وصف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، مشهد إحراق الطيار الأردني الأسير لدى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام معاذ الكساسبة حتى الموت، بأنه نهج متطرف وغريب على الأمة الإسلامية، مؤكدا أن الإسلام من جرائم داعش براء وهم يقومون بإحياء سنة كنسية كانت في القرون الوسطى ضد المخالفين ولتنصير الأندلسيين، وكل ذلك مدان، ومحرّم في ديننا الحنيف. وأدان الاتحاد فى بيان له، قتل تنظيم داعش الطيار الأردني الأسير معاذ الكساسبة بالإحراق حتى الموت، واصفا إياه بالإجرامي والمخالف للشرع الحنيف، وللسنة النبوية الصحيحة، ولعمل المسلمين خلال القرون، وأنه لم يراع أصول الشرع ولا قواعد اجتهاد فقهي سليم ولا غيرها من ضوابط إصدار الفتوى أو الحكم الشرعي.
وأكد الاتحاد أن هذا التنظيم المتطرف، لا يعبر عن الإسلام في شيء، وإنما تسيء تصرفاته للإسلام دائماً، مما يؤكد تورطه في مؤامرات ممتدة شرقاً وغرباً تهدف للإساءة إلى الإسلام وأهله. وأشار الاتحاد إلى أن إحراق الطيار معاذ الكساسبة، لا يبرره كونه محارباً لهم، حيث إن له حقوق الأسير وفق الشرع والقوانين والأعراف، إضافة إلى تجاهلهم لقواعد الاجتهاد وفقه المآلات، وإلى أحاديث نبوية شريفة صحيحة (إنما يعذب بالنار رب النار) وفي حديث آخر (وأن النار لا يعذب بها إلا الله) والعديد من الأحاديث وآراء الأئمة والفقهاء والمجتهدين عبر العصور، وضرورة عرض مثل هذه الأمور على علماء الأمة للنظر فيها في ضوء معطيات العصر واختلاف المواقف والأزمنة عن فتاوى قد تكون صدرت في عصور معينة ولأسباب معينة وبضوابط أو قيود معينة، إلى غير ذلك من قواعد الاجتهاد والاستنباط وفق المعايير الشرعية.
ودعا الاتحاد علماء الأمة الإسلامية إلى الوقوف وقفة جادة في وجه هذا الفكر المتطرف والمتشدد والمنحرف، وتبيان الحق للناس، وكشف هذا الشذوذ الفكري والمنهجي، والتصدي لمثل هذه التنظيمات التي تشوه وتسيء للدين الإسلامي وصورته أمام العالم أجمع.