حدد الرئيس التونسي السابق، محمد المنصف المرزوقي، العشرين من مارس المقبل موعدا لانطلاق أنشطة "حراك شعب المواطنين". وكان المرزوقي أعلن عن إطلاق حركة سياسية جديدة أسماها "حراك شعب المواطنين" عقب خسارته، الشهر الماضي، في الانتخابات الرئاسية أمام رئيس حزب "نداء تونس" آنذاك الباجي قايد السبسي (88 عاما)، المحسوب على نظام الرئيس الأسبق، زين العابدين بن علي، الذي أطاحت به ثورة شعبية عام 2011. وفي بيان نشره، اليوم الأربعاء، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أعلن المرزوقي أنه "بصدد الإعداد لمؤتمر وطني عام سيحدد أهداف وأطر عمل هذا الحراك"، وأن "سلسلة من اللقاءات القطاعية والجهوية ستنطلق لتحديد أهدافه ووضع الأطر المنسّقة لمختلف تعبيراته وتحديد أولويات نشاطاته والعمل على تجسيمها على أرض الواقع". ودعا المرزوقي (69 عاما) إلى "إطلاق لقاءات محلية وجهوية تشرف على تنظيمها لجنة مؤقتة وتنشر قريبا مكانها ومواعيدها تختم بلقاء يحوصل (يجمع) المقترحات الصادرة من الناشطين". ورأى أن "اللحظة التاريخية تدعو الجميع إلى تعبئة كل الطاقات ليكونوا في مستوى التحديات والأخطار التي تواجه تونس"، معتبرا أن "الانتخابات التشريعية والرئاسية (التي فاز فيها حزب نداء تونس) أرجعت المنظومة القديمة للسلطة نتيجة أخطاء ونواقص في تجربة حكم المرحلة الانتقالية تتحمل كل الأطراف الحاكمة مسؤوليتها فيها". ومضى قائلا إن "الأمر حدث أيضا بسبب فيتو خارجي على الربيع العربي عموما وعلى التجربة التونسية خاصة نتيجة عزوف جزء من المجتمع عن ممارسة واجبه الانتخابي وتغلغل آليات الاستبداد القديمة وعقلياته من ترهيب وشراء الذمم وكذلك لدور المال السياسي الداخلي والخارجي فضلا عن خطورة التضليل الإعلامي". وتابع أن "الأهداف التي يجب الاجتماع حولها هي الدفاع عن استقلال القرار الوطني وعدم السماح لأي طرف خارجي بالتدخل أو بالضغط لتحديد مصير التونسيين والانتصار لمعارك الأمة المضطهدة احتلالا وتجزئة والانحياز للقضايا العادلة في كل مكان". وتحدث المرزوقي عن "ضرورة محاربة الفقر عبر خيارات اقتصادية شعبية جديدة تتجاوز الاقتصاد الليبرالي المتوحش الذي لم ولن يفعل سوى توسيع الهوة بين الطبقات والجهات أيّا كانت نسبة النموّ على الورق ومقاومة الفساد والحفاظ على الثروة الوطنية بما هي ملكية تاريخية للأجيال وحسن توظيفها في التنمية الجهوية الشاملة والعادلة". فيما قالت سنية الزكراوي، وهي عضو في "حراك شعب المواطنين"، إن "هذا الحراك يضم أكثر من 100 شخصية من بين المنتمين إلى أحزاب سياسية ومثقفين ونساء ناشطات في مجالات عديدة بغض النّظر عن باقي المواطنين العاديين الذين لا يمكن حصر أعدادهم حاليا". وأضافت الناشطة التونسية بأنه "سيتم تكوين تنسيقية في كُل محافظة من مُحافظات البِلاد"، وأن "اسم حراك شعب المواطنين هو وقتي وقابل لأن يكون مستقبلا حزبا أو ائتلافا حزبيا".