قالت "مريم بلاديا"، مسؤولة الإعلام بوزارة الصحة في غينيا كوناكري، أنّ السلطات الغينية ملتزمة ب "التغلّب على إيبولا في غضون 60 يوما"، بحلول 18 مارس/ آذار المقبل، مشيرة إلى أنّ "هذا الهدف الوطني قابل للتحقيق"، رغم التحفّظات التي يبديها سكان بعض مناطق البلاد حيال الانخراط في خطّة الإنقاذ الوطني التي وضعتها الوزارة. "هناك ما يدعو للأمل ويجعل هذا الهدف قابلا للتحقيق"، تتابع مسؤولة الصحة الغينية في تصريحات للاناضول، فرغم التردّد الذي يبديه البعض من السكّان، إلاّ أنّ الأمل بتجاوز هذه المحنة يظلّ موجودا. فمثلا في مقاطعة "كوياه" الواقعة على بعد 50 كم من العاصمة الغينية كوناكري، حيث سرت مخاوف من انتشار الفيروس بسبب عزوف الناس عن الاستجابة للحملات التوعوية، تعافى 8 أشخاص مصابين بالوباء، ممّن كانوا يتلقّون الرعاية في إحدى مراكز العلاج، للفيروس، وعادوا إلى أسرهم، مؤكّدة وجود 3 مرضى فقط في مركز "دونكا" بكوناكري. "الوباء في انخفاض واضح"، تشير "بالديا"، رغم أنّ العزوف مستمرّ "خصوصا في مناطق غينيا السفلى وغينيا الغابية، أين يبدي السكان رفضا للتوعية"، إلاّ أن ذلك لا ينفي وجود أنباء طيّبة واردة من منطقة "غاكيدو"، حيث لم يسجّل وجود أكثر من حالة واحدة مصابة بالحمى النزفية منذ 3 أيام". وأضافت "أمّا في منطقة "فارانا" بغينيا العليا، فقد "لاحظنا أيضا في وقت سابق وجود عزوف من قبل السكّان بخصوص الاستجابة لحملاتنا التوعوية، لكن، ومع مرور الوقت، بدأ سكان هذه المنطقة يدركون خطر عدم التفاعل وملازمة السلبية إزاء هذا المرض القاتل، بيد أنّ الأمل يظلّ موجودا لأنّ النتائج بشكل عام تعتبر مقبولة حتى الآن". الحملة أطلقت رسميا، السبت الماضي، تحت شعار "صفر إيبولا في غضون 60 يوما"، أي في ال18 من مارس المقبل، وقد مثّل ظهورها ترجمة للخطّ التوجيهي الذي تتبنّاه الحكومة الغينية لوضع حدّ لمأساة وطنية وإقليمية، كانت السبب في إعلان حالة الطوارئ الصحية على الصعيد العالمي. ولتجسيد هدف القضاء نهائيا على "إيبولا" واجتثاثه من المناطق الغينية، ارتأت "التنسيقية الوطنية لمكافحة فيروس إيبولا" (حكومية) استهداف السكّان مباشرة. توجّه عقّب عليه المنسّق الوطني، "ساكوبا كايتا" قائلا، في تصريح للأناضول "في البداية، لم تأخذ استراتيجيتنا في الاعتبار بعض الجوانب، بما أنّنا لم نضع السكّان ضمن محور نشاطنا، فعلى مستوى وزارة الصحة، كنا نعتقد أنّ الأخيرة هي الوحيدة القادرة على إستنباط حلول لهذه المعضلة، غير أنّنا أدركنا، أخيرا، أنّ القضاء على إيبولا يتطلّب تظافر جميع الجهود". وأودى فيروس "إيبولا" المنتشر في غرب إفريقيا منذ نحو العام، بحياة 8 آلاف و795 شخص 8795 في الدول الثلاث الأكثر تضررا في هذه المنطقة من القارة الإفريقية (غينيا وسيراليون وليبيريا)، وفقا لأحدث تقارير منظمة الصحة العالمية، الصادر في 25 يناير/ كانون الثاني الجاري. أمّا في غينيا، فقد سجّلت ألف و910 حالة وفاة جرّاء الوباء، من جملة ألفين و917 إصابة مؤكّدة، فيما ارتفع عدد ضحايا المرض في سيراليون إلى 3 آلاف و199 من أصل 10 آلاف و518 حالة إصابة. وفي ليبيريا، لقي 3 آلاف و686 شخص مصرعم جرّاء إصابتهم ب "إيبولا"، من أصل 8 آلاف و622 إصابة مؤكّدة به، وفقا للمصدر نفسه.
و"إيبولا" هو من الفيروسات القاتلة، حيث تصل نسبة الوفيات المحتملة من بين المصابين به إلى 90%؛ جراء نزيف الدم المتواصل من جميع فتحات الجسم، خلال الفترة الأولى من العدوى بالفيروس. وهو أيضا وباء معدٍ ينتقل عبر الاتصال المباشر مع المصابين من البشر، أو الحيوانات عن طريق الدم، أو سوائل الجسم، وإفرازاته، الأمر الذي يتطلب ضرورة عزل المرضى.