نقابة التمريض في الإنعاش والممرضون: لا نعرف عنها شيئًا مدير عام التمريض بقصر العينى: التكليف وراء كارثة نقص التمريض وطالبنا وزير التعليم العالى بتحديد مدته ممرضات سكن التمريض: الإعلام يشهر بنا دون أدلة ويتناسى ميثاق العمل الصحفى ممرضو قصر العينى: هناك عنصرية تمارس ضدنا في المرتبات ووزارة الصحة تحول الحالات إلينا دون تعامل طبى معها "التمريض" بين مرتبات القصر العينى الضعيفة ونقابة التمريض الخيالية "التمريض".. كلمة طالما كانت ولا تزال جزءًا هامًا من المنظومة العلاجية بالبلاد ولا يخفى على أحد أن التمريض يعانى من مشاكل حقيقية، لعل أهمها هو نقص الأعداد التي أصبحت لا تتناسب مع أعداد المرضى الذين يترددون يوميًا على المستشفيات. والأمر اللافت أن مستشفى قصر العينى أصبح يعانى من مأساة حقيقية بسبب نقص أعداد التمريض التي لا تتواءم مع حجم الحالات التي تأتى يوميًا إليه، ولاسيما أن الكثير من المحافظات تقوم بتحويل الحالات على القصر دون أن تتعامل معها طبيًا أو أن تقوم بالدور المنوط لها أن تقوم به، فيصبح المستشفى الجامعى القاهرى الأكبر في البلاد هو ملجأ كل مستشفيات وزارة الصحة، وذلك بحسب تصريحات ممرضى القصر. وبين مستشفيات وزارة الصحة وقصر العينى نجد التمريض يعانى من إهمال شديد من قبل المسؤولين، حيث المرتبات الضعيفة التي أدت إلى كارثة كبرى ألا وهي نقص عددهم، حيث يرى الممرضون أن أجورهم لا تتناسب مع المجهود الذي يتم بذله، والذي قد يصل إلى 15 ساعة، على مدار اليوم في الوقت الذي يتقاضى فيه ممرضو وزارة الصحة مرتبات كبيرة، على الرغم من اتهامات ممرضى القصر لهم بالتقصير لقيامهم بتحويل الحالات عليهم، دون أي تعامل طبى معهم وكذلك ممرضى الانتداب حديثى التخرج من نقابة التمريض الذين تصل مرتباتهم إلى 4000 جنيه في الوقت الذي يتقاضى فيه ممرضو القصر والذين لديهم من الخبرة أكثر من 15 سنة إلى 1500 جنيه. ويرى ممرضو القصر أنه يقع عليهم ظلم كبير، مطالبين وزارة التعليم العالى بالنظر إلى أحوالهم وتحسينها في الوقت الذي لا تقوم فيه نقابة التمريض بدورها في التواصل معهم والنظر إلى مطالبهم والاهتمام فقط بمن يأتون من النقابة والذين يتقاضون مرتبات كبيرة بالنسبة لهم، كما ناشدوا الوزير بصرف وجبات غذائية لهم، لأنهم يقيمون أكثر من 12 ساعة في المستشفى بدلًا من العشرين جنيهًا التي يتم صرفها لهم شهريًا كبدل تغذية. فيما ندد الكثير من ممرضى سكن التمريض بما يتم تداوله عنهم عبر وسائل الإعلام عنهم، مشددين على ضرورة التنبه لما يُكتب ويسيء لهم، لأن لديهم أسرًا تتأثر بما يُكتب عنهم ويشوه صورهم، مطالبين بالالتزام بميثاق العمل الصحفى والسماح لهم بالعودة إلى محافظاتهم. ومن جانبها قالت فتحية الفرماوى مدير عام إدارة التمريض بمستشفيات جامعة القاهرة، إن عدد الممرضين بقصر العينى على مدار 24 ساعة حوالى 3000 ممرض وممرضة يخدمون أكثر من 5000 سرير. وعن نقص أعداد التمريض، أكدت أن أكبر مشكلة تواجههم هي قلة العدد التي أرجعت أسبابه إلى ما يُسمى بالتكليف، والذي تكون مدته سنتين بعد التخرج من كلية التمريض أو المعهد، حيث يقوم الممرض بالتحايل عليه فيقوم بالعمل بالمستشفيات الخاصة وينقطع عن الحضور، ما يسبب أزمة عند تخلفهم بعد ذلك. وطالبت وزير التعليم العالى، بوضع مدة زمنية محددة لتكن من 2- 3 سنوات يتم فيه استلام الممرض للتكليف، والذي لابد أن يتم وضعه كشرط للحصول على مزاولة المهنة التي بعدما يحصل عليها الممرض بعد تخرجه يتملص من الحضور، على اعتبار أن مهلة الحصول على التكليف غير محددة المدة. وفيما يخص مطالب التمريض بزيادة المرتبات وتخصيص وجبات لهم، أعربت الفرماوى عن تضامنها معهم، مشيرة إلى أن التمريض