيش المصري في التصدي لتنظيم "ولاية سيناء" الإرهابية، رغم ما تعلنه السلطات من إنجازات كبيرة في حربها ضد التنظيم وقربه من القضاء عليه. وأضافت: "هذه الهجمات المنظمة والنوعية طالت 10مقرات وارتكازات عسكرية بثلاث مدن مختلفة في نفس التوقيت من بينها المقر الأكبر للجيش في سيناء الذي يعرف بكتيبة 101في العريش، حيث خلفت أكثر من 35قتيلاً عسكريًا مع إصابة 70آخرين، ما أدى إلى تفجر أزمة ثقة وغضب لدى الشعب المصري، في ظل خطاب قادة الجيش بتأكيد السيطرة على سيناء والتقدم في القضاء على الإرهاب". وتابعت: "لقد واجهت السلطات المصرية الغضب الشعبي، بسلسلة من الاتهامات لقوات عسكرية خارجية دخلت سيناء لتنفيذ هذه الضربات المنظمة والاحترافية للوقيعة في مصر، مطالبة الشعب بالوقوف معها في حربها ضد العالم المتربص بالبلاد إن صح التعبير". ونقلت في هذا الإطار عن اللواء أحمد رجائي عطية، مؤسس قوات 777 الخاصة بالجيش المصري في مقابلة مع فضائية "دريم"، "إن من نفذ العمليات الشرسة الأخيرة، قوات عسكرية قادمة من حماس وأفغانستان وباكستان وليبيا والعراق وسوريا، بقيادة وتخطيط الغرب والمخابرات الأمريكية"، نافيًا أن تكون "عمليات إرهابية". فيما علق أحد الباحثين في شؤون سيناء والجماعات المسلحة، والذي قالت المجلة إنه رفض الكشف عن هويته قائلاً: "أرى من خلال ذلك عبث ومحاولة للخروج من المأزق أمام الشعب المصري عن التقصير والفشل في الحملات العسكرية التي تبث أخبارًا وهمية عن التقدم في الحرب على الإرهاب بسيناء في ظل ظلم مستمر للمدنيين". وعن العمليات الإرهابية الأخيرة، قال الباحث: "هذه الهجمات تسمى لدى التنظيمات الجهادية صولة أو غزوة، حيث يتم التجهيز لها قبل أشهر لوضع الخطط والتدريب على التنفيذ، وذلك على عدة مراحل". وأضاف "تتمثل المرحلة الأولى في اختيار المكان المراد الهجوم عليه، بينما تبدأ المرحلة الثانية في رصد المعلومات والمراقبة والتصوير، فيما تختار المرحلة الثالثة نقاط الضعف ووضع تكتيكات التنفيذ من حيث نوعية الأسلحة المستخدمة واللوجستيات المطلوبة للتنفيذ". ورأت المجلة أن "من أبرز المفاجآت الصادمة لقوات الجيش هو الهجوم على الكتيبة 101في العريش، التي تعد أكبر مقر عسكري بسيناء، إذ يقع في مربع تأمين بالغ التعقيد والتحصين. لكن الباحث لم ير في ذلك مفاجأة إذ قال: "لدى التنظيمات الجهادية قاعدة، والمستبعد الهجوم عليه هو الأسهل في التنفيذ". وتابع" بالنسبة للهجوم على 10مقرات وارتكازات في نفس التوقيت فكان الهدف هو التشتيت بالأسلحة الرشاشة والهاون للتغطية على العملية الأساسية وهي الهجوم على الكتيبة التي تعد معقل العمليات العسكرية في سيناء". وعن كيفية اختراق تنظيم "أنصار بيت المقدس بسيناء مقر الكتيبة 101، قال أحد المنشقين عن الجماعات السلفية الجهادية إن "الأماكن شديدة الحراسة، ولا يمكن استهدافها عن طريق الاشتباكات المباشرة، فيكون اللجوء إلى خيار السيارات المفخخة بقيادة انتحاري، وإذا كان المقر المستهدف شديد التحصين مثل كتيبة 101فيتم الهجوم بأكثر من سيارة انتحارية في اتجاهات مختلفة". وأضاف: "تختلف الخطط وأماكن الاستهداف بالمفخخات وفقا للمعلومات الميدانية المرصودة بمرحلة التخطيط، ففي الكتيبة 101المحاطة بحراسات شديدة وصدادات وأكوام رملية على الطرق المحيطة كانت خطة الاستهداف بثلاث سيارات مفخخة، الأولى والثانية في مسارين مختلفين أمام مقر الكتيبة، بهدف التفجير لإرباك القوات وقتل عناصر التأمين لتسهيل مهمة دخول الهدف الأكبر وهي سيارة الصهريج المحملة بعشرة أطنان من المتفجرات والتي نجحت في اقتحام إحدى بوابات الكتيبة والانفجار داخله، محدثة خسائر خيالية، لذا من الصعب التصدي لموجة انفجار عشرة أطنان من المواد الشديدة التفجير، ومن المستحيل التصدي لبركان ملتهب". وطرحت "المونيتور" تساؤلاً عن كيفية وصول أول سيارتين أمام مقر الكتيبة في حين يشاع بين الأهالي استحالة تحليق الطيور بالقرب من هذه الكتلة العسكرية، كتعبير بينهم عن صعوبة الاقتراب، تفاديًا لإطلاق النار الكثيف من الحراسات إذا ضل مواطن طريقه".
وفي رده على هذا السؤال، قال الجهادي المنشق، إن "عمليات كهذه تدرس جيدًا بعقلية شديدة الذكاء، بحسب المعلومات المتاحة في عملية الرصد، وعند اختيار نوعية السيارة المستخدمة في التفخيخ وتوقيت التنفيذ يكون بحسب الخوارزميات التي تم رصدها". وتابع: "خلال عملية استهداف الكتيبة، كانت أول سيارتين من نوع ميكروباص، وبتحليل هذه النقطة مرجح أن يكون السبب ناتجاً من رصد تحركات أمنية بالقرب من الكتيبة لميكروباص تابع لمديرية أمن شمال سيناء الواقع في المربع الأمني ذاته للكتيبة أو ميكروباص خاص بجهاز المخابرات". وأردف "يتوقع أن تكون السيارات بلوحات رقمية مشابهة للتي يستخدمها الأمن، إضافة إلى التدريب على اختراق الحواجز بسرعة عالية والتفجير عند أقرب ساتر ترابي ملاصق للمنطقة كما حدث". وعن اختيار توقيت تنفيذ الهجمات، قال: "هناك دلالات عديدة لاختيار الدقائق الأولى من بدء سريان حظر التجوال في السابعة مساء، الدلالة الأولى هي استرخاء قوات التأمين في هذا التوقيت، بينما الدلالة الثانية بدء حلول الظلام وسهولة التحرك، والثالثة اللعب على عواطف الشعب في الفيديوهات المصورة بأنهم اختاروا توقيتاً لايتحرك فيه الميدانيون، مراعاتهم لحرمة دمائهم، بعكس ما يفعله الجيش المصري الذي يصيب الكثير من المدنيين العزل، بينما تقول الحقيقة إن استخدام عشرة أطنان من المتفجرات في محيط منطقة سكنية يعني كارثة تؤذي المئات في محيط كيلو مترات من منطقة الاستهداف".