طريقة ( الشلة ) التي أفسدت المدرسة الصحفية المصرية

من مفاسد الصحافة المصرية ، طريقة ( الشلة ) .. وهي المرض العضال الذي نقله بعض الصحفيين المصريين معهم بعد سفرهم للعمل في الخارج ... فافسدت طريقة ( الشللية ) المدرسة الصحفية المصرية في الخارج كما أفسدتها في الداخل ...
فترى تقريب أنصاف المواهب وعديمي الخبرة في مجال الصحافة وتفتح أمامهم أبواب العمل والرزق لمجرد انهم تابعون ولطاف وظراف ويسمعون الكلام وليس لهم رأي ولا رؤية لتطوير بلدهم باختصار شعارهم ( لا ارى لا اسمع لا أتكلم ) ..

وترى إبعاد ذوي المواهب والخبرة الصحفية من المصريين العاملين في الخارج عن ( الشلة ) وتغلق أمامهم أبواب العمل والرزق .. لأنهم ليسوا من ( الشلة ) ومش ظراف ولا لطاف ، ومستقلون في شخصياتهم و لهم رأي في الاحداث ولديهم رؤية لإصلاح بلدهم لتكون في مصاف الدول المتقدمة التي تحترم مواطنيها في داخلها او خارجها ، وشعارهم ( ارى واسمع وأتكلم ) وهو الشعار الذي يغضب اصحاب طريقة ( الشلة ) التي جعلت المدرسة الصحفية المصرية في مؤخرة ركب الصحافة العربية وسبقتنا مدارس صحفية اقل منا تاريخا وخبرة وإمكانيات ..


ومن مساويء طريقة ( الشلة ) أنها تقتل المواهب الصحفية المصرية ، وما يصيب الانسان بالقهر، عندما نرى الشباب اصحاب الخبرة والكفاءة والموهبة لا يجدون عملا .. وتتضح تلك المشكلة في مجال الصحافة و الاعلام حيث الكلمة العليا للشلة وصلة القرابة والواسطة ...
فهناك صحف قومية يتم توريث الوظائف الصحفية بها في عائلات بأكملها ... كل واحد يعين معه أقاربه ونسايبه حتى لو ما يعرفوش يكتبوا ... المهم يأخذوا نصيبهم في أرباح المؤسسة اللي هي أصلا مديونة بملايين الجنيهات وسبحان الله بتوزع أرباح على الموظفين بها ... كيف؟ لا ادري !!!!!

وفي خارج مصر صورة الصحافة المصرية لا تقل سوادا عن صورتها في إبادتها بسبب الشللية القاتلة للمواهب الصحفية ، وأعرف صديقا كان من خريجي قسم
الصحافة بإحدى جامعات الصعيد وسافر الى احدى الدول الخليجية ثم ظل لمدة سنة باحثا عن فرصة عمل في الصحف التي يديرها مصريون فلم يجد .. وأغلقوا الأبواب في وجهه لانه ليس من ( شلتهم ) !!!!!
عارفين اشتغل ايه بعدها ؟ اشتغل نجار مسلح ... يعني اشتغل في المعمار باليومية حتى يستطيع الإنفاق على نفسه وعلى أسرته في مصر ...لانه لم يجد الواسطة التي تمنحه حقه للعمل في الصحافة التي درسها 4 سنوات بعد ان تفوق في الثانوية ....

وعاد هذا الشاب الى مصر يائسا محبطا بعد غربة 3 سنوات كلها شقاء .... بينما في البلاد الخليجية تلك هناك مصريون وغير مصريين خريجو دبلومات فنية او عاملون في الجمعيات التعاونية او موظفون بالتدريس والمحاسبة والمحاماة و غيرها من الوظائف ويعملون ايضا بالصحافة بعد الظهر ليس لموهبتهم ، بل لمجرد أنهم اصحاب او أقارب المسئولين المصريين بتلك الصحف ... او من ( شلتهم ) ...
حاجة تقهر ولا مش تقهر !!!

صحفي عضو نقابة الصحفيين
عضو اتحاد الصحفيين العرب