لحساب من مهمة العبث بالعقول ؟ قال تعاظم وارتفع في قرآنه المجيد: "فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ" (الكهف: 29) يقول الفقيه (سيد سابق) رحمه الله رحمة واسعة: "الحرية فطرة فطر الله الناس عليها وهي ضرورة لكل فرد – ضرورة الهواء للرئتين، والضوء للعينين، والروح للجسد، وهي أحد الأصول التي تحلي بها الدساتير لكل دولة، ومن ثم فقد جاء الإسلام ليطلق حريات الناس ويحميها من العبث سواء في ذلك الحرية الدينية، والسياسية، والفكرية، وحرية التصرف، والعمل، والمأوى، وغير ذلك من الحريات ويهمنا هنا أن نتحدث عن (1) الحرية الدينية، (2) حرية التفكير، أما عن الحرية الدينية فتشمل: أولا: عدم إكراه أحد على ترك دينه. ثانيا: من حق أهل الكتاب أن يمارسوا شعائر دينهم فلا تهدم لهم كنيسة ولا يكسر لهم صليب. ثالثا: أباح لهم الإسلام ما أباحه لهم دينهم من الطعام وغيره. رابعا: لهم الحرية في قضايا الزواج ولهم أن يتصرفوا كما يشاؤون فيها دون أن توضع لهم قيود أو سدود. خامسا: حمى الإسلام كرامتهم وصان حقوقهم، وجعل لهم حق الحرية في الجدل والمناقشة في حدود العقل والمنطق مع التزام الأدب والبعد عن الخشونة والعنف. ص 138 ، 139 من كتابه عناصر القوة في الإسلام، ط2، 1973 مصر. وبخصوص حرية التفكير فلخص الأمر فيما يلي: لقد دعا الإسلام إلى التفكير، والنظر في ملكوت السماوات والأرض، إذن إن التفكير هو وظيفة العقل، وبالعقل تميز الإنسان عن غيره من الحيوانات، فإذا تخلى العقل عن وظيفته، فقد تخلى الإنسان عن أخص خصائصه ولم يعد له دور تقدم البشرية، وفي الحياة. ولم يمنع الإسلام التفكير إلا في ذات الله فإن ذات الله لا تحيط بها الفكرة والعقيدة أساسها التفكير والنظر ولابد أن تكون عن يقين واقتناع لا عن تقليد وإتباع للآباء ولذلك كان إيمان المقلد مشكوكاً فيه، ويدخل في حرية التفكير، حرية الصحافة، والخطابة، وحرية ما يراه الإنسان من ظواهر الفلك، والطبيعة، والحيوان، والإنسان، فالإسلام لم يفرض عقيدة خاصة، أو يوجب نظرية علمية على العقل فلكل إنسان الحق في النظر إلى الكون واستعمال الأدوات التي توصل إلى السنن والقوانين التي تخضع لها الظواهر الكونية ولقد كان من آثار حرية الفكر هذه الذخائر الثقافية التي تذخر بها المكتبة الإسلامية مما كان سبباً مباشراً في إقامة النهضة الأوربية المعاصرة. إن الشيء الوحيد الذي حرمه الإسلام هو الدعوى إلى إضعاف الدين أو الخلق أو الترويج للإلحاد والزندقة وهي دعاوى خبيثة يجب مصادرتها والحجر عليها. ص 142 من كتاب عناصر القوة. إذن والعلماء الكبار قد بينوا لنا الأمر وكشفوا عن أن الدعوى لإضعاف الدين والترويج للإلحاد دعوة خبيثة يجب مصادرتها والحجر عليها فبماذا نصف الأقوال التي تعج بها الفضائيات من هجوم لا ينقطع عن كل الدين وما يمت إليه بصلة ؟! وكأن قضية الإعلام التي تفرغ لها هي قضية هدم الدين في نفوس الناس باستضافة أستاذ بجامعة الأزهر !! أستاذ بالأزهر (ينسف عقيدة المسلمين وينكر معلوما من الدين بالضرورة كما جاء بمقال الأستاذ رئيس تحرير جريدة اللواء الإسلامي 19 صفر سنة 1436ه الموافق 10/12/2014) ورد الأزهر على تطاول الأستاذ المذكور بكل قوة والحمد لله. وقد أتاحت فضائيات الانحطاط والتبلد ساحات هائلة من الوقت للهجوم على الدين ويكاد النفر منا أن يموت غيظاً من سلوك البعض من حملة الأقلام المشحونة الكراهية للعقيدة من أمثال شاعر الأهرام ولكن القلم المحكوم بالعقيدة لا يخرج في نقده عن الحدود التي ألزمه بها الشرع فهو مقيد بالحق والعدل، إنها العقيدة التي يسخر منها حملة الأقلام البذيئة والسكارى والعاطلة عقولهم. حصوننا مهددة من الداخل والأمة ترفض الترويج للإلحاد والبعض من أبناء الأمة لا عمل لهم إلا الهجوم على كل مقدساتنا تحت دعوى عريضة ساقطة اسمها حرية الرأي أو حرية التعبير إنه الإصرار على الترويج للإلحاد إن الجناية على الدين أشد من الجناية على الأنفس كما يقول العلماء الثقات. والله يقول الحق وهو يهدي إلى الصواب