تنتشر بسرعة البرق.. والتجار يرفعون سعر الشكة ل50جنيهًا انتشرت فى الآونة الأخيرة حقن الأفيون بالوريد، حيث يتجه الشباب الذى أدمن التامول والترامدول إلى شراء الأفيون وأخذه بالحقن عن طريق الوريد، فيشعر المدمن أنه خلق "دماغ" تساوى التامول المصرى. انتشر الحقن حتى فى القرى، فالأفيون والمعروف عنه أنه يمضغ لفترات ويمشى فى الدم بسرعة فائقة، ولكن يقوم الشباب هذه الأيام بوضعه فى ماء وغليه فترة قصيرة ووضع فيلة سيجارة للتنقية وسحبها، ثم يحقن بها الوريد، ولكن ذراع هذا المدمن تظل سوداء لصعوبة سير هذه المادة فى الوريد وتعرضه إلى بتر ساقه. فى البداية، يقول عماد. م. ك شاب من قرية درنكة، وبالغ من العمر 20 عامًا ويعمل نجار مسلح، إنه يتعاطى الحبوب المخدرة من ثلاث سنوات، "فقد بدأت أتعاطى نصف قرص يوميًا لكى يعيننى على العمل وينشط جسمى ويجعلنى أعمل وأتحرك بانسيابية تامة، ولكن وبعد فترة تزايدت الكمية إلى ثلاث وأربع حبات صباحًا ومثلها فى الليل، وبعد أن طرحت الصين الأقراص فأشرب أكثر من شريط ولكن دون جدوى، ومع مرور الوقت ذهبت مع أصدقائى لشراء الأفيون لكونه بديلاً عن الأقراص فتعاطيت لفترة كبيرة، ثم أصبحت حاليا آخذه عن طريق الوريد، فتركت عملى وأصبحت عاطلا بسبب عدم قدرتى على العمل، فاتجهت إلى التسول بالشوارع لشراء الحقن، ولكن يقوم الآن التجار برفع سعر حقنة الأفيون إلى 50 جنيها بدلا من 20 و25 جنيهًا بسبب الحملات الأمنية المتكررة وذهبت أكثر من مرة للمصحة، ولكن ليس لدى القدرة والإرادة إلى تماثل الشفاء. وأكد "عادل.خ.م، سائق من نجع سبع، أن الأقراص المخدرة تساعده على العمل والسواقة لمسافات طويلة، وأنه بسبب كثرة المصاريف وغلو الأسعار يقوم بأخذ قرصين أثناء ركوبه الطريق فتساعده تلك الأقراص على التركيز والانتباه على حد قوله، وتجعله قادرا على السفر لأكثر من مكان وتعينه على السهر، ولكن المصيبة الكبرى إذا فصل تركيز تلك الأقراص فتجعله طريح النوم دون وعى ولو نام على الطريق لتعرض للموت المحقق هو ومن أمامه، ولكنه يستمر فى التعاطى بصفة مستمرة. وتابع أنه بسبب ارتفاع أسعار التامول وغزو الصين الأسواق دون تركيز أو فائدة، "أصبحت حقن الأفيون أرخص ودماغها أفضل وتساعدنى على السهر والعمل لمسافات طويلة حتى أستطيع سد احتياجات منزلى وأولادى وطلباتهم اللى مبتخلصش". وأضاف عمرو.م.م، أنه يتجه إلى المخدرات هربًا من الواقع والمشاكل المنزلية التى لا تنتهى والمصاريف الكثيرة، فيقوم بتعاطى الأقراص المخدرة التى تعينه على العمل، ويستطيع أن يعمل أكثر من 15 ساعة متواصلة والتطبيق فى العمل ليلاً ونهارًا، "فبدأت أتعاطى نصف قرص وأخيرًا شريطًا كاملاً وأصبح ذلك عبئا علي ولا أستطيع شراءه، فأتجه إلى حقن الأفيون وذهبت أكثر مرة للعلاج، ولكننا نعانى من غياب المصحات المتخصصة فى العلاج". فيما أشار ممدوح فوزى على المعاش، إلى أن ظاهرة المخدرات تأتى فى المرتبة الأولى وتعتبر من أصعب المشاكل التى نواجهها، حيث إن معظم الشباب يصرفون كل ما يملكون لشراء المخدرات حتى ولو سرقوا محتويات منازلهم لبيعها وشراء الأقراص المخدرة وشراء الأفيون وأخذه بالحقن في الوريد، مؤكدا أن هناك أماكن كثيرة بغرب البلد وأبواب حديدية معدة خصيصًا لبيع المخدرات وأن الشباب يتباهى بذلك وغياب الرقابة من ناحية الشرطة فتح لهم أبواب التعاطى والاتجار. وأكد ممدوح أن انتشار بائعى المخدرات واستقلالهم فى إحدى المناطق المهجورة والشعبية والتى تتسم بالبقاء للأقوى، وأن أكثر المشاكل على المخدرات تنتهى بعاهات مستديمة يكون فيها السلاح هو لغة الكلام وأن أصحاب المشاكل من البلطجية وأرباب السجون الذين لا يمتلكون عقلاً بل سيطر على عقولهم المخدر الذى يجعله تحت تأثيره، وأن النساء اللاتى يعشن فى هذه المنطقة يعشن فى خطر الطرقات التى يستقلها أصحاب الكيف والمدمنون التى سماها البعض الوكر الدائم للبلطجية والخارجين عن القانون، فلماذا لا تكون هناك نقطة شرطة تزرع الأمن فى هذه المناطق، ليطمئن من يعيش. وأشار أحمد الصعيدى، محام، إلى أن ظاهرة الإدمان واختراعات تجار المخدرات التى لا تنتهى تحتاج بالفعل إلى النظر إليها فإن الحبس ليس حلاً، ولكن الحل الوحيد هو توفير مصحات مجهزة، لأن الإدمان والأفيون خاصة يدمر الجهاز العصبى ويصيب من يأخذه بأمراض تجلط الشرايين ويصبح البتر هو الحل الوحيد للتخلص منه.