أبدى ثلاثة من شيوخ عشائر محافظة الأنبار، غربي العراق، تحفظهم على الوفد الذي من المقرر أن يسافر إلى واشنطن، بعد غدٍ السبت، معتبرين أنه "لا يمثلهم ولا يمكنه الحديث باسم العشائر التي تقاتل تنظيم داعش على أرض المحافظة". كان محافظ الأنبار، صهيب الراوي، قال في تصريحات لوكالة الأناضول، أمس الأربعاء، إن وفداً من المحافظة سيزور الولاياتالمتحدةالأمريكية، بعد غدٍ السبت، لطلب دعم واشنطن في جهود إعادة إعمار المحافظة، ذات الأغلبية السنية، والتي تشهد مواجهات دموية بين قوات الأمن وتنظيم "داعش". وفي حديث مع وكالة الأناضول، قال رافع عبد الكريم الفهداوي، شيخ قبيلة البوفهد، إن "الوفد الذي سيذهب إلى واشنطن لا يمثل شيوخ العشائر وقياداتها التي تواجه داعش الإرهابي في المحافظة". وأضاف "إدارة المحافظة قامت باختيار عدد من السياسيين في الحكومة المحلية (حكومة الأنبار)، وعدد من الشخصيات التابعين للأحزاب، والتقوا السفير الأمريكي في بغداد (ستيورات جونز) (لم يحددوا موعد اللقاء)، طالبين منه زيارة واشنطن، للحصول على الدعم لشيوخ العشائر ومقاتليها الذين يواجهون داعش في مناطق مختلفة من الأنبار". وتابع الفهدواي: "هؤلاء المسؤولين تحدثوا مع السفير الأمريكي على أنهم يمثلون شيوخ العشائر وقياداتها، وأنهم جاؤوا بالنيابة عنهم لطلب الدعم والمساعدة من واشنطن، من السلاح والعتاد والتدريب، لغرض تحرير مناطقهم من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي". من جهته، قال شيخ عشيرة البونمر، نعيم الكعود، لوكالة الأناضول: "لم نتلق بأعضاء هذا الوفد، ولم يتم دعوتنا إلى اجتماع أو نقاش للتباحث حول زيارته إلى واشنطن، وعن المواضيع التي سوف يطرحها هناك". وأضاف "هذا الوفد لا يمثلنا نحن كشيوخ عشائر ووجهاء، نواجه تنظيم داعش، وتضررنا بشكل كبير من هذا التنظيم الإرهابي من مجازر إبادة جماعية في مناطقنا بالأنبار". بدوره، رأى شيخ عشيرة العبيد، مال الله العبيدي، أنه "كان من الأجدر أن تجلس حكومة الأنبار وتتباحث مع قيادات العشائر". وقال لوكالة الأناضول، إن "الوفد الذي سيذهب إلى واشنطن يفترض أن يتكون من قيادات العشائر في الأنبار، التي تضررت بشكل كبير من جرائم الإبادة الجماعية على يد تنظيم داعش الإرهابي، من أجل أن تكون هناك رؤية حقيقة أمام الحكومة المركزية عما حصل ما تلك العشائر من مجازر". وأشار العبدي إلى أن "الوفد لن يحصل على ما يريده من الحكومة الأمريكية من دعم، لأنه ليس فيه شيخ عشيرة تضرر من قبل تنظيم داعش، وليس فيه قائد عسكري يتحدث عن حجم حاجة الأنبار من السلاح والعتاد والدعم، لتحرير المحافظة من التنظيم". وبحسب مزهر الملا، عضو سابق بمجلس المحافظة، يتكون الوفد الذي سيزور واشنطن، إلى جانبه والمحافظ، صهيب الراوي، من 10 هم: صباح كرحوت، رئيس مجلس المحافظة، وأحمد حميد العلوني، رئيس اللجنة الامنية في مجلس الأنبار، ومهدي خلف صالح، المستشار القانوني للمحافظ، وفيصل العيساوي، قائم قام قضاء الفلوجة، وعبد الحكيم الجغيفي، قائم قام قضاء حديثة، والشيخ حكمت الكعود أحد شيوخ عشيرة البونمر، وحكمت سليمان أحد شيوخ الأنبار، وأحمد أبو ريشة رئيس مؤتمر صحوة العراق. وتخضع مدنية الفلوجة، وناحية الكرمة، وأحياء من مدينة الرمادي ومناطق أخرى بمحافظة الأنبار ذات الغالبية السنية، منذ مطلع العام الماضي، لسيطرة "داعش"، ومسلحين موالين له من العشائر الرافضة لسياسة رئيس الحكومة العراقية السابق نوري المالكي التي يصفونها ب"الطائفية". كما سيطر التنظيم على الأقضية الغربية من المحافظة (هيت، عانة، وراوة، والقائم، والرطبة). وفي عام 2008، أبرمت الحكومة العراقية السابقة، برئاسة نوري المالكي، اتفاقية أمنية مع واشنطن، مهدت لانسحاب جميع القوات الأمريكية المقاتلة من العراق نهاية عام 2011، وتضمنت الاتفاقية، التي عرفت ب "اتفاقية الإطار الاستراتيجي"، جوانب لدعم الوزارات والوكالات العراقية في الانتقال من الشراكة الاستراتيجية مع العراق إلى مجالات اقتصادية ودبلوماسية وثقافية وأمنية، فضلاً عن تطوير جهاز الشرطة والانتهاء من أعمال التنسيق والإشراف والتقرير لصندوق العراق للإغاثة وإعادة الإعمار.