في قصر العينى يحصل على مرتبات ضعيفة نسبة إلى قطاعات أخرى كوزارة الصحة وممرضى الانتداب الذين يحصلون على مرتبات كبيرة تصل في وزارة الصحة إلى 200% حوافز، والتي هي لا تتحصل عليها كباقى التمريض في القصر. وأوضحت علية السيد، ممرضة بالطوارئ الجديد بقصر العينى، إن أكبر مشكلة تواجه التمريض هو نقص عددهم، حيث إن الممرضة قد تتعامل مع أكثر من 7 حالات في نفس الوقت، ليصل عدد الحالات التي تتعامل معها يوميا إلى 70 مريضًا، وهذا يعتبر رقمًا كبيرًا، حيث يكون على حساب المريض من وجهة نظرها. ولفتت إلى أنه من كثرة المرضى ونقص التمريض قد يصل "شيفتها" إلى 15 ساعة، نتيجة عدم توافر عدد كاف من التمريض، ما يؤثر بالسلب على كفاءة للتمريض، مشيرة إلى أن ذلك الضغط عليهم قد ينعكس على المرضى. وعبرت عن استيائها من ضعف المرتب الذي اعتبرته لا يتناسب مع المجهود الذي يتم بذله وسنوات الخبرة الطويلة التي يتمتع بها بعضهم في الوقت الذي يحصل فيه ممرضو وزارة الصحة على حوافز تصل إلى 400%، والذي تكون غالبية الحالات التي تأتى إليهم محولة من مستشفيات وزارة الصحة التي اعتبرت أنهم لا يقومون بالتعامل مع المرضى، وأن كل ما يفعلونه هو تحويل مرضاهم على قصر العينى. وأشار غريب محمد، مشرف التمريض بالاستقبال الجديد لقصر العينى، إلى أن كليات التمريض تقوم بتخريج دفعات سنوية، متسائلاً: لماذا لا يتم تزويد قصر العينى بهم لسد العجز الملحوظ في عدد التمريض بالمستشفى؟ وعن نقابة التمريض قال إنه لا يوجد تواصل بينه وبينها، وإنها لم تقم بالتواصل معه، ولم تطلب أن تتواصل معه أو مع الممرضين الذين يشرف عليهم، وأنه لا يعرف شيئًا عما تقدمه النقابة لهم. وطالب المسؤولين بصرف وجبات لهم لما نص عليه القانون للذين يعملون أكثر من 8 ساعات لأنهم يمضون 15 ساعة على مدار اليوم بدلًا من 20 جنيهًا تكون بمثابة بدل تغذية على مدار الشهر. وأوضح سمير مرسي عبد العليم، فني تمريض بالاستقبال الجديد، أن ضعف المرتبات يعد السبب الرئيسي في نقص عدد التمريض، حيث إن الممرض الذي يكون لديه من الخبرة ما يقرب من 15 سنة، قد يصل مرتبه إلى 15 سنة، في الوقت الذي يحصل فيه غيرهم في المستشفيات الأخرى على أضعاف هذه المرتبات. وعبر عن استيائه مما اعتبره عنصرية ضدهم لأن مرتباتهم تكون متدنية جدًا بالنسبة للذين يأتون من النقابة والتي تصل مرتباتهم إلى 4000 جنيه، على الرغم من صغر سنهم، في الوقت الذي لا يتقاضى فيه كبار العاملين بالمهنة، والذين لديهم خبرة طويلة نصف هذه المبلغ، والذي ترتب عليه أن الكثير من المرضى أخذ أجازة بدون مرتب للعمل في المستشفيات الخاصة بحثًا عن مرتب أكبر. وعن نقابة التمريض، قالت سحر شحات فني تمريض، إن النقابة لم تقدم لهم شيئًا وإنها لم تحاول التواصل معهم كمسؤولة عنهم ولم تستمع أو تحاول أن تعرف شكواهم لكى تعرضها على المسؤولين. كما استنكرت ضعف المرتب الذي تتقاضاه مقابل الوقت الذي تمضيه في المستشفى، فضلًا عن عدم تقديم امتيازات لهم في العلاج، حيث سبب نقص الأدوية وصرف بديل العلاج إلى ذهابهم إلى القطاع الخاص لكى يتم علاجهم. وقالت حنان عبد الله مشرفة سكن الممرضات، إن عدد الممرضات اللاتى يسكن لديهم حوالى 65 ممرضة، حيث يقيم في كل غرفة ما بين 3-4 ممرضات ويوجد 4 دورات مياه كبيرة كل منها يحتوى على 4 دورات صغيرة. ونفت ما نشر بإحدى الجرائد على لسان إحدى الممرضات التي وقع عليها جزاء جراء عدم التزامها بقواعد ولوائح السكن، فقامت الأخيرة بالتشهير بسكن الممرضات وبسمعتهن، مشددة على ضرورة الانتباه لما ينشر والتحقق من صحته قبل نشره والإساءة لسمعة العاملين بالمهنة. فيما أكدت نادية جاب الله مشرفة السكن، أن هناك لوائح تنظم سكن التمريض، حيث