يصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، إلى نيجيريا اليوم، قبل أسابيع من انتخابات ستشهد منافسة حامية في هذا البلد الكبير في إفريقيا الذي يشهد هجمات لإسلاميي جماعة "بوكو حرام". وأعلن كيري، عن هذه الزيارة خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في "دافوس" بسويسرا، في خطاب دعا فيه الأسرة الدولية إلى مكافحة الإرهاب والجماعات الاسلامية مثل "بوكو حرام" التي ترتكب تجاوزات وتهاجم مناطق في شمال شرق نيجيريا. لكن زيارته إلى البلد الذي يضم أكبر عدد من السكان في إفريقيا وأول اقتصاد في القارة، لن تخصص فقط لمكافحة المتمردين التي أثارت قيادة السلطات النيجيرية لها توترًا بين واشنطن وأبوجا. وسيبحث كيري، أيضا، في الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي ستجرى في 14 فبراير وستشهد على ما يبدو منافسة حامية. وأصرت الولاياتالمتحدة، على إجراء الانتخابات في الموعد المحدد لها على الرغم من العنف الذين يمارسه المتمردون الإسلاميون في شمال شرق البلاد النائي والذي يمكن أن يمنع مئات الآلاف من الناخبين من المشاركة في الاقتراع. دعا المستشار في مجلس الأمن القومي النيجيري سامبو داسوكي، خلال الأسبوع الجاري، إلى تأجيل الانتخابات، موضحًا أن نحو ثلاثين مليون بطاقة انتخابية لم توزع بعد، لكن اللجنة الانتخابية أبقت على الموعد. وسيلتقي كيري، الرئيس غودلاك جوناثان المرشح لولاية ثانية من أربع سنوات، وخصمه القائد العسكري السابق محمد بخاري في العاصمة الاقتصادية للبلاد لاغوس. وقال محللون، إن بخاري وحزبه المؤتمر التقدمي يتمتعان بفرصة حقيقية لإزاحة حزب الشعب الديموقراطي الحاكم من السلطة للمرة الأولى منذ إحلال الديموقراطية في 1999. واختار حزب الشعب الديموقراطي، أن يخوض حملة مركزة جدًا ضد بخاري الذي اضطر للرد على اتهامات تتعلق بصلاحية ترشحه ووضعه الصحي ومعتقداته، على الرغم من دعوات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إلى التركيز على الرهانات السياسية والاجتماعية في الحملة. كانت مجموعة الأزمات الدولية، أشارت في نوفمبر 2014 إلى المناخ السياسي الذي يزداد عنفا في نيجيريا. وما زالت ذكرى أعمال العنف التي تلت الانتخابات في 2011 حية، وقد تسببت بمقتل أكثر من ألف شخص حينذاك. ووقع الجنوبي المسيحي غودلاك جوناثان، والشمالي المسلم محمد بخاري، و12 مرشحًا آخرين للانتخابات الرئاسية ميثاقًا لتجنب العنف، لكن جرت اشتباكات وحوادث متفرقة. ففي مدينة بور هاركور (جنوب) النفطية، هاجم مسلحون موقعًا كان يفترض أن يعقد فيه تجمع انتخابي لكن لم يسقط ضحايا. وانتقد المؤتمر التقدمي على حزب الشعب الديموقراطي، شنه هجمات عنيفة على أنصاره ومكاتب منذ بداية الحملة. ووجه قائد الشرطة النيجيرية سليمان أبا، إنذارًا إلى السياسيين في اوج الحملة، وقال "ما يبدو مثيرًا للقلق أن بعض الأحزاب السياسية وظفت لصوصا وسوقيين للإخلال بحملات خصومهم ووقفها. وتأتي زيارة كيري، بينما تشهد العلاقات بين الولاياتالمتحدةونيجيريا توترا منذ نهاية 2014. وعبر سفير نيجيريا في واشنطن عن استيائه الشديد من رفض الولاياتالمتحدة بيع بلاده أسلحة لتوجيه ضربة قاضية إلى إرهابيي "بوكو حرام". وردت واشنطن، على هذه التصريحات بالتعبير عن قلقها بشأن حماية المدنيين خلال عمليات عسكرية للجيش النيجيري المتهم بارتكاب تجاوزات ضد السكان. إلا أن الولاياتالمتحدة تبقى حليفة لنيجيريا، وأرسلت إليها العام الماضي مستشارين عسكريين ومدنيين لمحاولة العثور على مئتي فتاة قامت جماعة "بوكو حرام" بخطفهن في شيبوك (شمال شرق) بدون تحقيق أي نجاح حتى الآن.