من بين مئات النقاد الذين تملأ مقالاتهم الدنيا نفرٌ قليل كتب عني بطريق المصادفة البحتة ولولا المسابقات التي قدمت أعمالي من خلالها ما قرأ لي أحدهم فأتذكر ما كتبه الناقد الراحل الكبير رجاء النقاش عن عملي المسرحي الأول نوبة رجوع، حيث قال بالنص: "هذا العمل المسرحي ناضج بغير جدال فهو يجمع بين جمال اللغة وقوة الشعر وبين الحبكة المسرحية التي تميل إلى صالح العرض وحيله وفنونه". كما قرأت تقرير أ.د. رفيق الصبان عن نفس النص: "هذا العمل المسرحي فيه رؤيا مسرحية شاملة للخلاف العربي وأمل بمستقبل يقوم على العدل، كما أنه يُعدُّ استغلالًا ذكيًا للتراث (قصة الزير سالم) كما تسيطر على المسرحية شاعرية حقيقية لا جدال فيها". كذلك قول أ.د. رفيق عن عملي التالي "المصير" عشر نبضات في الحب والموت: "الفكرة جيدة تعتمد على التراث من خلال لعبة المسرح ضمن المسرح وتروي قصة المتجردة والنعمان والمنخل اليشكري.. اللغة جميلة وشعرية والعمل جيد ومتوازن وبعيد عن الابتذال". وقد قدمتني د. هدى وصفي في أوائل التسعينيات وأنا غضة محدودة التجربة لكنني كنت شديدة الحماس للكتابة أقول قدمتني للناقد د. أحمد سخسوخ، على أنني أصغر كاتبة مسرحية في مصر والمرأة الوحيدة التي تحصلت على جائزة تيمور المسرحية مرتين. وهاتفني الناقد الراحل الأستاذ فاروق عبد القادر بعدما قرأ إحدى مسرحياتي قلت له والخوف يعتصر قلبي: ما رأيك يا أستاذنا؟ قال متحمسًا: نص جميل وسكت لحظة وقال: ولكن قلت حينها لكن هذه هي المهمة فقال لا أدري هل أقول إنني لم أقرأ نصًا مثل هذا منذ وفاة الرائع صلاح عبد الصبور؟ صمت.. وأردفت: ماذا تعني يا أستاذنا؟ قال أرى أنك امتداد لصلاح عبد الصبور قلت: هل هذا مدح أم ذم؟ قال: افهميها كما تريدين!! أما د. حسين على محمد، الشاعر والكاتب المسرحي والأكاديمي، فقد كتب عن مسرحية الشراك دراسة مستفيضة ونشرها عبر الإنترنت ورشح أعمالي لطلبة الدراسات العليا الذين يدرسون على يديه فقام عدد منهم بدراسة أعمالي في رسائلهم الجامعية، وكانت هذه نقطة ضوء شريدة في تلقي أعمالي بشكل نقدي جيد ومحترم!! في النهاية.. أعترف أن عملي كصحفية أبعد عني الضوء كثيرًا بل وأضرني في تسليط ضوء الإعلام عليّ كمبدعة وبات الزملاء ينظرون لي على أنني "صحفية شاطرة" ونسى الجميع تقريبا أنني مبدعة في واقع الأمر خاصة وأنا لا أجيد التعامل مع مختلف صنوف الميديا ولو من خلال أصدقائي الذين هم مبدعون أيضا بالدرجة نفسها!! أتمنى أن أطير بجناحين اثنين وأرفرف بهما في سماء الإبداع وأرى نصوصي حرة على خشبة المسرح الذي أتمناه مفتوحًا هو الآخر يدخله الناس متى شاءوا بلا شباك تذاكر مجحف أو بيروقراطية مقيتة.