إن هناك مواعيد تلتزم بها الممرضات، وهى من 8- 10م، وفي حالة عدم الالتزام بها يتم توقيع جزاء ثم الفصل من السكن في حال تكرار الأمر. واستنكرت ما تردد عن تردى الأحوال بالسكن ووجود حشرات على الأطعمة، معتبرة أن كل ما يتم تداوله في هذا الأمر مناف للواقع، الغرض منه التشهير بالإدارة التي تتعامل بحسم مع خارقى لوائح السكن والذين يحاولون التشهير بهم انتقامًا منهم لتنفيذهم اللوائح والقوانين. فيما قالت كريمة البسيونى ممرضة مقيمة بالسكن منذ أكثر من 11 سنة، إن أكبر مشكلة تواجههن، هو أن السكن مصنوع من الخشب، مشيرة إلى أنه على الرغم من الرش الدائم للمكان، إلا أن الخشب يعتبر المشكلة الأكبر بالنسبة لهم. وطالبت بتوفير بناء من الطوب وليس الخشب لكى يسكنوه، أو أن يعيدوهم لسكنهم السابق في كلية التمريض، وفيما يتعلق بالطعام، فقد أثنت عليه، إلا أنها طالبت الإدارة بأن تسمح لهن بأن "يأخذن اللحمة نية حتى يقمن بطهيها بالطريقة التي يريدونها" وعن تعامل الإدارة معهم، فقد أكدت أن الإدارة تتعامل معهن باحترام، وأنه في حالة وجود مشكلة بينهن يلجأن إلى إدارة السكن. فيما أعربت صفاء سليمان، ممرضة مقيمة بالسكن عن غضبها مما يتم تداوله عن التمريض في وسائل الإعلام، معتبرة أنه يمارس دورًا تحريضيًا ضدهن ويتناسى أن لهن عائلات وأسرا تتأثر بما يُكتب عنهن، مشيرة إلى أن الإدارة تتعامل معهن باحترام. وأوضحت أنها تقيم بالسكن منذ 6 سنوات، معتبرة أنه تحسن على مدار هذه السنين، إلا أنها طالبت الإدارة بالسماح لها ولزميلاتها بأن يأخذن اللحم نيئة لطهيها بالطريقة التي يردن في الوقت الذي يفضلنه على مدار اليوم، نافية ما تردد عنهن في بعض وسائل الإعلام. فيما عبرت فايزة عبد الفتاح عاملة بسكن التمريض 62 سنة عن استيائها من سوء تعامل إحدى الممرضات معها، حيث يتم سبها والتعامل معها بنوع من الاستعلاء والسخرية كونها عاملة بسيطة. وطالبت إدارة المستشفى، باعتبارها تعمل لديهم لما يقرب من 37 سنة من حمايتها من تعنت بعض الممرضات معها كونها امرأة عجوز لا تستطيع أن تقوم بالرد على السباب والإهانة. فيما طالبت منى شوقى ممرضة مقيمة بالسكن، بأن تعود إلى بلدها وأن يتم السماح لها ولزميلاتها بأن يعملن في محافظاتهن خاصة في ظل الرفض الدائم لطلبهن من قبل الإدارة بدعوى نقص عدد التمريض. كما طالبت بتحسين رواتبهن والكف عن الإساءة لهن في وسائل الإعلام، لأنهن لديهن أسر تتأثر بكل ما يُكتب عنهن، مطالبة وسائل الإعلام بالتحرى الدقيق عن المعلومات قبل نشرها، مؤكدة أن كل كلمة تُكتب عنهن قد تدمر أسرة بأكملها. فيما دافع الدكتور أسامة فتحى طبيب مقيم جراحة عامة عن سمعة التمريض، معتبره أفضل من وزارة الصحة، نظرًا للخبرة التي يتمتعون بها من كثرة الحالات التي يتعاملون معها يوميًا، والتي تكون من شتى المحافظات باختلاف حالاتها، وذلك بحسب كلامه. وطالب وزارة التعليم العالم، بأن تقوم بزيادة الميزانية الخاصة بالتمريض باعتباره ركنًا أساسيًا من منظومة العلاج، مشددًا على ضرورة زيادة أعداد التمريض لاسيما في تمريض العمليات الذي أصبح قليلًا بسبب قلة الأجور واتجاه التمريض للعمل في المستشفيات الخاصة، بحثًا عن أجر أفضل. وقالت الدكتورة يسرا سعيد طبيب جراحة عامة، إنها من كثرة تعاملها مع التمريض، وجدت أن المشكلة عند الممرضين تكمن في تعاملهم مع المهنة على أنها وظيفة يؤدونها ثم ينصرفون. وأوضحت أن السبب ربما يرجع إلى عدم توافر حافز مادى لديهم يقومون به، مشيرة إلى أنهم يعرفون كل شيء إلا أنهم لا يريدون القيام بكل شيء، معتبرة أن انعدام الحافز يشكل السبب الرئيس فيما آل إليه حال التمريض، مؤكدة أنه إذا أردنا تطوير منظومة التمريض علينا البدء بالحافز.