عام من الإضراب عن الطعام.. وقلب مُتحجر من النظام.. وأسرته تستغيث الناشط محمد صلاح سلطان، نجل الداعية الدكتور صلاح سلطان، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، هذا الشاب الذي يبلغ من العمر 26 عامًا، ويحمل الجنسية الأمريكية، استطاع تحطيم الرقم القياسي في الإضراب عن الطعام داخل السجون المصرية بعد إكمال عام من الإضراب اعتراضاً على حبسه على ذمة القضية المعروفة ب"غرفة عمليات رابعة" والذي بدأ إضرابه 26 يناير من العام الماضي، ليتخطى بذلك الفلسطيني سامر طارق العيساوي، الذي اعتقل بتهمة الانتماء ل "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" من قبل الاحتلال وحكم عليه بالسجن لمدة 30 عامًا، والأسير الفلسطيني هو صاحب أطول إضراب عن الطعام في التاريخ بعد 8 أشهر من الإضراب. وسادت حالة من الحزن والغضب بين النشطاء الشباب بسبب سلطان بعد أن تم تداول صورة له على مواقع التواصل الاجتماعي وهو ينام طريح الفراش ولم يعد يمتلك من شبابه إلى جسم نحيل والدماء تسيل من فمه، وصب النشطاء لعناتهم على النظام الذي وصفوه بأن قلبه تحجر، ولم يتأثر بتدهور حالته الصحية، ولم يخرج مسئول يعلن رفضه أو تضامنه مع جسد لا حول له ولا قوة. وبعد نشر عدد من النشطاء صورة سلطان ويظهر فيها بحالة سيئة تواصل أهله معهم متوسلين إليهم عدم نشر الصور التي تحزن القلب وتزرف الدمع، وقال زيزو عبده القيادي بحركة "6إبريل": "احترامًا لطلب أسرة محمد سلطان وبناء على رغبتهم تم حذف الصورة من موقع التواصل الاجتماعي" فيسبوك" وبالرغم من أنني من مناصري إظهار تلك الحالة المتردية وفضح الجلادين وبالرغم من توضيحي أيضًا أن الصورة حتمًا ستنتشر ولكن كل شيء يتوقف عند رغبة الأهل. وأصدرت أسرة "سلطان" بيانًا قالت فيه: "وصلتنا تقارير عن تردي فظيع في حالة محمد النفسية والجسدية وتأكدت بالصورة المنشورة المتداولة". وتابعت: "تستمر السلطات في الضغط عليه لكسر إضرابه وتعزله عن باقي السجناء ومحاولة إضعاف معنوياته ودفعه للانتحار أننا مفزوعون وممتعضون للغاية من طريقة معاملته وندعو كل الجهات الحقوقية و الولاياتالمتحدة للعمل على إطلاق سراحه فورا، وقد عانى من عدة أزمات قلبية وفقدان متكرر للوعي"، وأشارت أسرة سلطان إلى أنها طالبته بتناول السوائل البسيطة حفاظا على صحته واستجاب لذلك. وألقى القبض على محمد سلطان، من منزله بالقاهرة يوم 27أغسطس 2013 قبل أن يعلن إضرابًا عن الطعام يوم 26 يناير 2014؛ ليصبح بذلك أطول مضرب عن الطعام داخل السجون المصرية. ويحاكم حاليًا بتهمة إنشاء غرفة عمليات بهدف "مواجهة الدولة"، أثناء فض اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في ميدان رابعة العدوية، ورفضت محكمة جنايات القاهرة التي تباشر القضية، أكثر من مرة طلبات مقدمة إليها بالإفراج عنه، جراء تدهور صحته بسبب إضرابه عن الطعام. وسلطان خريج جامعة ولاية أوهايو، بكالوريوس علوم اقتصادية، مدير التطوير المؤسسي في شركة خدمات بترولية سابقًا. وأصيب في ذراعه برصاصة أثناء فض اعتصام رابعة العدوية في 14أغسطس 2013. فيما قال شقيقه عمر سلطان، أن شقيقه تعرض خلال الأسبوعين الماضيين إلى تعذيب بدني، وذلك بعد رفضه العلاج والكشف عليه. وأضاف عمر : "نحن نأمل في ربنا سبحانه وتعالى فقط، ومحمد أكمل عام على إضرابه عن الطعام، نأمل أن يكون اسمه في المفرج عنهم قريبًا". وتابع "لو كان أسيرًا عند الأعداء كانوا أفرجوا عنه بعد إضرابه عن الطعام لمدة عام، لا يعامل حتى كأسير حرب".