الجدل الدائر والصراع المستعرحاليا حول ما يسمي بالمبادئ الحاكمة للدستور ليس مجرد خلاف بين القوي الوطنية المختلفة وانما هو في حقيقته صراع علي كعكة حكم مصر في السنوات القادمة.والاستماتة والاصرار اللذان يظهران في موقف الداعين الي هذه الوثيقة هو في حقيقة الامر دفاع عن الوجود ومحاولة للتامين علي بقائهم واستئثارهم بالحكم ,فالقوي التي تدعي الليبرالية تعلم جيدا انها لاتملك أي قاعدة حقيقية في الشارع وان اول انتخابات حرة سوف تلقي بهم الي المجهول وهم لا يقبلون ذلك بالطبع علي الرغم من ان ذلك من اوليات الديمقراطية التي يدعون انهم عنها يدافعون.ولعل في كل المظاهرات والمليونيات التي دعوا اليها وباءت جميعها بالفشل الذريع –لعل فيها ما يثبت احجامهم الحقيقية.وهم يسلكون كل السبل وياتون بكل الحيل ويطرقون كل الابواب بما فيها امريكا واقباط المهجر و يضغطون بكل الوسائل علي المجلس العسكري لدفعه الي نصرتهم بل ويطالبونه بان يكون الضامن لعلمانية الدولة هكذا بكل صراحة وصفاقة.وليس ببعيد محاولاتهم اشعال الفتنة والوقيعة بين الجيش والشعب بل واستخدام الاخوان والاسلاميين كفزاعة تماما كما فعل النظام البائد طوال ثلاثين عاما. وهم يستغلون سيطرتهم المطلقة علي وسائل الاعلام في محاوللات الضغط والترهيب وفرض الراي تماما كما يفعل البلطجية في شوارع مصر .والحوار الذي دار بين المستشار هشام البسطويسي والناشطة نوارة نجم والتي كشفت عنه الاخيرة يظهر مدي استعداد البعض لفعل أي شئ من اجل الوصول للسلطة فهم مستعدون لنسج كل الحيل وتصميم كل الخدع من اجل تحقيق اهدافهم وفي نفس الوقت يدعون انهم يدافعون عن الثورة ويسعون الي ترسيخ الديمقراطية.واذا كان هناك مكسب واحد لهذا الصراع فهو انه ينزع اقنعة ويكشف وجوها ويفضح شخوصا.ولكن الحكم سوف لا يكون لغير الشعب المصري والذي لن يسمح بان يخدع مرة اخري والذي لن يتخلي عن هويته العربية والاسلامية مهما مكر الماكرون.