كشف تقرير لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، التابعة للأمم المتحدة أن مرض فقر الدم "الأنيميا" أصبح المرض الأكثر انتشارًا في مصر بسبب المشاكل الاقتصادية والاجتماعية المعقدة وسوء التغذية والالتهابات التي تسببها أحيانًا الطفيليات . وقالت جليلة مختار أستاذة طب أطفال البارزة بجامعة عين شمس بالقاهرة، إن معظم حالات فقر الدم تظهر بين الأطفال في الأحياء الفقيرة وفي مناطق العشوائيات. وأضافت : "أن فقر الدم الناتج عن نقص الحديد يصيب أعدادًا متزايدة من الناس، وأن الحمية الغذائية للفقراء تكاد تفتقر للحم أو الخضروات بالإضافة إلى أنهم أكثر عرضة لأضرار التلوث الذي قد يتسبب في إضعاف نظام المناعة" فيما أشارت عزة جوهر، رئيسة المعهد القومي للتغذية التابع للحكومة إلى أنه "بلغ معدل فقر الدم الناتج عن نقص الحديد لدى الأطفال في مصر في العام الماضي 46 % وهذا العام زاد المعدل بنسبة 5 %. هذا يعني أن نسبة فقر الدم لدى الأطفال في مصر أصبحت تبلغ 51 %. نحن بحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة والتخطيط لتنفيذ برامج للتصدي لهذا الوضع، وإلا سوف تستمر معدلات فقر الدم في الارتفاع". ولفت التقرير إلى أن المسح الصحي الديموجرافي الذي أُجري في مصر عام 2005 قد توصل إلى أن ربع المراهقين الذكور وثلث المراهقات الإناث في مصر يعانون من فقر الدم، حسب منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف). وتحدث التقرير عن رعاية المعهد القومي للتغذية، بالتعاون مع اليونيسيف وبرنامج الأغذية العالمي لبرنامج يوفر لجميع أطفال المدارس البسكويت المدعَّم بالحديد وحمض الفوليك. وقال إن القلق المستمر حول انتشار فقر الدم الناتج عن نقص الحديد إلى تحرك السلطات لإضافة الحديد وحمض الفوليك لدقيق الخبز. وقال فتحي عبد العزيز، مساعد وزير التضامن والعدالة الاجتماعية: "لقد قمنا بالفعل بتجربة تدعيم الأغذية في بعض المناطق"، مشيراً إلى أن الهدف هو تدعيم الخبز في جميع أنحاء الجمهورية اعتباراً من عام 2012. ومن المتوقع أن تبلغ التكلفة السنوية لتدعيم الخبز بالحديد وحمض الفوليك 80 مليون جنيه مصري (10.3 مليون دولار). وأضاف أن الحكومة ستوفر آلات خلط خاصة للمخابز، مشيراً إلى أن هذه العملية لن تؤثر على لون أو مذاق الخبز. كما تدعم الحكومة توفير حمض الفوليك للنساء الحوامل من أجل ضمان حصولهن على الفيتامينات اللازمة. ويفترض أن تتناول الحوامل حبوب حمض الفوليك في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، ولا تتعدى تكلفة ذلك بالنسبة لهن 16 جنيهاً مصريًا. وعلقت عزة جوهر من المعهد القومي للتغذية على ذلك بقولها: "نحن نشجع النساء الحوامل على تناول حمض الفوليك يومياً. إننا نقوم بذلك منذ عام 1998". وقال التقرير ان تقديرات البنك الدولى تؤكد تجاهل معظم البلدان النامية لمرض فقر الدم، على الرغم من كونه واحداً من أكثر مشاكل الصحة العامة انتشاراً ويتسبب في عواقب وخيمة على التنمية الوطنية و يعتبر فقر الدم واحداً من أكثر عشرة عوامل خطر تسهم في إثقال العبء المرضي في العالم. ووفقا ل "اليونيسيف"، هناك أكثر من اثني عشر نوعًا مختلفًا من فقر الدم، بعضها ينتج عن نقص مادة غذائية أساسية واحدة أو عدد منها، بينما ينتج البعض الآخر عن حالات لا تتعلق بالتغذية، مثل الالتهابات. ويعاني الناس من فقر الدم غير الغذائي (مثل حالات فقر الدم المنجلي والثلاسيميا، التي تسببها الاضطرابات الوراثية)، ولكن تبقى هذه الحالات قليلة بالمقارنة مع حالات فقر الدم الغذائي التي يقل فيها الهيموجلوبين أو خلايا الدم الحمراء في الدم عن المعدل الطبيعي بسبب النقص الشديد في الحديد. واشار التقرير إلى نتيجة دراسة حول فقر الدم بسبب نقص الحديد أظهرت أن "فقر الدم بسبب نقص الحديد يصيب ربع سكان العالم، وينتشر على نطاق واسع في معظم البلدان النامية، ويكمن الأثر الحقيقي لنقص الحديد وفقر الدم في الإحصاءات العامة عن معدلات الوفاة ونزيف الولادة وضعف الأداء المدرسي وانخفاض الإنتاجية. كما أن له تأثيرات خطيرة على المناعة وقابلية الإصابة بالعدوى والقدرة على العمل البدني والإدراك . يذكر ان منظمة الصحة العالمية وصفت فقر الدم على أنه حالة يكون فيها عدد خلايا الدم الحمراء أو قدرتها على نقل الأكسجين غير كافية. وينتج ذلك أساساً عن نقص الحديد، ويصحبه إجهاد ودوخة وضعف ونعاس. وتعتبر النساء الحوامل والأطفال أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بفقر الدم.