الزميل الاعلامى سمير حسن مراسل الجزيرة فى سراييفو ، هو صديق عزيز تزاملنا معا فى البوسنة والهرسك ، وكنا نقوم انا وهو والزميل اسعد طه بتغطية احداث البوسنة والهرسك لمعظم وسائل الاعلام المصرية والعربية ، سميرحسن جاء ضيفا على مكتب الجزيرة بالقاهرة واستمر لمدة شهرين بعد الثورة مباشرة ، ليقوم بتغطية الاحداث والفاعليات والمليونيات التى حدثت فى تلك الفترة ، وفى احدى رسائله وهو يغطى احدى المليونيات اختتمها بقوله " الشعب المصرى يوجه رسالة الى الرئيس القادم بأن الخمسة وثمانين مليون مصرى سجلوا تليفونات بعضهم البعض "وهى رنة " ويمتلئ الميدان عن آخره . واقول لعصام شرف رئيس الوزراء ، ماذا حدث وأين الوعود والعهود ؟ الم يكن ميدان التحرير شاهدا على مراسم توليك رئاسة وزراء مصر ، وكثرت الوعود ياسيادة رئيس الوزراء ، ونشعر من سيادتكم ان كل من تقومون بتعيينه هو من الفلول ، او من اذناب النظام البائد الا مارحم ربى ، ومن ابرزهم نبيل العربى وزير الخارجية ، والذى استطاع فى غضون اقل من شهر ، ان يعيد لمصر اقليميا ودوليا جزء كبير من هيبتها ، ولكن ابى من يوجد فى كواليس رئاسة وزارتكم ان يبقى مثل هؤلاء الابطال فى اماكنهم ، حتى لايتغير وجه مصر ، وتعود لريادة العرب وافريقيا والشرق الاوسط والمسلمين ، فتم وضعه فى ثلاجة جامعة الدول العربية ، مثلما حدث من قبل مع عمرو موسى . وللاسف مازال اذناب النظام البائد يعيثون فسادا فى كل مؤسسات الدولة ، واركانها وكأن الثورة فقط فى ميدان التحرير ، ولم تصل الى مسامعهم ، او الى مسامع السيد رئيس الوزراء ، ياسيادة رئيس الوزراء الا تعرف ان هناك رؤساء شركات وهيئات من فلول النظام البائد ، كانوا ينتظرون المحاكمة بعد الثورة ، وبمرور الوقت احسوا بشرعيتهم ، وراحوا يعيثون فسادا ورشوة ومحسوبية فى مؤسساتهم ، وكأن النظام السابق موجود ، وهناك من يحميهم من شياطين الأنس ، قابلنى شاب يقوم بايجار احدى المحلات بمترو الانفاق وراح يروى لى قصصا تحدث من الفساد معه شخصيا ، وكيف تتم المحاباة لشركات محمول كبيرة يتم الايجار لها مجانا تقريبا ، فى حين تتم معاملة الشباب الطموح اسوأ معاملة . واليك المفاجأة الكبرى ياسيادة رئيس الوزراء ، فقد اصدرتم قرار بحل المجالس المحلية وصدقتم على حكم المحكمة ، ولكن للاسف اعضاء المجالس المحلية فى بعض الاحياء يقومون بالمداومة على الذهاب يوميا الى المجلس المحلى ، ويقومون بتخليص المصالح ، بمعرفة رئيس الحى ، يحدث هذا حتى كتابة هذه السطور فى حى الساحل وغيره من الاحياء ، لماذا لم تصدر قرارا بتعيين لجان شعبية مؤقتة من كافة الاحزاب وشباب الثورة لادارة المجالس المحلية لحين اجراء الانتخابات ؟ لاأحد يعرف السبب ، لماذا يتم التغاضى على استمرار الفاسدين لاأحد يعلم . ضباط الشرطة الفاسدين والذين قاموا بضربنا بالقنابل المسيلة للدموع الفاسدة فى شبرا عقب صلاة الجمعة من قسم الساحل ، مازالوا يعيثون فسادا وتم نقل بعضهم الى اماكن أخرى ، ومنذ اسابيع عادوا الى وظيفتهم بالمباحث ، فى اقسام اخرى بالمنطقة الشمالية ، فى اقسام بولاق والازبكية ، ومن ظل فى قسم الساحل او فى مباحث الشمال يعيث فسادا ، واحدهم قتل مواطنا بالرصاص منذ عدة اسابيع ، ويستعين بالبلطجية ، ويقوم بضرب المساجين واهانتهم فى قسم الساحل ، سيارة السفارة الامريكية ظلت رابضة أمام قسم الساحل لعدة شهور ، ومنذ شهرين اختفت ، ظن الجميع انه سيتم تطهير الاقسام من الضباط المجرمين ، ولكن مايحدث زاد عن الحد ، وماحدث فى مباراة الاهلى مؤخرا أكبر دليل على مانقول . ياسيادة رئيس الوزراء نريد تطهير حقيقى فى كل مؤسسات وقطاعات الدولة ، وليتأكد الفلول واعوانهم وأمريكا ، والنظام البائد ، ان عجلة التاريخ فى مصر لن تعود أبدا الى الوراء ، وهى رنة ويتجمع المصريون للدفاع عن مكتسبات ثورتهم الفتية ، الواعدة ، والتى لن تكون ابدا ذكرى ، ولكنها ستصبح عبرة لكل من يعتبر ، وان المصريين ، سيعودون للميدان من جديد فى حال لم تتحقق طموحاتهم ، اختتم كلامى لمقولة للحجاج وهو يصف مصر وأهلها " قال الحجاج بن يوسف الثقفى عن المصريين فى وصيته لطارق بن عمرو حين صنف العرب فقال عن المصريين : لو ولاك امير المؤمنين أمر مصر ، فعليك بالعدل , فهم قتله الظلمة , وهادمى الامم وما اتى عليهم قادم بخير إلا التقموه , كما تلتقم الام رضيعها ، وما اتى عليهم قادم بشر , إلا أكلوة كما تأكل النار اجف الحطب ، وهم اهل قوة وصبر وجلدة وحمل . و لايغرنك صبرهم , ولا تستضعف قوتهم , فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه , وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه ، فأتقى غضبهم , ولا تشعل نارا , لا يطفئها إلا خالقهم فأنتصر بهم , فهم خير اجناد الارض . وأتقى فيهم ثلاثاً : 1- نسائهم فلا تقربهم بسوء وإلا اكلوك كما تأكل الاسود فرائسها . 2- ارضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم . 3- دينهم وإلا احرقوا عليك دنياك وهم صخرة فى جبل كبرياء الله , تتحطم عليها احلام اعدائهم وأعداء الاسلام