ان الدخول الى عالم الميتافيزيقيا يجعلنا دوما امام قراءة فى المجهول .هذا من الناحية المادية وتلك الناحية هى التى تجعلنا منفصلين تماما عن مصير محتوم وهو حتمية خروجنا من هذا العالم المعلوم لدينا حاليا الى عالم آخر قد ينكره البعض ويختلف كثيرين فى كيفيته ولكن هناك حقيقة ثابتة لم ولن يختلف عليها بشرى حتى الآن ألا وهى الموت. الموت هو الحقيقة الثابتة لدى البشر والتى ينتظرها الاحياء او انها تلك الحقيقة التى تنتظرهم لتفرض على المتجبرين من البشر سطوتها لتحمل معها ثوابت أخرى هى محل جدل لدى البعض من هؤلاء البشر . الثواب والعقاب والقدرة على ان تحاج لأعمالك وفق كونك بشرى هى ثوابت لتلك الحقيقة الثابتة أو اليقين. ان حياة اخرى تنتظر هذا العالم المادى هذه الحياة الآخرة لها كيفية وكينونة محددة يراها المؤمن رؤى العين حتى وان انكرها البعض فهذه الرؤية تسمى الايمان مما يستلزم معها الاعتقاد بوجود كل الغيبيات التى وردت او التى تمت الاشارة اليها فى عقيدته.بينما يرى هؤلاء الماديين ان تلك الامور هى صفات لما وراء الطبيعة وربما الابعاد المختلفة او الاقطاب لهذا العالم وفقا لفلسفة البعد عن التقييد او الدين الذى يقيد الحريات و الانفلات نحو الحرية المطلقة فى كون بلا ضوابط . ان الامور البديهية اصبحت فى حاجة الى تعريف بعدما انجرفت الى التحريف . فنحن نسعى جميعا وبقوة الى الانزلاق الى هواية الغواية وان استطعت فحرفها لتصبح غواية الهواية . نعيش فى زمان الحصاد المر بعدما انكرنا قذائف الحق حتى اصبحنا نتلمس وجود فرسان تحت راية النبى فى زمان علت فيه قيمة التمرد فضّل نسيج النور تحت وطأة غياب الإخوان ، وهكذا استطاع الركبان ان يمتطوا مطية الرهان فخسر العالم بهذا الانحطاط المادى والمعنوى للمسلمين كل معانى القيم .عندما تبتعد عن طريق الهداية اعلم ان سدودا فى هذا الطريق ستبنى لتعرقلك عن الهداية وما سد النهضة عنكم ببعيد...! . تهكم البعض على مشروع النهضة وبدلا من يبدؤوا فى وضعه اصروا على اسقاطه وعندما سقط وسقطت الاقنعه بدأنا فى شق التفريعات وسميناها بغير مسمياتها كما نسمى الكحوليات بالمشروبات الروحية او كما يطلق البعض على الرشوة بأنها الاكرامية وربما فوائد للشهادات الاستثمارية ... لا عودة للكرامة إلا بالرجوع الى المسميات دون المناورات فلا وجود للثقافة الغيبية ولا النصوص القديمة التى يعتقد البعض فيها . ويقينا ان القدسية للنصوص تأتى فقط من الايمان بالتقييد وفق منظومة التكاليف الدينية والعقائدية للصحيح من الدين والتى تجعلنا نؤمن بالغيب الذى أظلنا فى منظومة الايمان . اما ان يخرج علينا الرويبضة ليفسدوا علينا ديننا ودنيانا فمصيرنا جميعا ان لم يشد على ايديهم او تضرب اعناقهم هو الانزلاق الى هاوية الغواية . لتصبح مقدراتنا فى ايدى بارونات وكهنة الماسونية العالمية وخدامها من بنو جلدتنا.. وبدلا من ان ينبض فى جسد الامة نبض الحياة بجيل جديد بدأ ينهش فى جسدها مومياوات العصر البائد من هؤلاء العبيد والذين استعبدوا لغير الله من طواغيت المادة . أجيال هتفت لمن اذلها وأهان علمائها . أجيال اغتالت من حقق لها النصر. أجيال برأت من أذل وأهان وقتل شبابها. أجيال اختارت الخبيث ونبذت غيره .....ماذا ينتظرهم...