قال العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، في تعقيبه على مقتل الطيار، معاذ الكساسبة، حرقا على يد تنظيم "داعش"، "تلقينا بكل حزن وغضب، نبأ استشهاد الطيار البطل معاذ الكساسبة رحمة الله عليه، على يد تنظيم داعش الإرهابي الجبان.. تلك الزمرة المجرمة الضالة التي لا تمت لديننا الحنيف بأية صلة". ودعا الملك عبد الله، الأردنيين في كلمة متلفزة مقتضبة استمرت دقيقتين، إلى "الوقوف صفا واحدا في مواجهة الشدائد التي لن تزيدنا إلا قوة". وأضاف: "نقف اليوم مع أسرة الشهيد البطل معاذ ومع شعبنا وقواتنا المسلحة في هذا المصاب الذي هو مصاب الأردنيين والأردنيات جميعا". ومضى قائلا: "في هذه اللحظات الصعبة، من واجب جميع أبناء وبنات الوطن، الوقوف صفا واحدا، وإظهار معدن الشعب الأردني الأصيل في مواجهة الشدائد والمحن، والتي لن تزيدنا إلا قوة وتلاحما ومناعة". وكان التلفزيون الأردني، ذكر في وقت سابق أن الملك عبد الله الثاني قطع زيارته للولايات المتحدة بعد "استشهاد الطيار البطل"، إلا أنه لم يتضح على الفور ما إذا كانت الكلمة سجلت قبل قطع الزيارة أم بعدها، وما إذا كان وصل إلى الأردن أم لا. وفي وقت سابق، قال الناطق باسم الجيش الأردني، العقيد ممدوح العامري: "أبتْ هذهِ العصابةْ المجرمةْ إلا أنْ تضعَ نهايةً مأساويةً لحياتهِ، نهايةً ترفُضُهَا كلِ الأديانْ والشرائعِ السماويةْ، لتعلن اليوم نبأ اغتيالِ طيارَنا الباسلْ، يوم الثالث 3-1-2015 أي قبل شهر من اليوم ليختارهُ الله، شهيداً إلى جواره في علييّن". ومضى قائلا، في بيان بثه التلفزيون الأردني، إن "القوات المسلحة إذ تنعى الشهيد البطل، لتؤكد أن دم الشهيد الطاهر لن يذهب هدرا، وأن قصاصها من طواغيت الأرض (يقصد عناصر داعش) الذين اغتالوا الشهيد معاذ ومن يشد على أيديهم سيكون انتقاما بحجم مصيبة الأردنيين جميعا". ولم يوضح العامري كيف تعتزم المملكة، التي تشارك في التحالف الغربي - العربي، بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد "داعش"، على قتل الكساسبة حرقا. كما توعد المتحدث باسم الحكومة، محمد المومني، "داعش" بأن "الرد سيكون مزلزلا". وتوجه المومني، في تصريحات للتلفزيون الأردني، إلى عناصر التنظيم قائلا "سيرون كيف سيتحد الأردنيون خلف هذا الحدث الجلل والشهيد الطيار البطل، وسترون ردة فعل الشعب الأردني والعشائر الأردنية". وأظهر تسجيل مصور منسوب لتنظيم "داعش" قتل الطيار الأردني، معاذ الكساسبة (27 عاما متزوج منذ 6 أشهر)، حرقاً. ويسيطر "داعش" على مساحات واسعة في شمالي وغربي العراق قبل أن يضمها إلى أراض استولى عليها في شمال شرق سوريا، تحت لواء "الخلافة"، فيما تخوض قوات كردية عراقية إلى جانب قوات من الأمن العراقي، مدعومين جوًا من تحالف دولي تقوده الولاياتالمتحدة، عمليات عسكرية لوقف تقدم التنظيم. وأعلن تنظيم داعش في 24 ديسمبر/كانون الأول الماضي أسر الكساسبة بعد إسقاط طائرته، قرب مدينة الرقة السورية، ونشر موالون للتنظيم صورا له على مواقع التواصل الاجتماعي.