قال الناطق باسم الجيش الأردني، العقيد ممدوح العامري، ردًا على قتل تنظيم «داعش» الطيار الأردني حرقًا: "أبتْ هذهِ العصابةْ المجرمةْ إلا أنْ تضعَ نهايةً مأساويةً لحياتهِ، نهايةً ترفُضُهَا كلِ الأديانْ والشرائعِ السماويةْ، لتعلن اليوم نبأ اغتيالِ طيارَنا الباسلْ، يوم الثالث 3-1-2015 أي قبل شهر من اليوم ليختارهُ الله، شهيداً إلى جواره في علييّن". ومضى قائلا، في بيان بثه التلفزيون الأردني، إن "القوات المسلحة إذ تنعى الشهيد البطل لتؤكد أن دم الشهيد الطاهر لن يذهب هدرا، وأن قصاصها من طواغيت الأرض (يقصد عناصر داعش) الذين اغتالوا الشهيد معاذ ومن يشد على أيديهم سيكون انتقاما بحجم مصيبة الأردنيين جميعا". ولم يوضح العامري كيف تعتزم المملكة، التي تشارك في التحالف الغربي - العربي، بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد "داعش"، على قتل الكساسبة حرقا. هو الآخر توعد المتحدث باسم الحكومة، محمد المومني، "داعش" بأن "الرد سيكون مزلزلا"، وتوجه، قائلا "سيرون كيف سيتحد الأردنيون خلف هذا الحدث الجلل والشهيد الطيار البطل، وسترون ردة فعل الشعب الأردني والعشائر الأردنية". وذكر التلفزيون الأردني أن الملك عبد الله الثاني قطع زيارته للولايات المتحدة بعد "استشهاد الطيار البطل". وأدان وزير الأوقاف الأردني، هايل داوود، قتل الطيار الكساسبة حرقا، بقوله لوكالة الأناضول إن "الحرق لا يجوز في الإسلام، ورب العالمين عاتب نبيا لأنه أحرق قرية من النمل، والرسول محمد صلى الله عليه وسلم قال في حديث شريف "لا يُعذب بالنار إلا رب النار". وتابع الوزير الأردني بقوله إن "ما قام به داعش يؤكد أنهم جماعة ارهابية ولا تستحق إلا أن تباد وتطارد في كل مكان لأنها سبة على الإسلام والمسلمين". وفي واشنطن، صرح الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لصحفيين، بأن تسجيل حرق الكساسبة - إن صح - فهو يظهر "وحشية" تنظيم "داعش. وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، برناديت ميهان، في بيان صادر عن البيت الأبيض: "ندين بشدة أفعال داعش، وندعو إلى إطلاق سراح جميع من تأسرهم"، معربة عن "تضامن" بلادها مع حكومة الأردن والشعب الأردني. وبينما لم يحدد تسجيل "داعش" يوم قتل الكساسبة، ذكر التليفزيون الأردني الرسمي أنه قتل يوم 3 يناير الماضي، دون أن يحدد إلى ماذا استند في ذلك. كانت حسابات لأشخاص يبدو أنهم تابعين ل"داعش" نشرت على موقع التدوينات القصيرة (تويتر) بيانا مدعوما بصور وتسجيل مصور تظهر ما يبدو أنه الكساسبة محاطا بالعشرات من أعضاء "داعش" مدججين بالسلاح، قبل أن يُدخلوه في قفص حديدي، ويشعلوا به النار. وأظهر التسجيل ارتداء الكساسبة، المتزوج من ستة أشهر، زيا برتقاليا، بينما عناصر "داعش" مقنعين يرتدون زيا موحدا. وانتهت الخميس الماضي مهلة حددها "داعش" موعداً نهائياً لإتمام صفقة تبادل المعتقلة العراقية لدى الأردن ساجدة الريشاوي مقابل إطلاق سراح الرهينة الياباني لديه كينجي غوتو والحفاظ على حياة الكساسبة، قبل أن يقدم التنظيم السبت الماضي على ذبح غوتو، بحسب تسجيل مصور. وأعلن "داعش" في 24 ديسمبر الماضي، أسر الكساسبة بعد إسقاط طائرته الحربية التابعة للتحالف الغربي - العربي، بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية، قرب مدينة الرقة السورية. والريشاوي معتقلة لدى السلطات الأردنية ومحكوم عليها بالإعدام بعد أن فشلت في تفجير نفسها يوم 9 نوفمبر 2005، ضمن سلسلة تفجيرات وقعت بثلاثة فنادق بالعاصمة عمان، خلفت عشرات القتلى والجرحى في أحداث عرفت باسم "الأربعاء الأسود".