التقى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، اليوم الأحد، الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان، وقادة المعارضة، كل على حدة، لبحث الوضع الأمني المتدهور، والانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال كيري للصحفيين بعد فترة وجيزة من لقائه مع قادة حزب "المؤتمر التقدمي" المعارض في العاصمة التجارية لاغوس: "العالم ينظر إلى نيجيريا باعتبارها أكبر ديمقراطية في القارة (الأفريقية). وهذا أمر هام". ووصل كيري في زيارة (غير محددة المدة) إلى نيجيريا اليوم، برفقة مساعد وزيرة الخارجية للشؤون الأفريقية ليندا توماس غرينفيلد، والممثل الخاص للشؤون التجارية سكوت ناثان، ونائب رئيس هيئة الأركان جون فاينر، ونائبة المتحدثة باسم الخارجية ماري هرف، ومساعد رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي الأميرال كورت تيد، بحسب ما أعلنته الخارجية الأمريكية في بيان على موقعها الإلكتروني. وحضر اجتماع المعارضة مع كيري، كل من محمد بوهاري مرشح حزب "المؤتمر التقدمي" والمنافس الرئيسي لجوناثان في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ورئيس الحزب جون أويغون، والحاكم القوي السابق لولاية لاغوس بولا تينوبو، إلى جانب قادة بارزين آخرين. وفي وقت لاحق، التقى كيري الرئيس جوناثان، أيضا وراء الأبواب المغلقة في لاغوس. وقال كيري إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما طلب منه أن يبلغ الشخصيات السياسية النيجيرية أن أمريكا "مستعدة للمشاركة، ودعم نيجيريا، ولكن يجب أن تكون العملية الديمقراطية ذات مصداقية". من جانبه، أعرب الرئيس جوناثان عن التزامه بإجراء انتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية، وقال في بيان صادر عن قصر الرئاسة: "لقد أوضحت تماما أن تسليم السلطة في التاسع والعشرين من مايو/ آيار المقبل هو أمر مقدس". وتعهد جوناثان بأن تعمل حكومته على توفير كل الموارد المطلوبة من جانب اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات لضمان أن تجرى الانتخابات بسلاسة. وكان سامبو دسوقي مستشار الأمن القومي للرئيس، أثار جدلا الأسبوع الماضي بعد أن قال لمستمعيه في معهد "تشاتام هاوس" البحثي في لندن، إنه طلب من اللجنة الانتخابية تأجيل الانتخابات. وهو الاقتراح، الذي رفضته المعارضة النيجيرية على الفور باعتباره "غير حكيم" و"مؤامرة" من قبل الحزب الحاكم والحكومة للتشبث بالسلطة. كما تصدر الوضع الأمني المتدهور في البلاد مباحثات كيري مع الرئيس النيجيري، حيث أكد الأخير التزام بلاده بتشكيل القوة العسكرية المشتركة متعددة الجنسيات لقتال "بوكو حرام" بمشاركة الكاميرون وتشاد والنيجر وبنين. وتابع: "في الواقع دعوت بشكل علني لمثل هذا النهج الإقليمي خلال قمة القادة الأفارقة في باريس التي عقدت في مايو/ آيار 2014، ومؤخرا في اجتماعات متعددة الأطراف". واعتبر الزعيم النيجيري أن "الفوز في معركة بوكو حرام في نيجيريا وغرب أفريقيا ضروري للغاية لصد تيار التطرف الديني في جميع أنحاء العالم". وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة لديها الخبرة الأكبر في مكافحة حركات التمرد المسلحة. ومضى قائلا: "لهذا السبب أعتقد اعتقادا راسخا أن تعزيز وتوسيع قنوات التعاون المختلفة بين البلدين، في سياق التنسيق الدولي المتزايد، ذات أهمية قصوى". يأتي ذلك بعد أن شن مسلحون من جماعة "بوكو حرام" فجر اليوم الأحد، على قرية "نجيمتيلو"، التي تقع إلى الغرب من مايدوغوري، واشتبكوا مع قوات الأمن التي حاولت صد الهجوم. ومن المقرر أن تشهد نيجيريا في 14 فبراير/ شباط المقبل انتخابات رئاسية يتوقع أن تشهد تنافسا شديدا بين حزبي "الشعب الديمقراطي" الحاكم، و"المؤتمر التقدمي" المعارض. ومنذ مايو/ آيار من العام الماضي، أعلنت الحكومة النيجيرية حالة الطوارئ في ولايات "بورنو"، و"يوبي"، و"أداماوا" في شمال شرقي البلاد، بهدف الحد من خطر "بوكو حرام". وخلال الأشهر الأخيرة، سيطرت جماعة "بوكو حرام" على العديد من البلدات والقرى في الولايات الواقعة في شمال شرق البلاد، معلنة إياها جزءا من "الخلافة الإسلامية". وقتل وجرح آلاف النيجيريين منذ بدأت "بوكو حرام" حملتها العنيفة في عام 2009 بعد وفاة زعيمها محمد يوسف، أثناء احتجازه لدى الشرطة. ويلقى باللائمة على الجماعة في تدمير البنية التحتية ومرافق عامة وخاصة، إلى جانب تشريد 6 ملايين نيجيري على الأقل منذ ذلك التاريخ. وبلغة قبائل "الهوسا" المنتشرة في شمالي نيجيريا، تعني "بوكو حرام"، "التعليم الغربي حرام"، وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست في يناير/ كانون الثاني 2002، على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية.