أعلن المقر الأوروبي للأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية (جنوب غرب) أن بعثة الأممالمتحدة لدعم في ليبيا المعروفة اختصارا باسم "يونسميل" ستستضيف اعتبارا من اليوم الأربعاء، جولة جديدة من الحوار السياسي سعيا لإنهاء الأزمة المتفاقمة في ليبيا. وأكدت الأممالمتحدة في بيان تلقت الأناضول نسخة منه أن "قرار عقد هذه المحادثات جاء في أعقاب مشاورات مكثفة مع جميع أصحاب المصلحة الليبية الكبرى". غير أن قائمة الأسماء التي من مفترض أن تشارك في الحوار ليست واضحة.
وأكتفى البيان بالإشارة لمجموعة من الأسماء للمشاركين بالقول إنهم سيحضرون الأربعاء، دون تحديد انتمائهم السياسي.
وأوضح البيان أنه المحادثات "ستسترشد بمبادئ ثورة 17 فبراير/ شباط 2011 والقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، واحترام الإعلان الدستوري، واحترام شرعية مؤسسات الدولة - التشريعية والتنفيذية والقضائية - ونبذ الإرهاب".
وتقول "يونسميل" في البيان أنها "تعتبر هذه الجولة الجديدة من الحوار فرصة مهمة للأطراف ليبية للمشاركة في العملية السياسية التي تمهد الطريق نحو كسر الجمود السياسي الذي تسبب في الأزمة السياسية والأزمة المؤسسية التي اجتاحت البلاد".
وأوضحت البعثة أن مناقشات جنيف "تسعى أيضا إلى وضع الترتيبات الأمنية اللازمة لتحقيق الوقف الكامل للأعمال العدائية المسلحة التي تركت تداعياتها على العديد من المدنيين، وشردت مئات الآلاف من ديارهم وأسفرت عن إلحاق أضرار جسيمة في البنية التحتية والاقتصاد".
وتهدف المحادثات، وفق البيان إلى "تأمين انسحاب تدريجي من كل الجماعات المسلحة من جميع البلدات والمدن الرئيسية، بما في ذلك طرابلس، وتمكين الدولة من تأكيد سلطتها على المؤسسات الحكومية والمنشآت الاستراتيجية والمرافق الحيوية الأخرى.
وتؤكد "يونسميل" في بيانها أنها "تدعو جميع الأطراف إلى الحوار بعملية شاملة وشفافة تقودها المصلحة الوطنية الليبية العليا، بما في ذلك حماية للبلاد وحدة وطنية ووحدة أراضيها".
وترى البعثة أن "هذه العملية دعوة مفتوحة لجميع الأطراف الملتزمة بالوصول إلى ليبيا مستقرة وديمقراطية من خلال الوسائل السلمية".
وتعتقد "يونسميل" أن هذه "المشاورات قد لا تكون مرضية للجميع في كل شيء، ولكن ما هو مهم هو أن الليبيين يغتنمون هذه الفرصة لتحقيق السلام من خلال الانضمام إلى هذه المحادثات من أجل تحقيق المزيد من خلال المشاركة بدلا من البقاء بعيدا".
وكان الاتحاد الأوروبي اعتبر مباحثات جنيف "فرصة أخيرة"، وقال في بيان "إنها فرصة حاسمة لأطراف النزاع الرئيسيين لإيجاد حل سلمي يقوم على الحوار، سيكون فرصة أخيرة يجب اغتنامها".
ومنذ شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، تقود الأممالمتحدة متمثلة في رئيس بعثتها للدعم في ليبيا، برناردينو ليون، جهودا لحل الأزمة الليبية الأمنية والسياسية في ليبيا تمثلت في جولة الحوار الأولي التي عقدت بمدينة "غدامس" فيما أجلت الثانية أكثر من مرة لعدم الاتفاق علي الأطراف المشاركة في الحوار ومكان عقده.
وتعاني ليبيا فوضى أمنية وسياسية، أفضت إلى سيطرة كتائب "فجر ليبيا" المحسوبة على الإسلاميين، على العاصمة طرابلس (غرب)، وإعلان حكومة وبرلمان موازيين لسلطات يعترف بها المجتمع الدولي، منبثقة عن مجلس النواب، وتعمل من شرق البلاد.